حديث الساعة على المستوى المحلي وكذلك الأجنبي، حتى أن بعض القنوات الأجنبية سارعت بإعلان وفاة رئيس الدولة، فيوم أول أمس لم يكن عاديا بالنسبة للبلاد، يوما شهدنا فيه عمليتين إرهابيتين في نفس الوقت وكذلك الوعكة الصحية لرئيس الجمهورية التي أثارت تخوف كل التونسيين وأحدثت ارتباكا كبيرا في البلاد لكن سرعان ما أزيل قليلا بالبلاغ الثالث لرئاسة الجمهورية الذي أراح الجميع.
أكدت رئاسة الجمهورية في بلاغ ثالث لها أن الحالة الصحية لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في تحسن، وقد أجرى صباح أمس مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي للاطمئنان على الوضع العام في البلاد، وحسب تصريحات إعلامية للناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية سعيدة قراش فإن الحالة الصحية لرئيس الجمهورية مستقرة وتتجه نحو التحسن وينتظر أن يغادر المستشفى قريبا ويستأنف نشاطه.
حرب إعلامية
العديد من المواقع الخليجية تناقلت خبر وفاة رئيس الجمهورية دون أن يكون هناك إعلام رسمي من قبل الوسائل الإعلامية الوطنية وأثارت العديد من التساؤلات حول صور تفعيل حالة الشغور الوقتي أو الشغور النهائي والفرضيات الدستورية ومن يخلف رئيس الجمهورية وغيرها من الاستفهامات التي ليس لها تفسير إلا محاولة للتخويف والشوشرة ومزيد إرباك الأوضاع في البلاد بالتزامن مع العمليتين الإرهابيتين، وقد ندد جل الفاعلين السياسيين بما نقلته وسائل الإعلام الأجنبية والخارجية على غرار رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي أكد في تصريح له لـ«موزاييك» أن التونسيين مرّ عليهم يوم صعب بعد أن اجتمع عليهم أمران، «الأول يهم حرب الإشاعات التي أطلقت حول صحة رئيسنا والتي استخدمت فيها وسائل إعلام أجنبية في إطار ما أسماه نوعا من الحرب على الرأي العام التونسي». وأضاف بأن «هذه الحرب الإعلامية تهدف إلى إحداث اضطراب في تونس وإخلال بالأمن... إذ أن عددا من وسائل الإعلام الأجنبية والخليجية شنّت على تونس حربا إعلامية حقيقية لإحداث بلبلة». أما الأمر الثاني، فيتعلق بسلسلة العمليات الإرهابية التي أرادت أن تهز ثقة التونسيين في أمنهم ومؤسستهم العسكرية، «إلا أن الشعب التونسي تصدى لهذا الخطر ولم يهرب المارة من شارع الحبيب بورقيبة وإلتفوا حول المؤسسة الأمنية».
إجراء الانتخابات في موعدها
كما أشار الغنوشي إلى أن البيانات التي صدرت عن رئاسة الجمهورية بخصوص الوعكة الصحية التي تعرضها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لم تكن موفقة ، ليشدد على أن بيانات الرئاسة تضمنت مبالغات وأعطت فرصة لإحداث بلبلة. وأكّد عدم وجود حالة فراغ دستوري في صورة حصول الشغور في منصب رئيس الجمهورية. وأوضح أن مؤسساتنا الدستورية تعمل وفق ما نص عليه الدستور وستقوم بواجباتها في صورة وجود حالة شغور مضيفا بأننا لسنا إزاء هذه الحالة، مشددا على أن الحملة الإعلامية الشرسة التي شنت على الرأي العام لن تؤثر على البرلمان وعلى المؤسسات الدستورية القادرة على استيعاب كل الطوارئ إلى جانب ذلك فإن فكرة تأجيل الانتخابات لم تصدر عن أي جهة رسمية أو أي حزب معتبر وإنما هي مجرد إشاعات. وأبرز أن الجواب الصحيح على هذه المخططات الكيدية هو التوجه إلى إجراء الانتخابات في موعدها. مع الإشارة إلى أن الغنوشي كان قد زار أمس رئيس الجمهورية للاطمئنان على حالته.
«انحطاط أخلاقي»
الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي ندد أيضا بمثل هذه الإشاعات، قائلا «ما من أحد معصوم من المرض أو الموت وليس من الأخلاق استباق الموت لأي كان والقيام بذلك هو في باب الانحطاط الأخلاقي». وشدد على أن تونس في حاجة إلى كل مؤسساتها الدستورية لتتجاوز هذه المرحلة بسلام والوصول إلى الاستحقاقات الانتخابية التي تشكل أكبر تحد للإرهابيين ولأعداء الديمقراطية. وأكد أن الإتحاد سيكون بالمرصاد لكل من تخول له نفسه الانحراف بمسار البلاد عن خياراتها الوطنية الكبرى وسيبقى صمام أمان للبلاد خاصة وأن هذه المنظمة هي ملك للشعب وتربت على الروح الوطنية وعلى المسؤولية العالية.
لفت انتباه
النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين دعت الصحفيين إلى التقيد بقواعد العمل الصحفي المحترف في التركيز على المعلومات المتوفرة بمصادرها وعدم الانسياق وراء الإشاعات التي ينشرها غير المحترفين في العمل الصحفي والامتناع عن نشر الأخبار الزائفة والإشاعات خاصة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي. كما لفتت لجنة أخلاقيات العمل الصحفي انتباه مراسلة قناة العربية بتونس إلى ضرورة التثبت من أخبارها ومصادرها والامتناع عن إذاعة خبر في حجم وفاة رئيس الجمهورية وفي ظرف أمني دقيق دون التثبت التام والكامل من مصادرها ودرجة اطلاعها وقربها من مصدر الحدث. ويشار أيضا إلى أن محمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب أجرى صباح أمس اتصالا هاتفيا برؤساء الكتل وأعضاء مكتب المجلس لطمأنتهم على تحسن الوضع الصحي لرئيس الجمهورية بعد أن تحول مساء أول أمس إلى المستشفى العسكري لاطمئنان عليه.