أحزاب ومنظمات وطنية ونقابية وردود فعل دولية: تنديد بالعمليتين الإرهابيتين ودعوة لتوحيد الصف لمحاربة الإرهاب

مرة أخرى تستفيق البلاد على وقع عمليتين إرهابيتين في نفس اليوم بالقرب من دورية أمنية بنهج شارل ديغول بالعاصمة

وقبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني ممّا أسفر عن سقوط شهيد في صفوف القوات الأمنية وعدد من الجرحى، وقد تتالت ردود الأفعال المنددة والمستنكرة للتفجيرين الإرهابيين من قبل عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية، ووصفوا في بيانات لهم هذه العمليات بالجبانة، داعين إلى توحيد الصف لمحاربة آفة الإرهاب.

أدانت حركة النهضة في بلاغ لها العمليات الإرهابية الجبانة وكل المتورطين في تنفيذها والتخطيط لها، داعية كل التونسيين إلى الوقوف صفا واحدا من اجل إجهاض مرامي الإرهابيين والى مؤازرة المؤسستين الأمنية والعسكرية في التصدي لهذه الجرائم، وأكدت في ذات البلاغ أن هذه الجرائم لن تثني التونسيين على استكمال أهداف المرحلة وإنجاز الاستحقاقات الانتخابية في آجالها وتوفير كل مقومات نجاح الموسم السياحي الواعد.

مزيد من اليقظة
حركة نداء تونس توجهت بدورها إلى كافة الضحايا من أمنيين ومدنيين بأعمق عبارات المواساة وترحمت على روح شهيد المؤسسة الأمنية، حافظ الأمن بالشرطة البلدية، المهدي الزمالي، كما توجهت إلى كافة الشعب التونسي بالدعوة إلى ضرورة الالتفاف حول مؤسسات الدولة والمؤسسة الأمنية والعسكرية والوقوف صفا واحدا في محاربة آفة الإرهاب. أما حركة تحيا تونس فقد اعتبرت أن هذين التفجيرين يعبّران عن يأس الإرهاب واندحاره بعد الهزائم المتتالية التي تكبدها على أيدي القوات الأمنية والعسكرية الباسلة، وعلى فشله الذّريع في منع تونس من التقدم على طريق الحرية والديمقراطية. ودعت الحركة التونسيين إلى مزيد من اليقظة ومعاضدة جهود القوات الأمنية والعسكرية كما أكدت إصرارها على مواصلة المسار الانتخابي وإجراء الانتخابات في موعدها حمايةً للعملية الديمقراطية واحتراما لمقتضيات الدستور. هذا وعبرت في بلاغ لها عن إدانتها الشديدة لهذه الأعمال الجبانة التي تتزامن مع إنطاق موسم سياحي تؤكد كل المؤشرات أنه سيعرف نجاحاً غير مسبوق، مما سيساعد الاقتصاد على استعادة عافيته، و في الوقت الذي تتهيأ فيه تونس لانطلاق العملية الانتخابية.

تأكيد الوحدة الوطنية
من جهتها، دعت حركة مشروع تونس كل التونسيين والتونسيات إلى الوقوف صفا واحدا وراء قوات الأمن والجيش في الحرب المتواصلة وطويلة الأمد ضد الإرهاب والإرهابيين وتأكيد الوحدة الوطنية الصمّاء في مثل هذه الظروف، وثمنت الحيطة والاستعداد الأمني الكبير للقوات الأمنية والذي افشل نجاح الإرهابيين في تنفيذ مخططات أكثر دمويّة وإيلاما. كما ترحمت أيضا على أرواح الضحايا وترجو الشفاء العاجل للجرحى. كما أدان حزب التيار الشعبي في بلاغ له هذه العمليات التي وصفها بـ»الإرهابية التخريبية» المتزامنة مجدّدا وقوفه التام مع المؤسستين الأمنية والعسكرية في مواجهة كل من يستهدف تونس وشعبها ووحدتها وسيادتها.

الاستعداد لحماية الدولة
ودعا الحزب الشعب التونسي لليقظة التامة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها تونس والاستعداد لحماية الدولة ومؤسساتها من كل المتربصين بها في الداخل والخارج، مشيرا إلى ان الجماعات الإرهابية ليست أكثر من أدوات وظيفية في أجندات كبرى هدفها إعادة تشكيل المنطقة برمتها بما فيها استهداف تونس. من جهته أكد الحزب الجمهوري أن هذه العملية الإرهابية الجبانة تستهدف أمن تونس وتسعى لضرب موسمها السياحي ولإرباك المسار الانتخابي، مجددا التأكيد على أن الحرب على الإرهاب متواصلة، ودعا المجموعة الوطنية لمزيد إحكام الاستراتيجيات الوطنية لمقاومة آفة الإرهاب وتحصين تونس من العمليات الجبانة التي تسعى لضرب صورة الوطن.

المحافظة على المسار الديمقراطي
حزب آفاق تونس جدد بدوره دعمه اللامشروط لحرب الدولة على الإرهاب، مؤكدا أن مثل هذا الاستهداف من طرف الجبناء يزيد الشعب التونسي عزيمة للوقوف وراء قواتنا المسلحة ورغبة في إنجاح تجربته الديمقراطية، داعيا الجميع إلى الوحدة وإلى مواجهة الصعوبات بمسؤولية وتضامن، مجددا دعوته للمحافظة على المسار الديمقراطي حسب مقتضيات الدستور. أما حزب العمال فقد أدان هذه العملية الغادرة والجبانة التي تؤكّد مرّة أخرى حقيقة العصابات الإرهابية وطبيعة مشروعها الدموي والفاشي الذي يوظف الدّين ويطوّعه لخدمة مصالح سياسيّة رجعيّة ولا وطنيّة. واعتبر أن هذه العمليات تأتي في سياق محلّي وإقليمي ودولي يهدف إلى خلط الأوراق نحو إعادة تشكيل الوضع السياسي والحزبي في أفق الاستحقاقات الانتخابية القادمة بما يخدم مصالح أعداء تونس وشعبها ويجهض نهائيا مسارها الثوري.

أما حزب تيار المحبة فندد بهذه «العملية الخسيسة التي تقف وراءها عقول شيطانية مريضة تسعى لزعزعة الأمن وضرب الاقتصاد الوطني وتعطيل المسار الديمقراطي والانتخابات المقبلة «، مجددا دعمه لقوات الأمن ومثمنا دورهم الأساسي في الدفاع عن الوطن .

عدم الانجرار وراء الخطط الإرهابية
المنظمات الوطنية والنقابية نددت هي الأخرى بالعمليات الإرهابية المتزامنة، حيث دعت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين إلى الوحدة الوطنية في مجابهة الإرهاب، وأدانت بشدة العمل الإرهابي الذي أستهدف البلاد أمس وتضامنها مع ضحاياه واعتبرتها محاولة جبانة وفاشلة لترويع التونسيات والتونسيين وإفشال المسار الديمقراطي غداة الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والرئاسية. كما أكدت النقابة أنّ مثل هذه العمليات لا يُمكن أن تربك قناعة الشعب التونسي في بناء الدولة المدنية والديمقراطية في بناء الدولة المدنية والديمقراطية ، دولة الحريات العامة والفردية والمساواة التامة بين كل المواطنين والمواطنات، داعية النخب السياسية والمدنية إلى التوحد في مقارعة الإرهاب وهزمه بعيدا عن نظريات المؤامرة وتصفية الحسابات السياسية. أما الاتحاد العام التونسي للشغل فقد دعا الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان له إلى عدم الانجرار وراء الخطط الإرهابية والارتكاز عليها بغاية الإخلال بالمواعيد الدستورية وفرصة لتوسيع رقعة الارتباك والتردد ومناسبة لمزيد ضرب الحريات وقمع التطلّعات الاجتماعية والشعبية. ودعا إلى مزيد اليقظة الأمنية والشعبية لمنع أيّ محاولة إرهابية أخرى، مطالبا بالتماسك والوحدة وتحدّي الإرهاب، معتبرا أن العمليات الإرهابية مخطط لتعميق الإرباك الحاصل في البلاد ومزيد إلحاق الأضرار باقتصاد تونس».

نبذ كل الخلافات الجانبية
الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية أعرب عن إدانته الشديدة للعمليتين الإرهابيتين الغادرتين اللتين جدتا صباح أمس بوسط العاصمة وبمنطقة القرجاني، مشددا على أهمية وحدة التونسيين ووقوفهم صفا واحدا في مواجهة دعاة التقتيل والتخريب وسفاكي الدماء، وعلى ضرورة مزيد التفافهم وراء القوات العسكرية والأمنية وإسناد جهودها في الدفاع عن حرمة تونس واستقرارها وأمن شعبها. كما أكد أن اللحظة الحرجة التي تعيشها تونس اليوم تتطلب من كل القوى السياسية الوطنية نكران الذات، ونبذ كل الخلافات الجانبية، والتعاطي مع الوضع بأكبر قدر من المسؤولية وتغليب المصلحة الوطنية، مشيرا إلى أن ثقته كبيرة في الشعب التونسي وفي مكونات المجتمع المدني لتجاوز هذه الأوقات الصعبة بسلام، مثلما فعلوا سابقا بفضل تماسكهم واستماتتهم في الدفاع عن المصلحة العليا للوطن.

ردود أفعال دولية
الهجمات الإرهابية في البلاد أمس خلفت أيضا ردود أفعال دولية على غرار الرئيس الفرنسي، فرنسوا ماكرون، ووزراء الداخلية العرب ومسؤولين في الإتحاد الأوروبي الذين أدانوا الهجومين الإرهابيين اللذين جدّا أمس ، و كتب ماكرون في تغريدة في حسابه على موقع التدوين الصغير «تويتر «أدين بشدة الهجمات التي طالت أمس قلب العاصمة تونس، قلوبنا متعاطفة مع الضحايا وذويهم». وأضاف أن «فرنسا تقف إلى جانب الشعب التونسي في هذه المرحلة الدقيقة». من جهته عبّر مجلس وزراء الداخلية العرب، عن بالغ استنكاره للتفجيرين الإرهابيين اللذين أسفرا عن استشهاد عون تابع لسلك الشرطة البلدية وإصابة عدد من الأمنيين والمدنيين.

وأعلنت الأمانة العامة للمجلس (مقره تونس) عن «تضامنها التام ووقوفها الكامل إلى جانب تونس في مواجهة التطرف والإرهاب». على صعيد آخر قال كل من يوهانس هان، المفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع وفيديريكا موغريني، الممثلة العليا للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، في تصريحات لهما، أمس الخميس، إن الاتحاد الأوروبي يتابع باهتمام الأخبار المتعلقة بالهجمات الإرهابية التي استهدفت تونس «هذا»البلد الشقيق والصديق والجار»، حسب ما جاء في تلك التصريحات.

كما أدانت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو بشدة «العمليتين الإرهابيتين اللتين اقترفتهما عصابات الإرهاب في العاصمة التونسية. وأكدت المنظمة وفق ما جاء على موقعها الالكتروني «مساندتها المطلقة للجمهورية التونسية ووقوفها الحازم إلى جانبها ضد كافة مظاهر الإرهاب والغلو داعية جميع الضمائر الحية إلى مواصلة التصدي لآفة التطرف والإرهاب وبيان مخالفتها لتعاليم ديننا الحنيف وقيم أمتنا العربية».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115