بعد استعادة حافظ قائد السبسي لـ«الباتيندا» النداء يعود إلى المعركة الانتخابية وسفيان طوبال يبحث عن مخرج آمن

مثل يوم أول أمس منعرجا حاسما في أزمة نداء تونس، فبعد أشهر من المدّ والجزر وحرب التصريحات بين شقي المنستير والحمامات،

كسب حافظ قائد السبسي المعركة واسترجع رسميا «الباتيندة» من خلال تلقيه مراسلة رسمية من مصالح وزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية تفيد بأنه الممثل القانوني للحزب أي الإبقاء على الوضعية القانونية التي كان عليها الحزب قبل مؤتمر 6 أفريل، مراسلة أعادت الأنفاس إلى حافظ قائد السبسي لاسيما بعد الضربة التي تلقاها بخروجه من سباق المنافسة من الانتخابات البلدية الجزئية في سوق الجديد والسرس والعيون وتيبار، حتى أن البعض تحدث عن وجود «صفقة» بين القصبة وقرطاج لعودة النداء إلى المعركة الانتخابية.

حافظ قائد السبسي سيظل الممثّل القانوني إلى حين بتّ القضاء العدلي في الأمر إذا ما وجدت شكوى مرفوعة في الغرض من قبل سفيان طوبال الذي سيجبر على إعادة خلط الأوراق والبحث عن مخرج آمن يخرج به بأخف الأضرار، وكخطوة أولى بعد مراسلة مصالح رئاسة الحكومة قام بتوجيه رسالة إلى حافظ قائد السبسي يطلب من خلالها الالتقاء به لتجاوز الإشكالات الخلافية الطارئة وتوحيد الصفوف مجددا.

تفاعل ايجابي مع مراسلة النداء
أكد الناطق الرسمي باسم نداء تونس المنجي الحرباوي لـ«المغرب» أنه في إطار تنفيذ القانون لدى الحركة حكم ابتدائي ينص على استرجاع الحق القانوني لنداء تونس توجه بحكم استئنافي وقد أعادت الحركة مراسلة وزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية تبعا للانتخابات البلدية الجزئية في كل من السرس والعيون وتيبار تمّ التشديد خلالها على ضرورة عدم حرمان نداء تونس من المشاركة في هذه الانتخابات مع ضرورة استرجاع حقه القانوني، وقد تفاعلت الحكومة ايجابيا مع ذلك وأعادت الأمور إلى نصابها، عودة وصفها الحرباوي بالطبيعية لا كما وقع الترويج له بوجود صفقة، مشددا على أن هذه الأخبار عارية من الصحة ولا وجود لأية صفقة بل إن النداء تمكن من استرجاع حقه الطبيعي في إطار القانون.

العودة إلى اللعبة السياسية
وأضاف الحرباوي أن الدوامة القانونية التي دخل فيها الحزب بعد مؤتمر المنستير قد انتهت إلى الأبد والحركة ستعود إلى لعب دورها السياسي داخل الساحة السياسية إذ في تخلف الحركة وخروجها من اللعبة السياسية بات المشهد السياسي يتسم بالضبابية حتى أن الناخب التونسي لم يعد يعرف لمن سيصوت بناء على استطلاعات الرأي الأخيرة في نسبة عدم الإجابة على سؤال «من ستختار؟». وأوضح الحرباوي أن النداء مطلوب منه اليوم أن يلعب دوره الوطني لاستكمال المشوار الذي انطلق فيه منذ سنة 2012 بعيدا عن كل الصراعات والشقوق. وبالنسبة لدعوة سفيان طوبال، قال محدثنا إن الدعوة سيتم النظر فيها وحسب رأيه فإن هذه الدعوة تندرج في إطار التشويش ومواصلة العملية الانقلابية التي قامت بها هذه المجموعة وهي مراوغة من المراوغات الجديدة ومعاول الهدم لا يمكن أن تبني من جديد.

دعوة طوبال متأخرة
وصف الحرباوي دعوة طوبال بالمتأخرة جدا ولكن من الضروري أن تعرض على مؤسسات الحركة لاتخاذ القرار المناسب بشأنها، مضيفا أنه انطلاقا من الأسبوع القادم ستنطلق الحركة في مسار تجميعي وستعقد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات للنظر في عدد من المسائل في علاقة بهذه المجموعة بالتجميع أو مزيد الانفتاح على الأحزاب الأخرى والشخصيات الوطنية وهذا سيكون فرصة جديدة للحركة للانطلاق من جديد بعيدا عن كل التشويشات والضبابية والانقسامات والشقوق.

تحكيم منطق العقل والحكمة
بالعودة إلى رسالة سفيان طوبال، فقد دعا شق حافظ قائد السبسي إلى «الالتقاء لتجاوز الإشكالات الخلافية الطارئة حول تقييم مخرجات مؤتمر المنستير والبحث في طي صفحة الخلافات بمنطق الديمقراطية والتوافق والتعالي عن الخصومة المدمرة وبوعي ألاّ أحد منتصر على ما طرأ من خلافات»، معتبرا أن «الوقت قد حان لتحكيم منطق العقل والحكمة من أجل أن يسترجع نداء تونس كل أبنائه وبناته ويعود مجددا موحدا جامعا وقويا».

وأضاف طوبال في رسالة توجّه بها إلى كل «الندائيات والندائيين» بمن فيهم «شقّ حافظ»: «هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن وما يميّزها من تراكم علامات الإحباط والشك والريبة وانعدام الرؤية في كل ما يخص مستقبل بلادنا وشعبها تفرض علينا كمنتسبين وأنصار لحزب حركة نداء تونس، الحزب الذي شكّل في لحظة من تاريخ تونس أملا لقطاع واسع من التونسيين، الارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية التي تمر بها بلادنا للمساهمة في إخراجها من أزمتها». وأبرز أن «تعافي نداء تونس هو جزء من مسار سياسي كامل يمكن أن يساهم في تعافي البلاد».

مشروع سياسي جديد جامع
من جهته أكد الأمين العام للنداء ناجي جلول لـ«المغرب» أن الأحزاب ليست «باتيندات» ولا أصولا تجارية والتجميع لا يكون بالأشخاص بل بمشاريع وبرامج واضحة، ليشدد على أن استعادة التمثيلية القانونية فرصة للاستفاقة والعمل على إعادة الثقة من جديد للتونسيين في الأحزاب نتيجة للمشهد الهزلي الذي قدمته لهم، فرصة لإعادة تجميع شقوق النداء والقوى الوطنية على غرار بني وطني والبديل التونسي والحزب الدستوري الحر وغيرها من الأحزاب التي تنتمي للعائلة الوطنية، تجميع هذه القوى في مشروع سياسي جديد جامع بعيدا عن حرب التموقعات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115