اسئلة شفاهية لوزير النقل هشام بن احمد الذي اعتبر ان النقل الحديدي في تونس يعيش على وقع اشكاليات نتيجة غياب الاستثمار في النقل الحديدي طيلة العشر سنوات الماضية، وكشف بن احمد ان شركة السكك الحديدية ستقوم بتجديد اسطولها لنقل المواطنين والبضائع. وفي سياق آخر اكد وزير النقل ان وزارته خيّرت اعادة النظر في برنامج هيكلة شركة الخطوط التونسيّة لتجنّب الاعتماد فقط على تسريح العمال والموظفين.
عقد مجلس نواب الشعب جلسة عامة رقابية امس لتوجيه اسئلة شفاهية لوزير النقل هشام بن احمد تمحورت اغلبها حول النقل الحديدي وضرورة عمل الشركة التونسية للسكك الحديدية على تحسين الخدمات المسداة للمواطن، حيث وجه النائب فتحي العيادي سؤالا نيابة عن النائبة سلاف القسنطيني بخصوص ضرورة دعم الشركة التونسية للسكك الحديدية لأسطولها وهو ذات السؤال الذي توجه به تقريبا النائب عمار عمروسية الذي تعرّض كذلك الى اشكاليات نقل الفسفاط عبر السكك الحديديّة.
وزير النقل هشام بن احمد اعتبر خلال ردّه على تساؤلات النواب بخصوص وضع شركة السكك الحديديّة ان الاشكاليات الموجودة حاليّا هي نتاج لغياب الاستثمار في النقل الحديدي طيلة العشر سنوات الماضية، واكد انه تم وضع خطة لاقتناء قطارات تخصّص للخطوط البعيدة وحاليا تعدّ الوزارة لطلب عروض سيقع اصداره في جويلية المقبل.
ووفق وزير النقل لا يمكن تغيير واقع ووضع قطاع النقل الحديدي بتونس بقطارات وعربات يتجاوز عمرها الثلاثين سنة وهو ما تعمل الوزارة على تجاوزه ببرمجة دعم اسطول شركة السكك الحديديّة بالعربات الجديدة، حيث ستقتني الشركة 28 قطارا كهربائيا سيقع استغلالها في تونس الكبرى بالاضافة الى 6 قطارات كهربائية ستخصص للسفرات البعيدة وبالنسبة للبضائع ستقتني الشركة 60 عربة في اطار برنامجها لتقليص عمليات النقل بالشاحنات.
وبحديثه عن وضع السكك الحديدية تعرّض وزير النقل الى اشكالية التقاطعات وحوادث المرور المتواترة على مستوى تلك التقاطعات، واعتبر انه يوجد اشكال في تونس على مستوى اكثر من 1000 تقاطع مما يستوجب تجديدها، واكد ان الوزارة لديها برنامج سيقع الانطلاق فيها خلال السنة الجارية بتجديد 50 تقاطع ليشمل التجديد 100 تقاطع على امتداد سنتي 2020 و2021.
بالنسبة لنقل الفسفاط عبر السكك الحديدية الذي تساءل النائب عمار عمروسيّة حول وجود خطة لتطويره، ذكر بن احمد انه تمت اعادة تشغيل الخطّ الحديدي عدد 13 منذ 7 ماي 2019، ومنذ ذلك التاريخ تم تنظيم 154 سفرة نقلت 176 الف طن من الفسفاط كما تعرّض الى الخط الحديدي عدد 15 الذي يربط المتلوي وكاف الدور وام العرايس وكشف انه تم رصد ميزانية 32 مليون دينار لاعادة اصلاحه واستئناف نقل الفسفاط والمواطنين عبره.
كما كشف وزير النقل هشام بن احمد انه تم اقتناء 20 قاطرة لنقل الفسفاط، تسلمت شركة السكك الحديديّة 10 منها وستتسلّم خلال الايام القليلة المقبلة الـ10 قاطرات المتبقيّة.
إعادة النظر في برنامج هيكلة الخطوط التونسيّة
بطبيعة الحال لم يمرّ حضور وزير النقل بمجلس نواب الشعب دون التعرّض الى اشكاليات خطوط تونس الجوية ووضعيتها التي توصف بالكارثيّة، حيث اتهمت النائبة سامية عبو وزارة النقل ومن ورائها الحكومات المتعاقبة بانتهاج سياسة مزيد تعميق اشكاليات شركة الخطوط التونسيّة عبر الحديث فقط عن برنامج لاعادة هيكلة الخطوط التونسيّة منذ سنوات دون تفعيله.
وزير النقل هشام بن احمد اعترف انه لم يقع بعد الانطلاق في برنامج اعادة هيكلة شركة الخطوط الجوية التونسية رغم الحديث عنه منذ سنوات، ولكنه في المقابل اكد ان الوزارة اختارت اعادة النظر في برنامج الهيكلة للخروج ببرنامج مغاير لطريقة اعادة الهيكلة المعمول بها في تونس والتي تعتمد اساسا على تسريح العمال والموظفين والذي اعتبره الوزير تمشيا خاطئا.
وكشف وزير النقل انه تمت اعادة النظر في برنامج اعادة الهيكلة مع الاتحاد العام التونسي للشغل ووقع اعداد برنامج على امتداد 5 سنوات يتضمّن اعادة التصرّف في الموارد البشرية عبر تسريح 1200 عامل وموظف، وكشف وزير النقل ان موضوع التسريح حساس جدا ويجب دراسته لتجنّب التسرّع ومن ثم حدوث شغورات كثيرة تدفع الشركة للانتداب لتعويض العمال والموظفين الذين تم تسريحهم.
كما اعتبر بن احمد ان وضعية شركة الخطوط التونسية الحالية هي نتيجة تراكمات وكشف ان برامج دعم اسطول الشركة بالطائرات يقع تاجيله كل سنة نظرا لعدم توفر الامكانيات المادية وهو ما دفع الوزارة الى التوجه نحو كراء طائرات على المدى الطويل عوض شراء الطائرات.