حركة النهضة والانتخابات الرئاسية: البحث مستمر عن «العصفور النادر» والإعلان عن موقفها في جوان المقبل

آثار تصريح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي على قناة «فرنسا24» أن الحركة لا تزال بانتظار العصفور

النادر الذي ستدعمه في الرئاسية» موجة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك من قبل عديد الفاعلين في الساحة، بين من اعتبر أن هذا التوصيف لغاية الاستهلاك الإعلامي، حتى أن مبروك كورشيد وزير أملاك الدولة السابق وصفه في تدوينة له على صفحته الرسمية على «الفايسبوك» بـ«الجلطام بامتياز» وأضاف أن العصافير تصطادها الصبية أما الرجال فترافقهم الصقور، وهذا التصريح يندرج في إطار التكتيك السياسي للحركة لا سيما وأنها ما فتئت تؤكد أنها مازالت في مرحلة البحث دون أن تكشف عن صفات «العصفور النادر» للمنافسة به في رئاسيات 2019.

حسب تصريح الغنوشي فإن النهضة مازالت لم تحدد موقفها: إما المشاركة بمرشح نهضوي أو بمرشّح توافقي، مشددا على أنّها «تبحث عن مرشّح توافقي لتدعمه سواء من داخلها أو من خارجها». وأضاف أن «النهضة هي اليوم الحزب الأكبر في البرلمان واحتلت المرتبة الأولى في الانتخابات البلدية وبالتالي فإن من واجبها المشاركة حفاظا على الديمقراطية»، مؤكدا أن هذا العصفور النادر حتى الآن ليس ظاهرا في الساحة ولا يوجد مرشح يتوافق حوله الجميع أو الأغلبية.

ورقة ترشح الغنوشي وأسماء أخرى
القيادي في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي أكد في تصريح لـ«المغرب» أنه بقطع النظر عن الصورة التي صدر بها موقف الحركة من الانتخابات الرئاسية فإن النهضة مازالت تشتغل على أهم المقاربات المطروحة في هذا الشأن، مشيرا إلى عقد لجنة السياسات في مجلس الشورى لندوة يوم السبت الفارط حضرها حوالي 50 من قيادات الحركة وطرحت خلالها ورقتين، الأولى تدافع عن خيار ترشيح الحركة من الداخل وقدمت بعض الأسماء من بينها رئيس الحركة أما الثانية فتتمثل في دعم مرشح من خارجها،يحظى بدعم واسع ضمن رؤية سياسية لإدارة المرحلة القادمة، ليشدد على أن النقاش كان عميقا وقد تمّ فيه أيضا التطرق إلى الوضع الإقليمي والدولي وعلاقته بتونس وبمسارها واستحقاقاتها إلى جانب التطرق إلى توقع المشهد المؤسساتي بعد انتخابات 6 أكتوبر وهل سيؤدي إلى برلمان مستقر قادر على إفراز حكومة قوية ذات برنامج أم العكس أي أمام برلمان رخو وليست له أغلبية واضحة وقد يضم أصواتا شعبوية كثيرة.

مزيد الاستماع والتشاور
كما بين أن الصورتين تؤثران على موقف الحركة من الرئاسيات إلى جانب المقاربة الإحصائية من خلال التطرق إلى تأثيرات نتائج سبر الآراء وكذلك العلاقة بين الترشيح للرئاسيات وتأثيره على نتائج الانتخابات التشريعية، مشيرا إلى أن بعض الأطروحات لم تدافع عن خيار الترشيح من خارج الحركة حتى أنها اقترحت أسماء أخرى في صورة عدم ترشح رئيس الحركة راشد الغنوشي. وتم التأكيد أن هذه الندوة جاءت لتنضيج موقف الحركة وهي ليست مؤسسة تقديرية وما تمّ الاتفاق عليه هو مزيد الاستماع لقيادات الحركة والتشاور مع بعض الأصدقاء ليكون فيما بعد للمؤسسة الشورية خلال دورتها الثامنة والعشرين التي ربما ستنعقد موفى شهر جوان المقبل أي بعد الانتهاء من ماراطون إفراز القائمات الانتخابية.

التكتيك السياسي
هذا وأوضح الجلاصي أن الحركة ستعقد مؤتمراتها الداخلية لكبار الناخبين ابتداء من 2 جوان إلى غاية 16 من نفس الشهر لتقديم مقترحات القائمات الانتخابية للمكتب التنفيذي لإقرارها، وسيكون شهر جوان للقائمات الانتخابية والندوة السنوية التي ستعقد إما يوم 22 أو 23 جوان إلى جانب الحديث عن البرنامج الانتخابي وإستراتيجيته الانتخابية والموقف من الانتخابات الرئاسية، واعتبر أن الحركة ليست مستعجلة لتحديد موقفها من موضوع الرئاسيات والسبب أن الكثير ممن نسب إليهم الترشح مازالوا لم يعلنوا عن ذلك بصفة رسمية إلى جانب ذلك فإن عدم استعجالها يندرج في إطار التكتيك السياسي وما يمكن قوله إن الحركة بصدد القيام بمباحثات أولية وهناك العديد من المترشحين يرغبون في الحصول على أصوات الحركة بأي شكل من الأشكال كما أن الحركة ليس لها أي اعتراض على أي كان ومازالت لا تساند أي طرف ولم تتضح خلال النقاشات الرؤية الأغلبية التي تدافع إما عن الخيار الأول أو الثاني.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115