في انتظار استكمال التحقيقات في ملابسات تسلل مجموعة إرهابية إلى بن قردان ...قلق وحيرة بين الأهالي

كما هو معلوم قامت الوحدات الأمنية المختصة وفرق من الجيش الوطني مساء أول أمس بالقضاء على مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي قادمة من ليبيا وتحصّنت داخل أحد المنازل في عمادة العامرية 4 كلم جنوب غرب بن قردان وحول تفاصيل العملية المتوفرة لـ»المغرب»

فإنه وفي حدود الرابعة من مساء الأربعاء قام مواطن أصيل الجهة بإبلاغ عون أمن من معارفه أنه تعرّض لعملية إطلاق نار من أشخاص كانوا على متن سيارة رباعية الدفع كانت في اتجاه بن قردان وقبل وصول وحدات التدخل كانت المجموعة الإرهابية قد تخلت عن السيارة ببلوغها مناطق العمران لتتحصّن المجموعة الإرهابية في أحد المنازل .

بسرعة فائقة انتشر خبر تواجد المجموعة الإرهابية في منطقة العامرية فكان أن تهافت حوالي ألف مواطن على المكان الشيء الذي جعل الأمن والجيش يطالبهم بالابتعاد ورغم ذلك أصيب مواطن أصيل منطقة الزكرة برصاصة طائشة وقد توفي على عين المكان .
بعد ذلك بدقائق اُصيب العقيد مراد المحجوبي قائد حامية جلال بن قردان برصاصة أطلقها الإرهابيون وتمّ نقله إلى مستشفى بن قردان حوالي الساعة السابعة و30 دق. لينقل على الساعة التاسعة و12 دق على متن مروحية للجيش إلى المستشفى العسكري بتونس العاصمة.

وفي حدود الساعة الثامنة تم القضاء على المجموعة الإرهابية بالكامل إذ تمّ قتل 4 برصاص الجيش ووحدات مقاومة الإرهاب من حرس وشرطة في حين قام أحدهم بتفجير نفسه بواسطة أحزمة ناسفة على عين المكان.
«المغرب» رصدت ردود الأفعال بين الحاضرين من الأهالي في مكان الواقعة حيث لفت نظرنا تصميم أحد أصحاب ما يسمى بالتراكس- آلة ماسحة على هدم المنزل على رؤوس المجموعة الإرهابية لكن الأمن والجيش منعه حفاظا على سلامته.

أكثر من مواطن نقل إلينا قلقه وحيرته بعد نجاح الإرهابيين في التسلل وبلوغ تخوم مدينة بن قردان وتساءل المواطنون عن كيفية التسلل رغم وجود الساتر الترابي ونقاط المراقبة وخاصة وجود أزيد من 13 مركزا أماميا للحرس الوطني تقع ما بين مدينة بن قردان والمنطقة العازلة وأيضا مرور كل المسالك المؤدية إلى بن قردان على مراكز للحرس الوطني حيث يمكن رصد واعتراض أي سيارة قادمة من الحدود وباعتبار عملية التسلل حدثت نهارا وباعتبار طبيعة التضاريس المنبسطة فإنه وبالعين المجردة بالإمكان التفطن لأي جسم متحرك وعلى مدى مسافات طويلة.

استنفار عسكري وأمني
على خلفية واقعة العامرية مساء الأربعاء أعلن الجيش الوطني وحرس الحدود حالة النفير بين صفوفه وتم الدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية والأمنية إلى الشريط الحدودي بالتوازي مع تحليق مروحيات جيش الطيران سواء قرب الحدود أو فوق مدينة بن قردان وضواحيها خاصة الجنوبية الغربية والشرقية وصولا إلى الشريط الساحلي لبن قردان انطلاقا من منفذ راس الجدير وحتى حدود المعتمدية مع جرجيس.

ويبقى الهاجس الأكبر والأخطر لدى الطرف التونسي إقدام التنظيم الإرهابي داعش على تكرار مثل تلك العمليات واستعمال أسلحة نوعية كان يلجأ الدواعش لاستعمال الأسلحة الكيمياوية التي بحوزتهم وذلك بعد تأكيد جهات رسمية من صبراتة عثورها في البناية التي دمّرتها الغارة الأمريكية مؤخرا على واقيات من السلاح الجرثومي وتأكيد تقارير دولية واستخباراتية سابقة حيازة تنظيم داعش الإرهابي الليبي لتلك الأسلحة المحرّمة دوليا.

وزير الدفاع الوطني
دور الساتر الترابي إيجابي في التصدي للتهريب ومكّن من مضاعفة قيمة المحجوزات

أكد وزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني أمس أن دور الساتر الترابي الذي تم احداثه على الحدود التونسية الليبية كان إيجابيا في التصدي للتهريب ومكّن من ارتفاع قيمة المحجوز ومضاعفته في تونس من 500 ألف دينار شهر جانفي 2015 الى 2 مليار ونصف شهر ديسمبر من السنة نفسها دون احتساب ما تم حجزه من أسلحة وسيارات.

وأوضح الحرشاني خلال جلسة الاستماع له من قبل لجنة شؤون الادارة والقوات الحاملة للسلاح بمجلس نواب الشعب بباردو ان الهدف الاساسي من احداث الساتر الترابي كان تأمين الحدود من ظاهرة الارهاب التي أفرزها تغير الوضع الامني في المنطقة وكذلك مكافحة تهريب السلاح ولم يكن الهدف الرئيسي مقاومة التهريب.

ولاحظ أن الساتر الترابي والمنظومة الدفاعية التابعة له تعد مهمة لكنها غير كافية وهو ما يتطلب تركيز منظومة مراقبة الكترونية على الحدود وسيتم الشروع في ذلك قريبا بالتعاون مع ألمانيا وأمريكا بمبادرة خاصة منهما دون ان يعني ذلك المس من سيادة تونس أو من استقلالية قرارها وفق تعبيره.

وأفاد الوزير بان الحدود البحرية بين تونس وليبيا مؤمنة نظرا لتركيز تقنيات مراقبة ووجود تعزيزات كبرى تفوق امكانيات الارهابيين حسب تقديره مبينا في المقابل أن خطر الارهابيين يكمن على مستوى الحدود البرية وان المؤسستين الامنية والعسكرية تتحليان باليقظة والجاهزية للتصدي له.

اجتماع لخلية التنسيق الأمني والمتابعة يوم السبت القادم لمتابعة الوضع الأمني في البلاد

قرر رئيس الحكومة الحبيب الصيد عقد اجتماع لخلية التنسيق الامني والمتابعة يوم غد السبت 5 مارس الحالي لمتابعة الوضع الامني في البلاد ومواصلة بلورة الخطة التي تم اقرارها في ضوء المستجدات الحاصلة وتحسبا لتطور الاوضاع في ليبيا وتداعياتها.
و أكد الحبيب الصيد على مواصلة حالة الاستنفار واليقظة والجاهزية للتصدي لكل خطر يستهدف سلامة التراب الوطني وأمن المواطنين والوطن مشددا على أهمية معاضدة المواطنين لجهود الوحدات العسكرية والامنية في التوقي من الارهاب وملاحقة العناصر الارهابية والقضاء عليهم وحماية الارواح والمكتسبات.

وعبر رئيس الحكومة عن إكباره وتقديره للعمل البطولي لوحدات الجيش والحرس والامن الوطنيين في تصديها للعصابة الارهابية المتسللة من ليبيا والقضاء على عناصرها وإحباط ما كانت تخطط له من عمليات ارهابية.
واطمأن رئيس الحكومة على الحالة الصحية لآمر القوة العسكرية التي نفذت المهمة بنجاح وعبر عن تعازيه ومشاعر تعاطفه ومواساته لعائلة المواطن الذي استشهد جراء إصابته برصاصة طائشة أثناء تبادل إطلاق النار بين الوحدات العسكرية والامنية والمجموعة الارهابية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115