وإنما التمهيد لتحالف سياسي وانتخابي يضم جزءا من الأحزاب التي انشقت عن نداء تونس منذ 2015، وبالأخص الثنائي حركة مشروع تونس وحركة تحيا تونس، اللتين تعملان مع من تبقى في نداء تونس على ايجاد أرضية عمل مشترك.
منذ أكتوبر 2018 تسارع نسق المشاورات بين حركة مشروع تونس وكتلة الائتلاف الوطني، مشاورات مزجت بين التحالف الحكومي والاستعداد لانتخابات 2019، فالطرفان كانا قد اتفقا منذ السنة الفارطة على أن تحالفهما الحكومي ليس إلا خطوة لتحالف سياسي وانتخابي متى استكمل تأسيس الحزب الجديد، قبل ان تعدل الخطة ويصبح الحديث عن النداء التاريخي بعد ان باتت حركة نداء تونس معنية بالتقارب مع الحركتين.
حديث انطلق قبل مؤتمر نداء تونس بداية افريل الفارط، ومؤتمر الحزب الجديد حركة تحيا تونس التي أنجزت مؤتمرها نهاية ذات الشهر. لكن المشاورات لم تتخذ طابعا رسميا نظرا الى ان الجميع كان ينتظر نتائج مؤتمر حركة نداء تونس بالأساس.
مؤتمر انتهى وقد واجهت الحركة أزمة جديدة، أدت إلى انقسامها إلى فريقين يتصارعان على الشرعية والتمثيلية القانونية، لكنه تسبب أيضا في تعطل المشاورات غير الرسمية بين الثلاثي، تحيا تونس ومشروع تونس ونداء تونس، الذي كان يشير الى ان شهر ماي الجاري سيكون شهر التفاوض بينهم بشكل رسمي.
تفاوض ونقاشات تعطلت خلال الأيام الفارطة وقاربت على الفشل الكلي، لكن صدور قرار من الحكومة يقضي بان الممثل القانوني لحركة نداء تونس هو رئيس اللجنة المركزية المنتخب من اجتماع الحمامات سفيان طوبال، أحيى النقاشات نسبيا.
نقاشات كان رئيس الحكومة قد دعا ابناء حركته تحيا تونس الى العمل على إنجاحها والقصد هنا لم يكن فقط مع حركة نداء تونس وإنما مع كافة الأحزاب الوسطية التي صنفها في خانة الأحزاب الوطنية الإصلاحية، التي تضم مكونات النداء التاريخي وأحزابا دستورية بالأساس.
دعوة احيت المشاورات الثنائية بين حركتي مشروع تونس وتحيا تونس بالاساس، وهذا ما المحت اليه خولة بن عائشة، القيادية بالمشروع، حيث قالت ان حركتها كانت ستعلن منذ فترة عن تحالف انتخابي سياسي مع حركة تحيا تونس لكن تم تأجيل ذلك الى حين الانتهاء من اشغال المؤتمر التاسيسي. انتظار فسرته على انه حرص من حركتها على ان يقع امضاء اتفاق مع هياكل رسمية.
هياكل باتت حركة مشروع تونس تنتظر تحركها في اتجاه صياغة ارضية عمل مشترك، فالمشروع اختار ان تكون اولويته المشاركة في تحالف انتخابي وسياسي، وهذا التحالف يضم كلا من تحيا تونس وحركة نداء تونس أساسا.
حيث أشارت بن عائشة الى ان حركتها في طور مشاورات غير رسمية مع نداء تونس، اذ استقبل رئيس الحركة محسن مرزوق رئيس اللجنة المركزية للنداء سفيان طوبال، هنا لم تنف بن عائشة ان يكون التحالف هو هدف الحركتين، فهي تشدد على ان حركتهم تبحث عن تجميع العائلة الوسطية.
لكن هذا لم يحل دون ان تضع حركتها خطة «ب» تتمثل في المشاركة بمفردها في الانتخابات القادمة، ان فشل خيار التحالف ولم يصل الجميع إلى أرضية عمل مشترك وإمضاء اتفاق.
اتفاق قال سفيان طوبال انه يامل في الوصول اليه، بل انه يشدد على ان لقاءه محسن مرزوق كان في هذا الاطار، اي التفاوض من اجل الوصول اما لجبهة انتخابية سياسية او تاسيس حزب جديد، يضم كل من غادر نداء تونس. كل هؤلاء يتقدمون بقائمات انتخابية موحدة في التشريعية وبمرشح وحيد للرئاسية.
مخطط قال طوبال انه يرغب في الوصول اليه قبل حلول تاريخ 16 جوان القادم، اي ان على الاحزاب المعنية بفتح باب النقاشات رسميا بينها خلال الايام القادمة، لكن ما يدركه طوبال هو ان هذه الاحزاب واساسا حركة تحيا تونس لاتزال تنتظر حسم الصراع في نداء تونس بشكل نهائي لتحسم خيارها.
في هذا الصدد يتفاءل طوبال بان تنتهى ازمة حزبه في الأيام القليلة القادمة، فهم يعولون على ان يحترم «الطرف الآخر القانون» كي لا يضطروا الى رفع قضية استعجالية ضده، قضية يمكن تجنبها وفق طوبال إن اعترف شق المنستير بشرعية القيادة المنتخبة في الحمامات.
لكن ما كل ما يرغب فيه المرء يتحقق له، فامنية طوبال ومن معه ان تنتهي الازمة باحترام الشرعية، لن تتحقق وهذا قد يدخل الحزب في مسار تقاضي من شانه ان يعيق النقاشات من اجل تشكيل جبهة سياسية وانتخابية.
جبهة تشير مصادر من تحيا تونس انها في طور التشكل بعيدا عن وسائل الاعلام، وهذا التحالف سيتكون بالاساس من الثلاثي المتحالف في الحكم، تحيا تونس ومشروع تونس والمبادرة، على ان يظل مفتوح للبقية والقصد هنا نداء تونس متى انتهت ازمته.