يوسف الشاهد و راشد الغنوشي: لقاء سبقه تصاعد حدة الخطاب

بكلمات مقتضبة أعلنت حركة النهضة في بلاغ لها عن مضمون لقاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد برئيسها راشد الغنوشي يوم امس.

لقاء جاء في ظل تصاعد حدة خطاب النهضة تجاه الحكومة خلال الايام الفارطة قبل ان يلتحق الشاهد وحركة تحيا تونس بالركب ويتبنون خطابا حرص فيه على التمايز مع النهضة.

يوم امس اعلنت حركة النهضة في بلاغ صحفي، عن لقاء جمع بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي. لقاء تناول وفق نص البلاغ «المشاغل الوطنية وسعي الحكومة إلى توفير كل المناخات المناسبة من أجل الاستقرار» اضافة الى الأوضاع الاجتماعية وحسن الإستعداد لكل الإستحقاقات الوطنية بالاضافة الى التطورات الإقليمية بالمنطقة.

عند هذا الحد يقف الطرفان، فلا حركة النهضة وقادتها او حكومة الشاهد وحركته تحيا تونس، رغبا في الكشف عن المزيد من تفاصيل اللقاء ومدته وما دار من نقاشات بين الرجلين. حرص وقع تبريره بان المعطيات عن اللقاء غير متوفرة وان مضمونه ظل حكرا على الرجلين فقط.
الشاهد والغنوشي هما فقط اللذان يعلمان وفق مقربين منهما ما دار بينهما في لقاء امس بالقصبة، لقاء سبقته باربع وعشرين ساعة تصريحات لرئيس الحكومة يوسف الشاهد في كلمته لدى اختتامه لأشغال مؤتمر تحيا تونس. وسبقه باكثر من ذلك تصاعد حدة خطاب حركة النهضة تجاه الشاهد وحكومته.
خطابات قامت على البوح الصريح والتلميح، فالشاهد حرص وهو يخطب في ابناء حركته السياسية على ان يقول لهم انهم متناقضون مع حركة النهضة، وانهم كانوا فاعلين في منع انزلاق البلاد الى الخلف بل وانهم لا يدينون بالولاء الا لتونس ولا يعملون وفق مقولات عمر او زيد.

وزيد هو حسن البنا، منظر جماعة الإخوان المسلمين، الذي حرص الشاهد على ان يكون ذكر اسمه مقترنا بالحديث عن مرجعيته السياسية، وهي الحركة الإصلاحية الوطنية والرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.

كلمة الشاهد التي دامت لقرابة الساعة تضمنت عدة تلميحات خص بها حركة النهضة، التي بحث الشاهد ومن بعده قادة تحيا تونس على ان يصنفوها في خانة المنافس السياسي الذي يتناقضون معه في الرؤية المجتمعية، والذي قاوموه واجبروه على عدم إقحام الشريعة في الدستور. نقد استمر يوم أمس من قبل عدد من قادة تحيا تونس لدى إطلالاتهم الإعلامية في عدد من البرامج الإذاعية والتلفزية، التقت في أن الرسالة التي يرغب قادة تحيا تونس في ترويجها هي «تناقضهم مع النهضة» وتباينهم معها.

تباين بات محلّ إبراز من قبل الشاهد ورفاقه لكنه كان متأخرا بأيام عن حركة النهضة التي ومنذ أكثر من أسبوع حرصت على أن يرتفع صوتها بانتقاد الحكومة وبسياساتها، ومن ذلك الموقف الذي تبنته حركة النهضة من أزمة قناة نسمة خلال الأيام الفارطة وقد اصدر المكتب التنفيذي ومجلس الشورى بيانات مساندة للقناة.
بيانات النهضة لم تقتصر على مساندة القناة بل حذرت من قرار قطع البث واعتبره في بيان المكتب التنفيذي اعتداء على حرية التعبير والإعلام وهي تشدد على أنّ الاعتداء على حرية الإعلام والتحريض على مؤسساته ، يتنافى ويتناقض مع الأهداف التي تأسست عليها مشاركة حركة النهضة في الحكومة وفي هذه النقطة كشفت النهضة عن الكثير. ومما كشفته أن النهضة تلمح إلى ان الحكومة حادت عن أهدافها.

تصاعد الخطاب بين اللاعبين خلال الأيام الماضية يبدو انه كان من محاور اللقاء بين الرجلين لم يرغب احد منهما في الإعلان عنه بشكل صريح، لكن ما لا تكشفه الكلمات والبلاغات تكشفه الخيارات والخطاب السياسي لكليهما في الأيام القادمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115