قد يحملها، بعد تعثر مشاورات الانصهار مع حزب التكتل الديمقراطي في الأمتار الأخيرة. لكن غياب المفاجآت عن المؤتمر لا يجعله خالي الوفاض كليا، فهو من سيحدد هوية مرشح الحزب للرئاسية.
من قصر المؤتمرات بالعاصمة انطلقت يوم أمس أشغال مؤتمر حزب التيار الديمقراطي، وفي جدول أعماله ثلاث نقاط أساسية، تعديل النظام الداخلي لإضفاء مزيد من المرونة عليه في اطار مناقشة جملة من اللوائح، النقطة الثانية انتخاب الأمين العام وأعضاء المجلس الوطني والمكتب السياسي وثالثا تحديد هوية مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في نوفمبر 2019.
ثلاث نقاط لا يبدو أنها قد تبعث خلافات جوهرية بين المؤتمرين، حتى وان كان التنافس محتدما في انتخابات المجلس الوطني والمكتب السياسي، على عكس انتخاب الامين العام الذي يبدو انه سيكون محمد عبو صاحب الحظوظ الأوفر بالفوز ضد منافسه الأزهر الشملي.
حظوظ ستتأكد يوم الأحد، فهو اليوم المخصص للانتخابات، سواء الأمانة العامة او المجلس الوطني او المكتب السياسي، اما اليوم السبت فسيخصص لمناقشة اللوائح الاقتصادية والسياسية والثقافية والحكم المحلي، ومناقشة مقترح تعديل شامل للنظام الداخلي للحزب، لإضفاء مرونة عليه كما شدد محمد الحامدي، القيادي بالحزب.
مقترح أكده ايضا غازي الشواشي الأمين العام المتخلي، قبل افتتاح المؤتمر حيث اشار الى ان اللوائح التي ستناقش في المؤتمر تتضمن الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي للحزب، إلى جانب المناقشات التي ستتطرق الى من سيمثل الحزب في الانتخابات الرئاسية. وهنا كشف الشواشي أنّ محمد عبّو هو الوحيد المعنيّ بالترشح للرئاسيات.
عبو الذي ينافس بحظوظ وافرة على ان يكون الأمين العام الجديد للحزب، يحبذ ان يتجنب الخوض في مسألة ترشحه للرئاسية معتبرا ان المؤتمر هو من سيقرر الامر، ما لا يعلنه عبو بشكل صريح هو تردده في الترشح للرئاسية. فالحزب وعبر مؤتمر يبرز جليا انه حسم امر ترشيح عبو، سيعلن عن هذا اليوم من الحمامات.
اعلان يسبق انتخابات الامانة العامة التي يرغب عبو بتقلدها خلال السنوات الثلاث القادمة، لما يراه من اهمية للتواجد في منصب قيادي في الفترة القادمة، اذ يعتبر ان حزبه مقبل على فترة قد تكون عصيبة لهذا يرغب في أن يكون بموقع قيادي لعدة اعتبارات، منها ضمان تماسك حزبه بعد الانتخابات والحلول دون انشقاقات والاهم التأثير في قرارات تتعلق بالتحالفات قبل وبعد الانتخابات. عبو وهو يشرح أسباب ترشحه للأمانة العامة لم ينف ان حزبه كان في مشاورات انصهار متقدمة مع حزب التكتل الديمقراطي قبل ان يتراجع الاخير.
تراجع رفض عبو شرح أسبابه ولكن المح الى ان ضيق الوقت احدها، مشيرا الى ان حزبه يخوض مشاورات ونقاشات مع عدة اطراف اما بقصد الانصهار في التيار او بقصد احداث جبهة انتخابية او سياسية.
جبهة تحدث عنها أحمد بوعزة القيادي بالتيار، واشار الى ان حزبه يعمل على التنسيق مع احزاب اخرى تنتمي للتيار الديمقراطي الاجتماعي بهدف عمل مشترك، ينطلق من التنسيق ليبلغ الانصهار، وان هذا لا يعنى ان التيار لا يعد تصوره لخوض الانتخابات التشريعية القادمة بقائمات مستقلة خاصة ان تعثرت المشاورات.
مشاورات سيعرض جزء منها على المؤتمرين وستناقش بينهم لتحدد سياسات الحزب وخياراته التي ستكشف في الايام القادمة.