بعد أن انتقد عديد السلوكيات لدى خصومه، دعوة ردت عليه في الساعات القليلة الماضية ممن توجه إليهم، فمن هم معه دعموا الفكرة ومن هم ضده طالبوا بان لا ينهى عن منكر ثمّ يأتيه.
في كلمته يوم الأربعاء الفارط قال يوسف الشاهد انه يعتزم عقد لقاءات مع كل الأحزاب والمنظمات الوطنية لإطلاق مبادرة لوضع ميثاق للأخلاق السياسية تتبناه كل المكونات، والهدف من هذا الميثاق تنقية الأجواء في الساحة السياسية من اجل حماية مكاسب الشعب، في ظل خطاب سياسي فوضوي وشعوبي. دون ان يغفل عن التشديد على أن «الحكومة ستتصدى لمن يريدون العودة بتونس إلى مربع العنف السياسي».
دعوة تلقفتها الاحزاب، وهي شقان. الاول ابدى موافقته المبدئية على صياغة هذا الميثاق الاخلاقي على غرار حركة النهضة التي شدد القيادي بها أسامة الصغير على ان حركته ترحب بالامر خاصة ان كان الميثاق بهدف تنظيم الحياة السياسية في فترة الانتخابات.
مرحلة قال ان وضع ميثاق اخلاقي لها سيساعد على توجيه النقاش العام الى برامج الاحزاب وتصوراتها عوضا عن الغوص في حملات التشويه واستهداف الخصوم، وهي حملات قال انها تهدد التجربة التونسية وقد تنسف اصل الديمقراطية.
مثله أعرب سهيل العلويني نائب بالمجلس عن كتلة الإئتلاف الوطني المحسوبة على حركة تحيا تونس والموالية للحكومة- عن دعم المقترح بل شدد على ضرورة عقلنة الخطاب السياسي وتجنب الخوض في الحياة الخاصة او المس من اعراض الخصوم السياسيين.
دعم مقترح الشاهد واعتباره هاما في هذه المرحلة، راي جمع بين حركة النهضة وتحيا تونس وحركة نداء تونس. لكن في المقابل احزاب بارزة في المعارضة ابدت موقفا ناقدا للشاهد وهدفه من المبادرة.
فان التقت الجبهة الشعبية والتيار الشعبي على اعتبار ان «اخلقة الحياة السياسية التونسية امر صحي» فان كلا منهما له تقييم مختلف للمبادرة وهدفها، فغازي الشواشي، القيادي بالتيار الديمقراطي، يعتبر ان الشاهد وهو يقترح مبادرة ميثاق اخلاقي فاته انه وفي كلمته هاجم المعارضة ووصفها بشتى النعوت. اي انه وفق الشواشي « ينهى عن المنكر ويأتيه»، مشيرا الى انه استغل الدولة واجهزتها لتاسيس حزب سياسي والدعاية له.
نهي قال الشواشي ان الهدف منه محاولة توجيه التونسيين بالإيحاء لهم بان تشنج الحياة السياسية وخطاب السياسيين هو السبب في الأزمات التي تعيشها البلاد وليس الحكومة وفشل رئيسها في تحمل مسؤوليته ومحاولة القائها على خصومه السياسيين.
خصوم من بينهم التيار الذي شدد القيادي به على ان حزبه مع اخلقة العمل والخطاب السياسي لكن ذلك لن يكون حلا للازمات التي تعيشها البلاد، وان صياغة مثياق اخلاقي لن يغير من واقع التونسيين اليومي. بل من يفعل ذلك هو برنامج ورؤية واضحة لحل الازمة الاجتماعية والاقتصادية.
حلول لازمات قال انها ستخفف من حدة التشنج في الساحة وهذا بدوره سيقلص من الخطاب السياسي المتشنج لدى الخصوم، والذي اعتبره امرا طبيعيا في ظل أزمات يجب ان تحمل الحكومة مسؤوليتها عوضا عن بحث رئيسها عن تقزيم المعارضة وتحويل وجهة الراي العام الى مشاكل فرعية.
ذات الموقف ولكن بعبارات مختلفة اعرب عنه الجيلاني الهمامي القيادي بحزب العمال احد احزاب الجبهة الشعبية، اذ اعتبر الرجل ان الشاهد كان من الاجدر به وللمحيطين به ان يتحلوا بالاخلاق في ممارستهم للحكم والسياسة. كما انه وكرئيس للحكومة غير مؤهل للعب دور حامي مبادئ التنافس السياسي خاصة وان المعارضة وجهت له ولمجموعته تهما بالتستر على قضايا خطيرة ومنها قضايا الفساد . تهم تجعل حزب العمال على الاقل غير معني بالجلوس الى ذات الطاولة لصياغة ميثاق اخلاقي مع مجموعة تعتبر ان هدفها الوحيد من المبادرة الهاء الراي العام عن المتسبب الحقيقي في الازمات التي تعيشها البلاد.