اعمدة دخان للعجلات المطاطية المحروقة ، ورائحة الغاز المسيل للدموع التى رافقتها عمليات كر وفر بين محتجين وأعوان الامن بعد غلق الطريق ومنع حركة الجولان على اثر دخول هذه المنطقة في اضراب عام شلت بموجبه اغلب الخدمات ماعدى البعض منها.
ما ان هدأت الاوضاع في سيدي بوعلي وسط اليوم الاول الثلاثاء 16 افريل من الاضراب حتى تجددت حالة الاحتقان وانطلقت المواجهات مساء بين المحتجين وقوات الامن خاصة على اثر تفريقهم بالقوة تنفيذا لقرار النيابة العمومية بفتح الطريق السيارة سوسة/تونس وايقاف عدد منهم بتهمة الاعتداء المدبر على حرية الجولان ثم الافراج عن بعضهم صباح امس الاربعاء ، إلا ان اهالي سيدي بوعلي المحتجين على عدم حصول العمال على مستحقاتهم المالية بعد غلق مصنع الألبان بالجهة منذ فترة توجه عدد منهم ليلا الى مستودع الحجز البلدي وتمت سرقة بعض الدراجات النارية التي كانت موجودة في المستودع.
مركزية الحليب «ألبان الصناعية» بسيدي بوعلي اغلقت ابوابها بالرغم من المصادقة على برنامج انقاذ في جلسة عمل، انعقدت في 19 مارس 2019 بمقر وزارة الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة مع العلم وانها توفر قرابة 550 موطن شغل مباشر، وبعد اتخاذ الشركة قرارا بالمغادرة وجد العمال انفسهم دون شغل ودون الحصول على أي مستحقات مالية مقابل تجاهل السلط لوضعيتهم على حد قول احدهم، ولذلك توجهوا الى اقرار اضراب عام لمدة يومين ، لكن هذا الاضراب الذي تعطلت بموجبه الدروس ومختلف الخدمات الادارية في حركة مساندة من قبل الاهالي للعمال تحول الى قطع للطريق الرئيسية او ما يعبر عنها الطريق السيارة الرابطة بين سوسة وتونس مع غلق كل منافذ المدينة وهوما استوجب التدخل الامني خلال اليوم الاول والثاني بعد رفض المحتجين دعوة القوات الامنية لعدم غلق هذه الطريق الحيوية وتعطيل مصالح الغير.
أدت المواجهات الى حصول اضرار مادية وجسدية فقد افاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق في تصريح لـ«المغرب» ان 6 اعوان من الامن اصيبوا بجروح ، كما تم تهشيم سيارة امنية كما تحول حوالي 300 نفر الى مركز الحرس بالمنطقة وتم رشقه بالحجارة الى جانب السطو على المستودع البلدي، وأشار الزعق الى ان النيابة العمومية اذنت بفتح الطريق السيارة ولذلك تم استعمال الغاز المسيل للدموع من اجل تفريق المحتجين الذين رفضوا المغادرة.
في المقابل تعرض ايضا عدد من المحتجين لإصابات مختلفة بسبب استعمال العنف والغاز المسيل للدموع وأثناء ايقاف عدد من المحتجين حيث تم ايقاف حوالي 21 شخصا خلال اليوم الاول ومباشرة قضية عدلية في شان 16 شخصا لدى فرقة الابحاث العدلية بمنطقة الحرس الوطني بسوسة والبقية لدى فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالنفيضة، وتواصلت عملية الكر والفر بين الطرفين حتى بعد تمكن قوات الامن من فتح الطريق السيارة سوسة – تونس .