مع توتر الأوضاع في ليبيا واقتراب شهر رمضان وموسم حج الغريبة والموسم السياحي: تدعيم التواجد الأمني مع الرفع في درجة التأهب وتنسيق يومي مع الجزائر

توتر الأوضاع في ليبيا جرّاء النزاع المسلح وبنسبة أقل في الجزائر وتتالي المناسبات وتزامنها في الفترات القادمة،

مع شهر رمضان الذي بات على الأبواب إلى الامتحانات الوطنية إلى موسم حج الغريبة وعيد الفطر وانطلاق الموسم السياحي، فرض تعديل الخطة الأمنية والرفع من درجات اليقظة والتأهب إلى الدرجة القصوى خاصة على الحدود الشرقية والحدود الغربية للحد من مخاطر تسلل عناصر إرهابية إلى التراب التونسي وتحسبا لأي طارئ قد يهدد الأمن العام على اعتبار أن الجماعات الإرهابية تتخذّ من هذه المناسبات الرمزية ساعة الصفر لتنفيذ عملياتها الإرهابية، وحسب تصريح وزير الداخلية هشام الفراتي على هامش ندوة الولاة المنعقدة منذ أيام فإن مختلف الوحدات الأمنية انطلقت في اعتماد خطط أمنية استباقية استثنائية، ورفعت في درجة اليقظة وكثفت من تنسيقها اليومي مع المؤسسة العسكرية.

التهديدات الإرهابية ما تزال قائمة والوضع الأمني في البلاد ما يزال دقيقا ويستدعي تكثيف العمل الاستعلامي والأمني، للتوقي من المخاطر المحتملة، استعدادات انطلقت فيها وزارة الداخلية منذ فترة وتتضاعف مع كل مناسبة دينية أو وطنية وهي تتعامل مع كل معلومة واردة عليها بالجدية المطلوبة على غرار العملية الأمنية التي تمت يوم أمس بولاية الكاف وتحديدا بـ»حديقة «لاقروت»، وهي حديقة مهجورة ومهملة وتتميز بكثافة الأشجار، وحسب ما أكده الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق لـ»المغرب» فإن العملية الأمنية انطلقت بعد ورود معلومات بخصوص تحركات مشبوهة لعناصر إرهابية بالمنطقة المذكورة آنفا، مشددا على أنه تم تطويق المكان وتمشيطه ولم يتم العثور على أي عنصر إرهابي.

منسوب التهديدات الإرهابية يرتفع في رمضان
ووفق الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية فإن هذه العملية تأتي في إطار العمل اليومي للوحدات الأمنية في مكافحة الإرهاب وقد تمّ غلق المنافذ المؤدية إلى هذه الحديقة وتطويق المكان والقيام بعمليات تمشيط طيلة الليلة دون العثور على أي شيء، مشددا على أن المعلومات التي ترد على الوزارة يتم التعامل معها بالكيفية المطلوبة، نافيا ما يتم تداوله حول القضاء على عنصر إرهابي. وبخصوص الاستعدادات الأمنية لشهر رمضان، قال الزعق إن شهر رمضان يرتفع فيه منسوب التهديدات الإرهابية ومع توتر الأوضاع في البلدان المجاورة خاصة في ليبيا والجزائر يتم تدعيم الحدود والرفع من درجة اليقظة وتكثيف الخطة العملياتية وتعديلها حسب مجريات الأحداث بالتنسيق التام مع المؤسسة العسكرية.

تعديل الخطة الأمنية
كما أضاف الزعق أن المحطات الأمنية تتكرر سنويا والبلاد مقدمة على شهر رمضان والذي يتزامن مع موسم حج الغريبة والامتحانات الوطنية وعيد الفطر ثم انطلاق الموسم السياحي والعطلة الصيفية وعيد الأضحى، محطات تستدعي تكثيف التواجد الأمني على الحدود والطرقات وفي المدن وعلى الشواطئ وفي المعاهد وفي المناطق السياحية بالتنسيق مع أصحاب الوحدات الفندقية وكذلك الأماكن السياحية أي الشريط الساحلي. وبين أن الأوضاع المتوترة في ليبيا فرضت أيضا تدعيم التواجد الأمني على الحدود الغربية والجنوبية والشرقية بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية وتعديل الخطة الأمنية كلما اقتضت الضرورة ذلك والتعديل دائما يتجه بالرفع في درجات التأهب ليشدد على أن هناك تنسيقا يوميا مع الجزائر ويتم اتخاذ جميع الإجراءات في المعابر الحدودية وعلى الشريط الحدودي لمنع عمليات التسلل أو اختراق الحدود من قبل العناصر الإرهابية والمهربين.

إيقاف 18 شخص و9 إصابات في صفوف الأمنيين
وبخصوص حالة الاحتقان والاحتجاجات الاجتماعية في بعض الجهات، أكد الزعق أن الوحدات الأمنية تتعامل مع جلّها بالحوار والمحافظة على الأمن العام، مشيرا إلى أن الاحتجاجات في سيدي بوعلي من ولاية سوسة كانت بسبب مطالب شغلية على خلفية غلق مصنع الألبان ومن الأجدر أن يحسم الملف بالحوار مع المسؤولين، فالمسألة ليست أمنية ولكن وجدت الوحدات نفسها أمام محاولات غلق الطرقات وتعطيل مصالح المواطنين والاقتصاد، وأجبرت على فرض الأمن العام وتواصل عمل المرفق العمومي والتصدي لمحاولات منع حرية التنقل، ويتم في مرحلة أولى اعتماد لغة الحوار مع المحتجين ثمّ التدرج في استعمال القوة القانونية.
وأشار إلى أنه تمّ مساء أمس إيقاف 18 فردا في حالة تقديم وتسجيل 9 إصابات في صفوف الأمنيين على خلفية مواجهات سيدي بوعلي، موجها النداء إلى العقلاء لتهدئة الأوضاع بالحوار مع الأطراف المعنية. وفيما يتعلق بالخلية الأمنية التي تمّ تفكيكها مؤخرا والمختصة في صنع المتفجرات عن بعد، أفاد أن هذه الخلية كانت تعتزم استعمال هذه المتفجرات لاستهداف مؤسسات ومراكز أمنية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115