في لقائهم بالحمامات وانتخبوا سفيان طوبال رئيسا للجنة ليعلنوا بشكل رسمي نهاية حافظ في الحزب الذي بات اليوم في طريقه ليكون «حزبين» سيتصارعان على من له شرعية استعمال الاسم والباتيندا بكل الوسائل المتاحة أمامهما.
الكل حشد أنصاره وشحذ سيوفه خلال الساعات الـ24 السابقة ليوم المعركة الكبرى بين حافظ قائد السبسي وسفيان طوبال، معركة لم تجمع الخصمين في ارض واحدة بل فرقت بينهما كما فرقت بين أعضاء اللجنة المركزية لحزبها في كل من المنستير والحمامات اللتين شهدتا اجتماعين للجنة مركزية وحيدة.
لجنة ضمت 217 عضوا انتخبت في أول أيام المؤتمر الانتخابي للحزب بالمنستير في بداية الشهر الجاري، قبل ان تندلع الازمة بين كل من طوبال وقائد السبسي الابن. أزمة أراد كل منهما ان يحسم نتائجها لصالحه مرورا باللجنة المركزية التي لم يقع الطعن في شرعيتها الى غاية يوم أمس، رغم تشكيك كل منهما في الاخر وفي شرعية اللقاء الذي يعقده.
اذ اعتبر حافظ قائد السبسي ان اللقاء الشرعي هو المنعقد في المنستير، اذ ترأسه اربعة من مكتب المؤتمر ومنهم عيسى الحيدوسي، وهو عدد يعتبره قائد السبسي الابن كافيا لاضفاء الشرعية حتى في ظل غياب رئيسة المؤتمر سميرة بن قدور التي كانت تشرف على اجتماع الحمامات.
هذا الاجتماع استنجد فيه بعدل اشهاد ليوثق تفاصيله خاصة المتعلقة بعدد الحضور وصفتهم، اذ شدد سمير بن قدور لـ«المغرب» ان تسجيل الحضور اعتمد على بطاقات التعريف الوطنية لاثبات الهوية وتسجيل حضور صاحبها في اجتماع اللجنة بعد التثبت من كونه عضوا بالاستناد لقائمة الـ217 المنتخبة.
قائمة اعتمدتها بن قدور في قاعة الجلسة لدى دعوتها للمشاركين لتاكيد حضورهم مرة ثانية بحضور عدل إشهاد راقب كيف امتلأت القاعة بالتصفيق بمجرد وصول بن قدور الى الرقم 110 لدى احتسابها لعدد أعضاء اللجنة بالقاعة التي ضمت 118 منهم يوم امس.
نسبة حضور تجاوز 54 % وهو ما يعني تجاوز النصاب القانوني للانطلاق في عملية انتخاب رئيس اللجنة المركزية، الممثل القانوني للحزب وفق نظامه الداخلي، ومعاونيه. انتخابات شهدت ترشح كل من حافظ قائد السبسي وسفيان طوبال لرئاسة اللجنة، التي عادت في الأخير إلى طوبال بواقع 115 صوتا مقابل صوت وحيد لحافظ قائد السبسي وورقتين وقع إلغاؤهما لعدم الاستجابة للشروط. ليكون عدد من شارك في التصويت 118 عضو لجنة مركزية من بين 131 التحقوا بالاجتماع، 13 منهم التحقوا اثر نهاية التصويت في انتخابات رئيس اللجنة ومساعديه ريم الغول ومصعب الميساوي.
انتخابات بانتهائها وجه رئيس اللجنة المركزية الجديد سفيان طوبال دعوة لعقد المكتب السياسي للحزب اليوم لاستكمال توزيع المهام وهذا قد يساعد على حسم الأمر رغم انه وفي المنستير انتخب أعضاء اللجنة المركزية الحاضرون حافظ قائد السبسي رئيسا للجنة المركزية. دون تقديم النسب أو عدد المشاركين، اذ اقتصرت التصريحات على القول بشرعية الاجتماع وتسجيله لحضور لافت، من بينهم ممثلو الحزب في حكومة الشاهد رضوان عيارة وحاتم الفرجاني.
الرئاسة تقف على الحياد
على عكس أعضاء الحكومة الثلاثة الفرجاني وعيارة وعادل الجربوعي، الاخير شارك في اجتماع الحمامات، غاب مستشارو الرئيس عن كلى الاجتماعين، وهم اربعة لهم عضوية اللجنة المركزية، سلمى اللومي الرقيق فراس قفراشي وربيعة الحجلاوي واخيرا سيف الدين الشعلالي.
غياب مرده توجيه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لاوامر واضحة للرباعي بعدم المشاركة في اي اجتماع، لتجنب ان تؤول مشاركتهم على انه موقف الرئيس وهو لا يريد ان يتورط في الامر، خاصة بعد ان فسر دور سلمى اللومي على انه تنفيذ لتوصيات الرئيس.
دور مديرة ديوان الرئيس الذي كان محوريا في انهاء حقبة حافظ قائد السبسي تحدث عنه عبد الرؤوف الرقيق، زوجها، يوم امس لدى القائه لكلمة في اجتماع الحمامات. حيث شدد الرقيق على انه ومديرة الديوان لهما نفس الموقف السياسي وانها كانت ترغب في المشاركة في لقاء الحمامات لكن التزامات مهنية حالت دون ذلك.
هذه الكلمات التي القيت في قاعة الاجتماع تجنب الاشارة الى ما تعرضت له سلمى من ضغوط لتغيير موقفها ودعم حافظ قائد السبسي او على الاقل وقف دعمها لمسار ابعاده عن دفة القيادة بالحزب. ضغوط مارسها حافظ ومقربون منه بهدف سحب الورقة الرابحة من صف خصمهم سفيان طوبال. اذ يعلم كلا الطرفين ان اللومي تحظى بمصداقية في اوساط النداء تجعل من تواجدها في اي صف يضفي عليه مشروعية.
مشروعية يبدو انها لن تحسم بنتائج يوم امس، التي قد تكون اعلنت عن نهاية مسار الانتخابات والمؤتمر ولكنها فتحت الطريق لمسار جديد وهو مسار الصراع القضائي وبداية حرب المقر المركزي بين الخصمين.