ندعيها فنحن نسعى فقط لفهم ما يجري داخل الساحة السياسية والحزبية في بلادنا فقط لا غير ولكن تعقيب الأستاذ شوكات يستوجب تعقيبا لما بدا لنا من بعض التناقض، هذا إن أحسنا الفهم..
• بداية يعتبر صاحب التعقيب أن التركيز على «التوريث الديمقراطي» أنسانا «القيادة الرديئة» المعروفة بـ«جماعة شفيق» حسب توصيفه الخاص وانه ما بين شرين كان علينا أن نختار «التوريث الديمقراطي» لأنه الضرر الأخف مقارنة بالضرر الأكبر الذي تمثله «جماعة الفساد والعمولات والرشوة».
نترك للأستاذ شوكات حرية توصيف رفاقه (القدامى؟) ونعتهم بما يراه صالحا من النعوت ، ولكن لننطلق من هذا التوصيف فالنداء الحالي حسب منطوق خالد شوكات يتكون أساسا من جماعتين : التوريث الديمقراطي من جهة والفساد والعمولات والرشوة من جهة أخرى مع بعض الأناس الطيبين الذين اختاروا التوريث الديمقراطي عن مضض لأنه الضرر الأخف ..
والسؤال هنا للأستاذ شوكات : أي خير يرجى من حزب يتقاذفه الفساد مع التوريث الديمقراطي ؟ ثم الم يكن هؤلاء حلفاء إلى آخر لحظة ؟ إذن الم يكن التوريث الديمقراطي – وهو فساد – في تحالف عضوي مع «الفاسدين» ؟ الم يكن جماعة التوريث الديمقراطي وجماعة الفساد كلهم دون استثناء من جمعية «أصدقاء شفيق» ؟
فما هي الغرابة إذن ؟ وهل أن «الطيبين» الباقين في النداء سذج إلى درجة أن لا خيار لهم سوى التحالف مع الفساد الأقل ضررا ؟ هذا إذا افترضنا بالطبع أن «التوريث الديمقراطي» هو الفساد الاقل ؟
لم أصبح مناوئو حافظ قائد السبسي اليوم فاسدين ؟ والحال أن زعيمهم هو رئيس كتلة النداء والسند الأكبر للنجل الى حدود أسابيع قليلة ، فهل يتحول «الفاسدون» إلى الضرر الأخف عندما يساندون «التوريث الديمقراطي» أما عندما يتخاصمون مع نجل الرئيس لأسباب لا نعلم جلها فانهم يصبحون من جماعة «العمولات والرشوة».
أستاذ شوكات المقارنة بين صراعات شقوق النداء والنزاعات بين الصحابة في سقيفة بني ساعدة فيها تجاوز كبير فالمنطق الذي ساد صراعات شقوقكم منذ أربع سنوات لم يكن يعتمد مطلقا على مبادئ الكفاءة والنزاهة والجدارة بل اسمح لنفسي بتكرار ما قلته سنة 2016 لرئيس الجمهورية ومؤسس النداء في لقاء جمعه ببعض الصحفيين بان النداء يحتوي على اكبر نسبة عالمية من الانتهازيين في المتر المربع واذكر انك عبت علي في مقال نشرناه في «المغرب» منذ سنتين حين تحدثت عن السقوط الأخلاقي لهذا الحزب بعد التحاق «منتدبين جدد» سائرين على نهج «التوريث الديمقراطي».
مشكلة من تبقى من الندائيين النزهاء أنهم لم يدركوا أن السم قد صب في الدسم وان اقتلاع السم وحده يمكن أن يشفي هذا الحزب المريض ..
الآن قد يكون بعضكم مجبرا على الاختيار بين هذين الضررين وان يرجح احدهما على الآخر، أما من هو في وضعيتي فلا شيء يجبره على الاختيار بين الطاعون والكوليرا ..
إذا استفحل الفساد في عضو فلا حل له سوى البتر ..