مؤتمر حركة نداء تونس: رحلة اللّومي /طوبال/جلول للإطاحة بحافظ قائد السبسي

يبدو أن حقبة حافظ قائد السبسي في نداء تونس بلغت نهايتها رغم محاولات نجل الرئيس منعها، اذ بات الثلاثي

سلمى اللومي وسفيان طوبال وناجي جلول قاب قوسين أو ادنى من الإطاحة به وإبعاده عن واجهة الحزب وكل المناصب الأساسية فيه، وهي ثلاثة الأمانة العامة ورئاسة المكتب السياسي ورئاسة اللجنة المركزية.

خلال مشواره في حركة نداء تونس منذ 6 سنوات تمكن حافظ قائد السبسي من الافلات من كل طوق يلتف حول رقبته بهدف ابعاده عن مركز النفوذ في الحزب. نجاة اعتمدت بالاساس على علاقته بالاب وهو الرئيس المؤسس للحزب ولكن وهو الاهم اعتمدت على حلقة من المقربين ومن التحالفات المعقدة.

تحالفات مكنت نجل الرئيس من البقاء في سدة القرار بالحزب منذ 2015 ونجته من محاولات إبعاده وآخرها كان قبل المؤتمر بأسابيع وانتهت باستقالة رضا شرف الدين من رئاسة لجنة إعداد المؤتمر ومعه 6 أعضاء من أصل 12 عضوا.

رحيل شرف الدين ارتبط بتوجيه انتقادات صريحة لحافظ بانه يسعى لجعل المؤتمر على قياسه ووفق ارادته بهدف ضمان استمرار سيطرته عليه، وهذا ما ظنه الرجل نفسه وهو يمضي الى المؤتمر في 6 من افريل الجاري بالمنستير وظل على اعتقاده الى غاية يوم امس ليفاجأ بان التحالفات التي عقدها قد انقلبت عليه، وان إبعاده عن كل منصب قيادي بالحزب بات امرا لا مفر له منه. بعد ان ظن ان كل شيء بخير ويسير وفق المخطط له على غرار ما اعتقده لدى اعلانه القبول بمبدإ تشكيل قائمة توافقية للمكتب السياسي التي صودق عليها يوم امس في اليوم الرابع للمؤتمر الذي نقلت أشغاله إلى تونس العاصمة.

حافظ قائد السبسي وهو يقبل بتشكيل قائمة توافقية، قادها سفيان طوبال رئيس كتلة الحزب بالبرلمان وسلمى اللومي الرقيق مديرة ديوان رئيس الجمهورية، كانت حساباته تتضمن ان القائمة لن تمر للتصويت قبل الاتفاق على توزيع المهام في المكتب السياسي واختيار الرئيسين والأمين العام. بل انه عمل رفقة المجموعة الداعمة له في اللجنة المركزية الجديدة على فرض الاتفاق قبل المرور للتصويت.

محاولات لمعرفة موقعه في قيادة الحزب لم تقتصر على الداعمين له في اللجنة المركزية التي انتخب أعضاؤها يوم الاحد الفارط بل شملت دعم الاخ خليل قائد السبسي الذي التحق بالمؤتمر في يومه الأخير في محاولة لمنع الإطاحة بأخيه الاكبر، وفرض توزيع المهام قبل المصادقة على القائمة التوافقية للمكتب السياسي.

لكن محاولته لم تحل دون ان تعرض رئيسة المؤتمر سميرة بن قدور القائمة التوافقية على التصويت برفع الأيادي، لينتهي الأمر الى تزكية القائمة التوافقية وانتخاب أعضائها الـ32 كأعضاء في المكتب السياسي، لتنتهي أشغال المؤتمر، في انتظار دعوة رئيسته المكتب السياسي لعقد أول اجتماعاته لتوزيع المسؤوليات لينفض اجتماع امس وقد تقدم الباحثون عن الإطاحة بحافظ قائد السبسي خطوة اخرى لتحقيق مرادهم، فنجل الرئيس المؤسس وهو يسعى لإيجاد مخرج له من الازمة التي وقع فيها، تبين له ان من اعتقد بقربهم منه قد انفضوا من حوله وان القائمة التوافقية التي ناقش تركيبتها مع اللومي وطوبال، ما هي الا مناورة سياسية لابعاده دون ان يتفطن.

فالرجل وهو يناقش تركيبة القائمة التوافقية لم يتفطن الى ان وجود الداعمين الفعليين له اقلية فيها، بل ان جزءا ممن ظنهم يدعمونه لانه أدرج أسماءهم فيها هم متحالفون مع سلمى اللومي وسفيان طوبال، وابرز هؤلاء ناجي جلول، فالأخير الذي كان يروج الى ان لديه قائمة اخرى تنافس قائمة طوبال صاغ اتفاقا مع الثنائي اللومي/ طوبال، مضمونه الاساسي ابعاد السبسي الابن بشكل سلس لتجنب التشويش على المؤتمر. والشكل السلس الذي اعتمد هو الايحاء بان الثلاثي في عداء وتنافس لطمأنة حافظ وإغرائه بفكرة قدرته على فرض شروطه وعقد تحالفات تصب في صالحه.

هذه المناورة التي لا يعلم متى تم الاتفاق عليها بين الثلاثي اللومي/طوبال/جلول نجحت في صرف نظر حافظ قائد السبسي عن جملة من الحقائق أولاها ان حوالي ثلثي اللجنة المركزية يدعمون الثلاثي، والأمر ينطبق على التركيبة التوافقية للمكتب السياسي الذي سيختار في اول اجتماع له من سيكون في المواقع القيادية الثلاثة الاولى، وهذا الاختيار بات شبه اكيد انه لن يقع على حافظ قائد السبسي في اي من مراكز النفوذ بالحزب. وهي الأمانة العامة ورئيس الهيئة السياسية ورئيس اللجنة المركزية، المرتبة وفق اهمية المنصب والصلاحية الفعلية له.

فمنصب الامين العام هو المنصب الاهم في الحزب عمليا باعتباره المسير الفعلي للحزب. وفق القانون الداخلي الذي يكلفه بتنفيذ سياسات الحزب والاشراف على ادارته اليومية وتمثيله القانوني. مع تقيده نظريا بتوزيع جزء من الصلاحيات على الهيئة السياسية التي تجتمع مرة في الأسبوع واللجنة المركزية التي تجتمع بشكل دوري كل شهر .

تغير الاحداث واتجاهها ضد صالح حافظ قائد السبسي، الطامح لنيل المنصب المفتاح في الحزب وهو الأمانة العامة. يفسره الفاعلون في مجراها بانه ضروري لضمان بقاء الحزب وعودته الى سابق عهده. ويشدّدون على ان عددا من الشخصيات الوطنية اشترطت ابعاد قائد السبسي الابن عن واجهة الحزب ومناصبه القيادية للالتحاق بهم.

شخصيات يرى مهندسو خطة إبعاد حافظ ان التحاقها سيكون بمثابة قاطرة تعيد ثقة ناخبي النداء، كما ان ابعاد الاخير سيعزز من حظوظ الحزب في الانتخابات التشريعية ويقدمه بشكل جديد ربما يغري جزءا من القاعدة الانتخابية الغاضبة من الحزب. هذا التبرير وحد شقين في الحزب وهم شق النواب وشق معارضي حافظ، والأخير يضم مجموعة الرئاسة التي تمثلها سلمى اللومي ومجموعة ناجي جلول.

مجموعتان يثير تواجدهما في مسار إبعاد حافظ الكثير من الأسئلة، خاصة المتعلقة بمجموعة الرئاسة، التي مثلت خياراتها مفاجأة لنجل الرئيس وفسرت من قبل جزء من المؤتمرين على انها ضوء اخضر من الباجي قائد السبسي بابعاد حافظ عن واجهة الحزب مع ضمان بقائه في هياكل قيادية.

لكن هل فعلا منح الرئيس الضوء الأخضر لإبعاد نجله ام ان مجموعته تمردت عليه؟ هذا سيكشف عنه خلال الساعات القادمة والاجابة ستكون اما بتدخل الرئيس لضمان وجود ابنه في احد المواقع الثلاثة او عدم قيامه بذلك.

المكتب السياسي الجديد لنداء تونس:
- انس الحطاب
- ابتهاج بن هلال
- اميرة الزوكاري
- انيس الرياحي
- حافظ قائد السبسي
- عبد الرؤوف الخماسي
- عادل الجربوعي
- رضوان عيارة
- سفيان طوبال
- محمد بن صوف
- سلمى اللومي
- حسام البري
- عبد العزيز القطي
- هدى تقية
- محمد رمزي خميس
- نجلاء السعداوي
- الخنساء بن حراث
- محمد رؤوف الرقيق
- فراس قفراش
- عبد الرؤوف الشابي
- الطيب المدني
- محمد علي البرقوقي
- نور الدين المرابطي
- هيثم لحمر
- منير البلطي
- صالح الحاج عمر
- حسن العماري
- حاتم الفرجاني
- محمد احمد الدلهومي
- فوزي اللّومي
- شاكر العيادي
- ناجي جلول

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115