أو الرهانات ومخارج المؤتمر الذي سينطلق اليوم ويستمر لغاية الاثنين القادم، في ظل صورة لا تزال ضبابية لدى قادته قبل متابعيه.
من المنستير وبكلمة يلقيها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بصفته مؤسس الحركة ينطلق اليوم المؤتمر الانتخابي لنداء تونس، وبانطلاقه يأمل أهله ان ينهي حقبة بأكملها ويفسح المجال لجديدة عنوانها الأبرز، حزب بمؤسسات وبقادة ولوائح جديدة بعد سنوات من التخبط والأزمات التي يبدو ان جزءا منها رحّل الى المؤتمر لحسمها.
مؤتمر ينعقد تحت شعار «مؤتمر الإصلاح والالتزام» ينتظر ان يبلغ عدد مؤتمريه 1885 مؤتمرا يمثلون 33 دائرة انتخابية، اذ اعتمد الحزب وقادته التقسيم الانتخابي لإعادة هيكلة حزبهم وإفراز قادة ومؤسسات جديدة ستتولى إدارة الحزب في الفترة القادمة.
قادة اكد ناجي جلول القيادي بالنداء انها ستصبح جماعية، اذ ان اللوائح الجديدة المنتظر المصادقة عليها في اشغال اليوم الاول للمؤتمر تتضمن لائحة خصصت للهيكلة، وتنص على ان الحزب سيكون بثلاثة هياكل مركزية، وهي المجلس الوطني والمكتب السياسي واللجنة المركزية.
هذه الهياكل سيكون رؤساؤها إضافة للامين العام هم الصف الأول في قيادة الحزب وهم من سيسيرونه، وينفذون سياسات الهياكل، واقواها المجلس الوطني الذي ستضم تركيبته 217 عضوا، يمثلون الدوائر الانتخابية الـ33، 27 بالداخل و6 بالخارج، حيث ستمثل كل دائرة بنواب يتراوح عددهم بين نائب و10 وفق عددا ممثلي الدائرة بمجلس نواب الشعب.
استعارة التقسيم الانتخابي بهدف إحداث هيكل يؤكد قادة الحزب انه سيكون صاحب السلطة العليا في الحزب ومنه يقع انتخاب بقية الهياكل- وأولها المكتب السياسي وأعضاؤه الـ32 ولاحقا اللجنة المركزية، والأخيران يشترط ان يكون المترشح لهما عضوا في المجلس الوطني الذي يتنافس اكثر من 600 شخص على عضويته.اذ ان بعض الدوائر شهدت ترشح أكثر من قائمة سيحسم الأمر لصالح احدها بأصوات نواب الدائرة، قبل ان يقع الانتقال الى الانتخاب من صلب المجلس الوطني.
ومن المترشحين كل من سفيان طوبال رئيس كتلة نداء تونس ورئيس قائمة مترشحة عن دائرة قفصة، يبحث عن تعزيز حظوظه لمنافسة حافظ قائد السبسي المترشح على قائمة تونس1، فكلا الرجلين يعمل من اجل ضمان اغلبية مريحة صلب المجلس الوطني تمكنه من عقد تحالفات وفق شروطه.
تحالفات تعثر ابرامها نظرا لحدة التنافس واختلاف الرهانات بين اللاعبين، فطوبال المدعوم بشق من نواب الحزب ترشحوا هم بدورهم كرؤساء لقائمات عن دوائرهم، يبحث عن دفع قائد السبسي الابن الى خارج واجهة الحزب لضمان حظوظ فوزه في الانتخابات التشريعية القادمة.
خلاف خرج للعلن وكان طرفاه كلا من نجل الرئيس وفريقه الذي يضم منسقين جهويين بالاساس وعددا من النواب مقابل كتلة النداء التي يقودها سفيان طوبال وانس حطاب الباحثين عن توافق مع حافظ قائد السبسي يتضمن نقطتين اساسيتين الاولى بقاؤه في قيادة الحزب ولكن النقطة الثانية تتضمن بان لا يكون في الواجهة او بصلاحيات واسعة.
هذان الطرفان ليسا الوحيدين في الحركة فهناك شق يدعم ناجي جلول وزير التربية السابق ومدير المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية، والاخير لم ينف نيته الترشح لنيل منصب الامين العام في الحركة، ولكنه ينتظر ما ستؤول اليه انتخابات المجلس الوطني اولا.
هذه الانتخابات التي سيعمل المتنافسون على نيل منصب الامين العام للحركة من اجل ضمان فوز باغلبية مريحة وان تعذر بتمثيلية هامة تسمح لهم بعقد تحالفات تضمن المنصب، والتحالفات ان عقدت ستكون لتوزيع المناصب الاربعة الاساسية في الحزب، وهي الامانة العامة ورئاسة المجلس الوطني ورئاسة الهيئة السياسية واخيرا رئاسة اللجنة المركزية.
مناصب ينظر اليها على انها ستكون ابرز مفاتيح السيطرة على الحزب وتوجيهه في الفترة القادمة، ما قبل الانتخابات وما بعدها، فنداء تونس وهو يعد نفسه لمؤتمره لم يغب عنه ان هذا المؤتمر الذي غادره قبل بدايته جزء هام من قيادة الحزب التاريخية، ومنهم اعضاء لجنة الاعداد للمؤتمر، سيكون صاحب الكلمة العليا في تحديد من سيكون مرشحو النداء في الانتخابات، التي يستعد لها النداء بخط سياسي جديد ولوائح.