دفع بحزب الوطد الموحد إلى إصدار بيان شديد اللهجة دفع بقادتها إلى عقد اجتماع مستعجل لمجلس الأمناء لنزع فتيل أزمة قد تنهي «التجربة» بعد ان احتدم الخلاف على من يكون مرشح الجبهة للرئاسة، وهذا قمة جبل الجليد المخفية في محيط الخلافات.
منذ ان اعلن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد عن ترشيحه الأولي لمنجي الرحوي ليخوض الاستحقاق الرئاسي باسم الجبهة الشعبية، ومجموعة الـ11 حزبا تعاني من توتر العلاقات بين مكوناتها التي انقسمت بين من يدعم «الوطد» ومرشحه ومن ينتصر الى حمة الهمامي وحزب العمال.
انقسام عبر عن نفسه بشكل صريح في المواقف التي قدمت، واستهلت بموقف حزب العمال الذي قدمه الجيلاني الهمامي وانتهت اول امس بموقف احمد صديق الامين العام لحزب الطليعة، احد احزاب الجبهة، ورئيس كتلتها بالبرلمان. مواقف التقت في دعم حمة الهمامي كمرشح للانتخابات باسم الجبهة الشعبية، وهذا اثار حفيظة حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد.
الوطد اختار ان يرد على هذه المواقف الرافضة لترشيح الرحوي ببيان كشف فيه ان الازمة اعمق من هوية المرشح للرئاسية، حيث صدر منتصف نهار امس بيان مذيل بامضاء زياد الاخضر الامين العام للحزب، تضمن تصعيدا في الخطاب واعلانا عن ازمة حادة تهدد الجبهة الشعبية.
بيان حذر فيه الوطد الموحد من «مغبّة اتّخاذ أيّ إجراء فوقي يخرق مبدأ التّوافق الذي دأبت عليه الجبهة الشعبية في اتخاذ قراراتها» أي انه يحذر من اتخاذ قرار ترشيح حمة الهمامي باسم الجبهة دون المرور بهياكلها وأولهم مجلس الأمناء الذي عجز عن حل الخلاف بل انه عجز عن استكمال النقاشات التحضيرية لعقد الندوة الوطنية.
تعثر بيدو انه دفع بالوطد الموحد الى البحث عن تجاوز مجلس الأمناء والمرور الى آلية اخرى للحسم اسماها «آلية جماهيرية» تسمح بتشريك أوسع وأعم لمناضلي الجبهة وأنصارها والمتعاطفين معها في اختيار مرشّحها، وان رفض هذه الآلية هو «تعلات واهية ترفض كل شكل من أشكال الاستشارة الواسعة».
موقف شرح لاحقا زياد الأخضر في تدوينة على حسابه الخاص بشبكة التواصل الاجتماعي الفايسبوك، قال فيها «لسنا راضين عن الوضع داخل الجبهة ولن نخجل من قول هذا أمام كل التوانسة لأن من لا يصارح شعبه لن يُوثق فيه». ليزداد الطين بلة وتتجاوز الأزمة مربع تحديد المرشح إلى مربع التسيير والوضع بأكمله.
وضع ازداد تعقيدا مما دفع إلى عقد مجلس أمناء الجبهة مساء أمس بمقر حزب التيار الشعبي، واستمر الى ساعات متأخرة في ظل تكتم على مضمونه، الذي يبدو انه يصب في اطار محاولة لاحتواء الأزمة قبل بلوغها مرحلة يصعب أثرها الإبقاء على الجبهة الشعبية قائمة والتي تعاني منذ سنوات من خلافات غير معلنة بين كل من حزب العمال وحزب الوطد الموحد.خلافات اعربت بقية الاحزاب عن انزعاجها منها باعتبارها تقوم على وصراع ثانوي بين حزبين يسوق كل منهما على انه الاكبر وعمود الجبهة الفقري.
هذا عنوان الخلاف الدائر بين الحزبين وفق عدد من قيادات الاحزاب المنضوية تحت الجبهة الشعبية، وان كان عنوان الازمة اليوم من هو مرشح الجبهة للرئاسية فانها اعمق من هذا بكثير، التقت فيها «رواسب الماضي» مع خلافات راهنة لتشكل فتيل ازمة هي اكبر ما واجهته الجبهة يوما.