استقرار الحزب، فكلما مسهم ضير قالوا أنها «مؤامرة» تستهدف حزبهم «حزب كل التونسيين وأملهم»، وأخر استعمال لهذه الوصفة كان أمس في رد القيادة على استقالة لجنة إعداد المؤتمر ورئيسها وتقديمها لخارطة طريق انجاز المؤتمر في افريل القادم.
يوم امس عقدت حركة نداء تونس ندوة صحفية بمقرها المركزي بالبحيرة دامت حوالي الـ45 دقيقة، هذه الدقائق كانت مليئة بالخطابات العصماء التي تتحدث عن مجد نداء تونس وعن اهميته للتونسيين وعن ان الحزب له ابناؤه ومناضلوه الذين لا يتخلون عنه.
خطابات ألقاها جل من جلس إلى الطاولة، وهم حوالي 10 اشخاص، أربعة منهم هم من تبقى من لجنة اعداد المؤتمر التي قدمت استقالتها اول أمس وأعلنت عن انسحابها من مسار اعداد المؤتمر لعدة أسباب قدمت في البيان الذي ذيل بإمضاء رئيس اللجنة رضا شرف الدين الذي استقال من اللجنة والحزب والبرلمان.
اسباب الاستقالة التي تتضمن تدخل الهيئة السياسية في عمل اللجنة وحصرها في خانة اللجنة الفنية التي لا تمتلك اية صلاحية والعراقيل التي نصبت امامها لانجاز مهامها، وقع تفنيدها يوم امس في الندوة الصحفية التي كان ابرز ما قيل فيها ثلاث نقاط لا غير.
النقطة الاولى ان شرف الدين استقال من اللجنة لأسباب غير التي قدمت، وهذه الاسباب هي الضغط الذي تعرض له من جهات رفض قادة النداء تسميتها لكنهم حرصوا، خاصة بالنسبة لسفيان طوبال وعبد العزيز القطي على الإشارة إلى انها جهات «أرعبها نجاح النداء في تنظيم لقاءاته الإقليمية مع مستشاريه البلدين».
نجاح يشير القياديان الى انه أغاض اعداء النداء، فجعلهم يضغطون على شرف الدين ليستقيل من اللجنة بالتزامن مع انتهاء أشغال آخر لقاء يوم الخميس الفارط. جهات يبدو ان قيادة النداء تريد لمن يسمع خطابها ان يستنتج انها الحكومة ورئيسها.
استنتاج يدفع اليه قادة نداء تونس بشدة، باستثناء عيسى الحيدوسي، احد الاربعة المتبقين من لجنة الاعداد للمؤتمر، فالرجل يشدد على ان لجنتهم المتكونة من 12 عضوا ضمت اشخاصا يعملون للتشويش على الحزب ومؤتمره، وقال ان 5 من الاعضاء، ثلاثة قال ان لهم قرابة مع قيادات من تحيا تونس واثنان غادرا ثم عادا، يعملون «لصالح أجندات» واستدل بحادثة قال انها جدت في احد لقاءات اللجنة حينما وقع استقدام خبير أمريكي لتقديم نصائح للحزب لتجاوز عثراته، وتضمنت هذه النصائح ابعاد حافظ قائد السبسي من الواجهة.
الحيدوسي وهو يصف نفسه بانه لن يكون شاهد زور شدد على ان أعضاء من لجنة اعداد المؤتمر «عملوا لإحداث بلبلة بالحزب» وان الهيئة السياسية فعلت كل شيء لنجاح الحزب، شهادة كررها سواء من قبله او بعده باقي أعضاء اللجنة ممن لم ينسحبوا لانهم متمسكون بحزبهم، وفق قولهم.
اما النقطة الثانية فهي خارطة الطريق التي قدمت لانجاز المؤتمر الانتخابي الاول، والتي تنطلق من يوم الاثنين القادم وتتضمن خطوات عدة تنتهي بانجاز مؤتمر نداء تونس في الـ6 من افريل القادم بمشاركة ما بين الف و1200 مؤتمر سيقع انتخابهم خلال الاسبوع القادم من منخرطي الحزب في المحليات والجهات.
مؤتمر يقول قادة نداء تونس انه سيفرز قيادة جديدة للحزب تتكون أساسا من مكتب وطني يضم 217 عضوا، باعتماد الية تمثيل الجهات في مجلس نواب الشعب، وهذا المكتب سينتخب هيئة سياسية من 32 شخص، اضافة الى مجلس وطني يضم نواب الحزب والمكتب الوطني وممثلي الشباب والمرأة في التنسيقيات الجهوية. هيكلة جديدة قال سفيان طوبال رئيس كتلة النداء، انها ستضع حدا لازمات النداء التي اعاد سببها الى غياب مؤسسات يقع العودة اليها لانهاء اي خلاف او تحديد اية خيارات سياسية للحزب.
خيارات يقول ناجي جلول انها ستحدد في المؤتمر الذي سيضبط بشكل كلي افكار الحزب وهويته التي اكد انها ستكون في عائلة الوسطية الاجتماعية، فالحزب الذي يصف جلول بالصغير، ان تعلق الامر بسنه، سيحدد مؤتمره خياراته الكبرى الاقتصادية والاجتماعية التي قال انها ستكون استمرارا للحركة الإصلاحية التونسية.
اما النقطة الثالثة والاخيرة والتي لم تقل بشكل علني وصريح، انما تحيل اليها كل المداخلات، ان النداء وقادته وضعوا مسألة انجاز المؤتمر كحتمية لنجاح مسعى تحصين الحزب وقادته من سهام النقد، فالمؤتمر الذي سيعقد في اقل من 20 يوما، يدرك الندائيون ان مخرجاته لن تكون كما قيل اول مرة، ولكنها ستكون كافية لتعزيز جدا رالحماية حول الحزب. فالمهم هو ان يقع حسم مسالة شرعية الحزب وقيادته بمؤتمر سيعقد حتى وان تعالت أصوات القريبين من الحزب بانه يشهد انحرافا.
هذه النقاط الثلاث الاساسية التي كان يمكن تقديمها بايجاز بعيدا عن الخطابة التي تعلقت بالحزب ومناضليه ومصيره واهدافه والمؤامرات التي تحاك ضده او تخوين اعضاء لجنة اعداد المؤتمر.
حركة نداء تونس: الهيئة السياسية تحصّن نفسها
- بقلم حسان العيادي
- 13:13 16/03/2019
- 1285 عدد المشاهدات
يبدو ان قادة نداء تونس لم يقتنعوا بعد بتغير المعادلة التي يتبعونها كلما ألمت بهم كارثة رغم تتالي أخفاقاتها في ضمان