حركة نداء تونس: إضفاء شرعية على «مجموعة لـمّ الشمل» والبحث عن توافقات عقد المؤتمر

يوم أمس حمل تطورات جديدة لحركة نداء تونس، أولها إقرار لجنة إعداد المؤتمر بشرعية المكتب التنفيذي «مجموعة لم الشمل» بمشاركة

عضو منها في اجتماع المكتب الأخير، ثانيها عقد رئيس اللجنة لقاء مع كتلة النداء في البرلمان وكلا اللقاءين كان موضوعهما واحد «المؤتمر» أو الحل للخروج من الأزمة التي يدرك الندائيون ان لا حل يقصي أيا من الطرفين المتصارعين.

انتهى لقاء المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس أو كما يعرف إعلاميا بمجموعة «مبادرة لمّ الشمل»، وقد استوعب المشاركون فيه حجم التطورات الأخيرة التي عاشتها حركتهم والساحة السياسية والإقليمية، سواء تعلق الامر بما يحدث في الجزائر او اللقاء الذي جمع حافظ قائد السبسي براشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التي جددت مرة اخرى لرئاسة الجمهورية تمسكها بحكومة الشاهد لكن مع توفير «ضمانات وحماية» .

حماية يدرك اعضاء المكتب التنفيذي انها تتعلق برئيس الهيئة السياسية لحزبهم، حتى وان كانوا يرفضون الاعتراف بشرعيتها اليوم، لهذا فقد كانت احد محاور لقائهم لمناقشتها واخذ موقف منها، وفي النقاشات اعتبر اللقاء بين نجل الرئيس ورئيس حركة النهضة سعيا من الاول للاحتماء بالأخير وضمان سيطرته على الحزب.

قراءة يستمدها اعضاء المكتب من معطيات لديهم تقول بان قائد السبسي الابن اعلم الغنوشي بان «اليساريين يريدون السيطرة على النداء» وهنا استعمل حافظ وصف اليساريين ليوحي لمستمعه بان الخطر لا يقتصر على المدير التنفيذي وجماعته بل يشمل النهضة التي ترغب هذه المجموعة باستئصالها.

لكن ما يناقش في الغرف المغلقة لا يعبر عنه في البيانات او وسائل الاعلام اذ اقتصر الخطاب الرسمي للمكتب التنفيذي على الاشارة الى ان المكتب يندد باللقاء الذي جمع حافظ قائد السبسي وراشد الغنوشي ويعتبره تجاوزا للصلاحيات وهياكل الحزب التي لم يستشرها قائد السبسي الابن قبل لقائه الذي طالب فيه باسقاط حكومة الشاهد وفق قول رضا بالحاج في تصريح لـ«المغرب».
بلحاج لم يغفل عن التذكير بان الهيئة السياسية ورئيسها فاقدان للصلاحيات والشرعية، ولكنه لم يطنب في الحديث عنهما فقد خير المرور الى الحديث عمّا قرره المكتب التنفيذي في لقائه، ومن بين القرارات توزيع المسؤوليات بين اعضائه.

لكن لا اللقاء مع الغنوشي ولا توزيع المسؤوليات هما الحديث الابرز في الاجتماع المنعقد امس للمكتب التنفيذي بل الحدث كان مشاركة عضو من لجنة اعداد المؤتمر في اللقاء وهو عبد الحميد الارقش الذي شارك بتكليف من اللجنة ليطلع على مقترحات المكتب التنفيذي بشان المؤتمر وكيف يمكن انجازه ويناقش هذه المقترحات معه.

مشاركة تعني بشكل صريح ان اللجنة تعترف بشرعية المكتب التنفيذي، وهذا ما استخلصه رضا بالحاج المنسق العام للنداء الذي شدد على ان مشاركة عضو من اللجنة «هو اعتراف بشرعية المكتب التنفيذي» وهذا الاعتراف يعني وان لم يقلها بالحاج ان معادلة الخروج من ازمة الحزب لا تستقيم ان وقع اقصاء مجموعة لم الشمل. وهذا نصف المعادلة، فالنصف الاخر يتضمن ان يشمل الحل الهيئة السياسية المنتظر ان يكون لها لقاء اليوم او غدا مع عبد الحميد الارقش لتقدم مقترحاتها لانجاز المؤتمر.

معادلة لا يمكن تحقيقها الا بالاستعانة بالكتلة البرلمانية للحزب لهذا فقد اختار رضا شرف الدين ان يلتقي بهم امس ويناقش معهم الفرضيات والتطورات في الساحة ويستمع لما يقدمونه من اقتراحات تنهي الازمة، خاصة وان الكتلة منقسمة الى جزئين وكل منهما موال لاحد طرفي الصراع في الحزب.

صراع يبدو ان لجنة اعداد المؤتمر قد تراءى لها انها قادرة على انهائه بعد التطورات الاخيرة في الساحة الحزبية والوطنية والاقليمية، وهي تطورات خلاصتها ان النداء قاب قوسين او ادنى من الزوال ولا مخرج له الا بتوحيد نفسه لتجنب ما لا تحمد عقباه.

زوال يراه الندائيون بام العين خاصة ولا منجد منه غير تنازلات من الطرفين لتجاوز الخلاف وعقد مؤتمر وان في آجال جديدة انطلقت لجنة الاعداد في ضبطها والتشاور بشانها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115