مرور 3 سنوات على ملحمة بن قردان: ذكرى لا تنسى

عاشت أمس مدينة بن قردان على وقع إحياء الذكرى الثالثة للأحداث التي عاشتها في 7 مارس 2016 وأسفرت عن استشهاد 13 عسكريا

وأمنيا و7 مدنيين، وذلك أثناء تصديهم لمخطط إرهابي كان يهدف إلى إقامة «إمارة إسلامية» تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في الجهة، 3 سنوات مرت على ملحمة بن قردان، ذكرى لا تنسى وستبقى خالدة في تاريخ البلاد التونسية وكذلك في العالم، فقد مثلت منعرجا جديدا في الحرب ضد الإرهاب، تمّ خلالها القضاء على أكثر من 50 إرهابيا وإفشال مخططهم الإرهابي، ومع إحياء كل ذكرى يتحول وفد وزاري إلى الجهة لمشاركة الأهالي إحياءها وهذه المرة اقتصر الأمر فقط على حضور 3 وزراء: الدفاع والتجارة والتجهيز دون حضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد.

تحول الوفد الحكومي إلى مقبرة الشهداء لوضع إكليل من الزهور وتلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء من أمنيين وعسكريين ومدنيين سقطوا في ملحمة بن قردان وذلك بحضور السلط الجهوية والمحلية وعائلات الشهداء والجرحى ومكونات المجتمع المدني ثم انتقل إلى النصب التذكاري للشهداء، إلى جانب استعراض تشكيلة شرفية تتكون من تشكيلات عسكرية وأمنية وديوانية فضلا عن تكريم عائلتي الشهيدين من المؤسسة العسكرية، عبد الباسط المرّي وغيث بن محمد قطيف.

محطة مضيئة
قال رئيس الحكومة يوسف الشاهد في تدوينة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» إن يوم 7 مارس الموافق لملحمة بن قردان سيبقى يوما استثنائيا في ذاكرة الشعب التونسي . وأضاف أن «أوهام أنصار الموت والخراب تحطّمت على أسوار بن قردان وتأكد بما لا يترك مجالا للشك أن لا حاضنة شعبية للإرهاب في تونس وأن إرادة الحياة وحدها تنتصر في تونس». كما شدد أيضا على أن «ملحمة بن قردان ستبقى محطة مضيئة في تاريخ تونس يوم التحمت إرادة شعبنا في الحياة مع المجهود البطولي لأبنائنا من المؤسستين الأمنية والعسكرية».

الحرب على الإرهاب ما تزال متواصلة
تولى الوفد الحكومي وضع حجر الأساس للمنطقة اللوجستية ببن قردان إضافة إلى زيارة مصحة خاصة بالمنطقة وتدشين جسر بوحامد. هذا وأكد وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي في كلمة ألقاها بالمناسبة أن هذه الملحمة مثلت انتصارا اكتسب بعدا استراتيجيا جنب البلاد والمنطقة بأسرها خطرا داهما كان من الممكن أن تكون له تداعيات سلبية على أمنها واستقرارها لتبين أن أعداء الدين والحياة والحريّة لا مكان لهم في ارض تونس الطيبة، مشددا على أن الحلّ الأمني والعسكري يبقى حلا منقوصا في صورة عدم الاهتمام بالظواهر في إطار مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد تأخذ بعين الاعتبار الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية وذلك بتركيز منظومة تنموية تأخذ بعين الاعتبار حاجيات كل الجهات ولاسيما المناطق الحدودية التي تمثل ركيزة أساسية لاستقرار وأمن البلاد. كما بين الزبيدي أن القوات الحاملة للسلاح برهنت خلال هذه الأحداث عن جاهزيتها ويقظتها وحرفيتها كما برهن الشعب التونسي عن التفافه وتضامنه لحسم المعركة في مشهد فريد من نوعه تجسمت فيه الروح الوطنية والفداء والتضحية في أسمى معانيها في سبيل الوطن، ولكن في المقابل فإن الحرب على الإرهاب ما تزال متواصلة إلى حين اجتثاث الظاهرة من جذورها والقضاء على من يتبنى هذا الفكر الهدام وهو ما يستوجب جهدا وطنيا وتعاونا بين مختلف القوى الوطنية الحية مع تحمل كل طرف لمسؤولياته ووضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار بعيدا عن التجاذبات السياسية والحسابات الشخصية الضيقة .

استكمال الجزء الأول للمنظومة الثابتة موفى الشهر الجاري
هذا وأشار الوزير إلى جهود الدولة في دعم الإمكانيات المادية للمؤسستين الأمنية والعسكرية من خلال توفير اعتمادات قدرها 15 بالمائة من ميزانية الدولة للوزارتين وهو ما يعكس المجهود الاستثنائي للدولة في سبيل توفير متطلبات الأمن القومي، معلنا عن تقدم انجاز منظومة المراقبة الالكترونية على الحدود، بجزءيها الثابت والمتحرك، علما وأن استكمال الجزء الأول للمنظومة الثابتة سيتم استلامه في موفى شهر مارس الحالي.

حصن منيع ومفخرة وطنية
مجلس نواب الشعب خلال اجتماع مكتبه أمس ترحّم على الشهداء الأبرار من العسكريين والأمنيين والمدنيين الذين استشهدوا في سبيل تونس ليخلدوا بذلك ملحمة وطنية جعلت من بن قردان حصنا منيعا انكسر دونه أعداء الوطن والجمهورية والديمقراطية، معربا عن عميق الاعتزاز باللحمة الوطنية والهبّة الشعبية التي جمعت أهالينا في بن قردان إلى جانب أبطالنا البواسل صفا واحدا في الدفاع عن ترابنا وأمننا، داعيا بهذه المناسبة، جميع الأطراف إلى مزيد التضامن والالتفاف حول الراية الوطنية والاعتصام بالوحدة الوطنية الصماء التي تمثل عنوانا لتجاوز التحديات التي تمر بها بلادنا. وفي المقابل اكتفت بعض الأحزاب ببعض التصريحات الإعلامية باستثناء البعض منها التي أصدرت بيانات في الغرض على غرار حزب البديل التونسي، حيث أكد في بيان له أن ملحمة بن قردان مفخرة وطنيّة شكّلت لحظة حاسمة في دحر الإرهاب وإسقاط مخطّطاته الجهنّمية لإقامة الدّولة الداعشيّة انطلاقا من بن قردان فكانت ربوع جنوبنا العزيز مقبرة لأعداء تونس ولأعداء الإسلام، جنوبنا الذي نعتزّ بكونه العمق الإستراتيجي المنبع لوطننا.

الاعتراف بالجميل
وأضاف أن الحزب الذي لا يساوم في مناعة تونس وسيادتها وأمن شعبها يرى من واجب الدولة التونسية أن تعترف بالجميل لشهداء الوطن وأن تحيط عائلاتهم بكامل العناية دون أي تردّد سواء أتعلّق الأمر بشهداء بن قردان أو بسائر شهداء الوطن ضحايا الإرهاب في سائر ربوع الوطن.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115