لقاءات بين رئيس النهضة وآل قائد السبسي: حافظ قائد السبسي يبحث عن مخرج آمن

يوم أمس التقى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بمدير الهيئة السياسية لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي، لقاء لم

يكن «عاديا» بالمرة وهو ما تكشفه جملة من التفاصيل في الإعلان عنه أو المناخات التي عقد فيها، والتي يبدو انها جعلت محور اللقاء الوحيد هو البحث عن «إجارة» لدى حركة النهضة في المستقبل.

يوم امس بعد الساعة الثانية ظهرا، نشر خبر على الحساب الرسمي لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، مفاده عقد لقاء جمع الأول برئيس الهيئة السياسية لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي ، وقد تناول هذا اللقاء الأوضاع السياسية العامة في البلاد وفق نص المنشور الذي لم تصاحبه صورة عن اللقاء.

لقاء لم يعلن عنه في باقي حسابات حركة النهضة، وهذه أول مرة يلتقي فيها رئيسها بشخصية ولا تنشر هي الخبر أو الصورة، بل أن عماد الخميري الناطق الرسمي للحركة لا يملك ما يضيفه عن اللقاء غير ما نشره الحساب الخاص برئيسها.

فالخميري أشار الى ان رئيس حركته التقى برئيس الهيئة السياسية لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي أمس وان اللقاء كان «فرصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الوطنية» مع التاكيد على اتفاق الرجلين على «استمرار الحوار»، دون ان يقدم تفاصيل اضافية عن مكان انعقاده او من الجهة التي دعت اليه.

معطيات تغيب حتى عن قادة نداء تونس المحسوبين على نجل رئيس الجمهورية حافظ قائد السبسي، فقط عبد الرؤوف الخماسي هو من بادر بالترحيب بهذا اللقاء واعتباره عودة للحوار بين الحركتين، التي قال ان القطيعة بينهما لا تخدم الا اعداء الخيار الديمقراطي.

عودة المياه بين حركة النهضة وحركة نداء تونس، هو ما يسوق اليه من خلال اللقاء الذي جمع الرجلين ولم يكشف عن مضمونه الفعلي. لكن يبدو ان الحقيقة مختلفة عما يروج له الطرفان. فاللقاء الذي جمع حافظ قائد السبسي براشد الغنوشي سبقته جملة من الاحداث والمؤشرات التي تجعل من هدف اللقاء ينحصر في فرضية وحيدة.

فلقاء نجل الرئيس بشيخ حركة النهضة سبقه قبل ساعات لقاء آخر جمع رئيس الحركة بفرد من عائلة رئيس الجمهورية، بطلب من الأخير، ولم يكن الموضوع «عودة الحوار بين الحركتين» بل توفير حماية او مخرج امن لرئيس الهيئة السياسية لحركة نداء تونس بعد الانتخابات القادمة.لقاء تم التكتم عليه وعلى مضمونه، بدرجة اشد مما تم مع لقاء الشيخ ونجل الرئيس، الذي يبدو انه كان في نفس السياق.

سياق مفاده ضمان «الامان» لرئيس الهيئة السياسية للنداء الذي يبدو انه اقتنع برأي ابرز ناصحيه بانه من الافضل له العمل منذ الان على ايجاد مخرج آمن له يقيه «انتقام» من يصل الى السلطة بعد الانتخابات التشريعية القادمة. وان تاجيل هذا البحث قد يؤدي الى ضياع امكانية ايجاد مخرج آمن بمقتضاه لا يتعرض حافظ قائد السبسي للاذى، خاصة وان حظوظ حزبه في الفوز بالانتخابات التشريعية تتقلص يوما بعد يوم.

تقلص الحظوظ الذي يقترن بقرب حسم رئيس الجمهورية لقراره المتعلق بالترشح للانتخابات الرئاسية، وهو حسم في اتجاه عدم البحث عن تجديد العهدة في ظل ظروف اقليمية تجعل من استساغة ترشح الرئيس وهو في سن متقدمة غير ممكن الان. هذا بالاضافة الى ان نوايا التصويت لا تصب في صالح الرئيس ان قرر المنافسة.

تقلص حظوظ الفوز في الانتخابات سواء للرئيس او حزب نجله، يتزامن مع ازمة داخلية كبيرة يعيشها الحزب الذي بات اقرب الى العجز عن انجاز مؤتمره الانتخابي التوحيد ويبحث عن انهاء انقسامات لم تعد مقتصرة على من هم مع قيادة الحزب الحالية ومن هم ضدها، كما ان الحزب يعيش على صراع بين تصورين الاول يقول بان الحزب انتهى فعليا والانتخابات القادمة ستؤكد هذا والثاني يتمسك ببصيص من الامل في انقاذ الحزب.

ويبدو ان صف من فقدوا الامل في النداء يتعزز يوما عن يوم ومنهم ناجي جلول القيادي البارز في الحركة الذي كان يقدم على انه اقرب المرشحين ليكون أمينا عاما للحزب او اوفر المنافسين حظوظا ليكون مرشح الحركة في الانتخابات الرئاسية القادمة في حال رفض الباجي قائد السبسي الترشح، جلول اختار ان يقبل بترشيح رئاسة الجمهورية له ليكون رئيسا لمنظمة «الألكسو» وفي قبوله اكثر من دلالة.

واولى الدلالات ان البحث عن مخرج آمن بات هو هدف جل قادة النداء الذين ببحثهم هذا يؤكدون ان قراءتهم للمشهد الراهن تنطلق من ان «النداء انتهى» ولا امل في حدوث معجزة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115