يضمّ الجمهوري والحركة الديمقراطية والمسار والمستقبل وعدد من الشخصيات الوطنية والجمعيات: ائتلاف انتخابي تقدمي جديد سيعلن عنه يوم 17 مارس المقبل

باتت الأنظار مشدودة نحو الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة والتي لم تعد تفصلنا عنها سوى أشهر معدودة

في انتظار تحديد الروزنامة النهائية لهذه المواعيد الانتخابية من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، ومع اقتراب الموعد بدأت مختلف الأحزاب السياسية تسارع الخطى والاستعداد جيدا لهذه المعركة الانتخابية، أحزاب اختارت الاستعداد بصفة فردية وأخرى تبحث عن شركاء لها بتكوين ائتلافات انتخابية من أجل ضمان حظوظ النجاح في الانتخابات وكسب هذه المعركة لا سيما بعد ولادة أحزاب جديدة في إشارة خاصة إلى الحزب الذي يسنده رئيس الحكومة يوسف الشاهد أي حركة تحيا تونس والتي بدورها تبحث عن تحالفات وتجري العديد من المشاورات مع حركة مشروع تونس وكذلك البديل التونسي.
شهر مارس المقبل ستتسارع فيه الأحداث بنسق غير مسبوق وستشهد الساحة السياسية ولادة عدة ائتلافات وأحزاب جديدة أبرزها الائتلاف الديمقراطي التقدمي الذي سيضمّ مبدئيا في انتظار الانتهاء من المشاورات والحوارات 4 أحزاب، الحركة الديمقراطية لأحمد نجيب الشابي والحزب الجمهوري وحزب المسار وحزب المستقبل إلى جانب جمعيات مدنية وشخصيات وطنية بارزة من بينها محافظ البنك المركزي السابق مصطفى كمال النابلي الذي رفض خلال اتصال «المغرب» به تقديم أية تفاصيل عن هذا الائتلاف الجديد كذلك وزير الشؤون الاجتماعية السابق محمود بن رمضان ورئيس النقابة التونسية للفلاحين السابق ليث بن بشر وعدة وجود نسائية شابة على غرار لبنى السعيدي وغيرها من الشخصيات الوطنية.

4 أحزاب في الائتلاف التقدمي الجديد
اختارت المجموعة المكونة لهذا الائتلاف التقدمي الجديد العمل بعيدا عن الأعين لضمان عدم التشويش عليها بسبب التجاذبات القائمة في البلاد والنجاح بإخراج ائتلاف قادر على كسب المعركة في الانتخابات المقبلة أمام بقية المنافسين سواء من الأحزاب الموجودة حاليا في الائتلاف الحاكم أو أحزاب المعارضة، فبعد مشاورات واجتماعات مطولة بين مكونات هذا الائتلاف أي كل من الحزب الجمهوري والحركة الديمقراطية وحزب المستقبل وحزب المسار مع عدد من الشخصيات الوطنية ينتظر أن يتم الإعلان عن ولادته يوم 17 مارس المقبل ما لم تطرأ أية تطورات أو أحداث جديدة، ووفق بعض المصادر المطلعة فإن هذا الائتلاف يضمّ إلى حدّ الساعة 4 أحزاب ويمكن أن يرتفع العدد حسب المشاورات إلى جانب عدد من الجمعيات والشخصيات الوطنية المذكورة آنفا. وأضافت مصادرنا أن الائتلاف الجديد معني بالانتخابات التشريعية والرئاسية ومازال لم يحدد بعد الاسم الذي سيرشحه للسباق الرئاسي ولكن الإعلان عنه سيتم بعد الاتفاق بين جميع المكونات وسيكون ذلك إما في شهر ماي أو في شهر جوان المقبلين.

توحيد ما أمكن من الديمقراطيين
الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي أكد في تصريح له لـ«المغرب» أن الحديث عن هذه المبادرة الجديدة وهذا الائتلاف سابق لأوانه وما يمكن قوله إن هناك مشاورات مع عدد من الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية لتشكيل قاعدة جدية وإمكانية توحيد ما أمكن من الأحزاب والشخصيات ونشطاء المجتمع المدني من الديمقراطيين، مشيرا إلى وجود ورقة عمل مشتركة ونقاش جدي في مراحل متقدمة ولكن لم يحن بعد الحديث عنها ومن الأفضل تناولها بعد الانتهاء من جميع المراحل لتشكيل هذه المبادرة، وذكر بالمشاورات التي قام بها الحزب مع الطيف الديمقراطي من منطلق قناعته أن الأحزاب الديمقراطية مطلوب منها أن تلعب دورا في إنقاذ البلاد وفتح الطريق، مشددا على أن وضع الأحزاب الديمقراطية ليس في أحسن حال حتى تذهب منفردة وبمعزل عن مكونات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية بل المطلوب منها توحيد جهود كل هذه الأطراف في إطار ديمقراطي واسع ومرن يمكن من فتح طريق جديد للتونسيين والديمقراطيين في نفس الوقت.

الإعلان في مارس المقبل
وأضاف الشابي أن الحديث عن مكونات المبادرة وأطرافها مازال يتطلب بعض الوقت حتى يتصلب عودها ليتم الإعلان عنها فيما بعد في شهر مارس المقبل وقد يكون الموعد قبل عيد الاستقلال، فأي مبادرة انتخابية لا بدّ أن تكون قبل موفى شهر مارس، فهذا تاريخ معقول استعدادا للعمل الميداني الكبير المنتظر في المحطات الانتخابية المقبلة، فعنصر الوقت يصبح في هذه الحالة ضاغطا، وفي صورة تجاوز هذا الشهر فإنه لا فائدة من هذه المبادرة.

على القياس والمقاس
وعن موقف الحزب من الحزب الجديد «حركة تحيا تونس»، قال الشابي إن من حق رئيس الحكومة أو أي كان من الفريق العامل معه تأسيس حزب لكن هذا الحزب يجب ألا يكون حزب الحكومة أو أن الحكومة تشكله على قياسها ومقاسها وباستعمال أدوات السلطة لدعم بروزه وحشد الأنصار له في وقت وجيز قبل الانتخابات يعني من حق رئيس الحكومة أن يدخل ساحة المنافسة السياسية بنفس الإمكانيات وعلى نفس خط الانطلاق مع باقي الأحزاب وألا يكون هذا الحزب بصفة وحيدة وهي «حزب رئيس الحكومة» وهذا من شأنه أن يكون مصدر قلق وليس تجنيا خاصة بتوظيف بعض الهيئات المستقلة في إشارة إلى رئيس هيئة حماية المعطيات الشخصية، كما أن هذا الحزب لم يعلن إلى الآن عن برنامجه ولا حتى عن الخطوط العريضة عدا الاستعدادات لعقد مؤتمره وأن زعيمه هو يوسف الشاهد.

تحيا تونس بذات عقلية نداء تونس
كما أوضح الشابي أن حزب تحيا تونس يريد بناء نفسه بنفس أدوات وعقلية حركة نداء تونس، ولكن مكونات نفس «الخلطة» عادة ما تعطي ذات النتائج، مشددا على أنه من حق رئيس الحكومة تكوين حزب لكن بعيدا عن دوائر الدولة والسلطة وكذلك عن الأحزاب، مبينا أن بعض أنصار هذا الحزب بصدد الاتصال بمناضلي أحزاب أخرى للتأثير عليهم والالتحاق بركب القطار الذي سينطلق سريعا، قائلا «لا تبنوا حزبا على خراب حزب آخر بل على قاعدة برامج وقناعات واستقطاب شخصيات جديدة وابتعدوا عن الأحزاب الديمقراطية والوسطية وتوحيدها لايكون عبر حزب جديد وأقول لهم إن انطلاقتكم كانت خاطئة».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115