حركة «تحيا تونس» وما رافق هذا الاعلان من جدل تعلق اساسا بشخص رئيس لجنة اعداد المؤتمر التأسيسي. جدل يجيب عنه سليم العزابي المنسق العام للحركة الذي اوضح بعض النقاط المتعلقة بحركته وبرئيس الحكومة يوسف الشاهد. وذلك في حوار لـ«المغرب».
• في الساعات القليلة الماضية فقدتم رئيسي لجنتين الاشراف على المؤتمر واحدى الشخصيات الوطنية التي اعلنتم انكم تناقشون معها فكيف تقيمون ما حدث، هل هو امر عادي ام مدبر ضدكم؟
قبل كل شيء بالنسبة لنا المهم هو ان ننجح في اعادة ثقة التونسيين في العمل السياسي والاحزاب وهذا ما جعلنا نختار تمشيا شفافا نثبت فيه اننا بصدد بناء حزب ديمقراطي وهذا جعلنا نختار ان نلجأ الى شخصيات وطنية مستقلة وقدمنا روزنامة محددة.
بعد أن أعلنا عن كل هذا راعنا ما حدث ويعلمه الجميع. اذ ان حركة «تحيا تونس» ومنذ بداية تاسيسها وهي تواجه معاملة خاصة نحن لا نشتكي فهذه قواعد اللعبة السياسية لكن نرى ان ما حدث هو تحامل على الشخصيتين. الاستاذ شوقي والاستاذة نجلاء.وهنا اذكر ان شوقي ليس رئيس هيئة دستورية بل هي هيئة مستقلة.
المهم انهما تعرضا للكثير من الضغوط ونحن لا نريد ان نصبح عبئا عليهما ولا ان نتسبب لهما في مشاكل. هدفنا لم يكن هذا بل ان نوجه رسالة طمأنة للراي العام والتونسيين مفادها انه يمكن ان نمارس السياسة بشفافية. لكن مع المعطيات الجديدة التي اخذناها بعين الاعتبار اتصلنا بالاستاذة نجلاء واعلمتنا انها ستعتذر عن رئاسة لجنة الخبراء ونحن احترمنا خيارها ونبحث عن آلية تعويضها بشخصية وطنية تشرف على مراقبة الانتخابات. ويوم الاثنين سيكون لنا لقاء مع الاستاذ شوقي لمناقشة الامر معه واثر ذلك نتخذ القرارات اللازمة .
• لكن الأمر لا يقتصر على اللجنتين بل على شخصية منذر الزنايدي الذي اعلنتم انكم تناقشون معه الالتحاق بكم ولاحقا اعلن عن انضمامه لحركة نداء تونس؟
هناك الكثير من الشخصيات التي نتشاور معها اليوم وليس فقط منذر الزنايدي. وكما قلت من قبل كل من يقترب من «تحيا تونس» «يولّى فيه العسل».
المهم هنا أيضا بالنسبة لنا ان نمضي في مسارنا التوحيدي، فنحن توجهنا في مسارين تاسيسي وتوحيدي فهذا ما طلبته منا الاطارات في الجهات وهذا ما نحن بصدد انجازه.
• الحديث عن مساران يعني جهدا مضاعفا قد ينجر عنه تعثر احدهما؟
هما مساران متوازيان. قد نواجه بعض الصعوبات ولكن حركة «تحيا تونس» تعج بالاطارات في كل المستويات كما انه هناك ديناميكية كبرى صلب الاحزاب والشخصيات الوطنية ترغب في العمل معنا.
ونحن ننتهج تمشيا مدروسا ولسنا في طور عمل اعتباطي فنحن حينما اخترنا العمل على توحيد احزاب عائلتنا السياسية لم نتجه لكل الاحزاب وانما توجهنا الى ثلاثة احزاب نرى انه بإمكاننا العمل معا وتحقيق الاضافة ونرى ان نتكامل على مستوى القيادة والبرامج.
وهذه الاحزاب هيا حركة مشروع تونس والمبادرة والبديل التونسي.
• البديل يناقش معكم تشكيل جبهة انتخابية؟
كل حزب والشكل الذي يقترحه للعمل المشترك ونحن لنا قدر من المرونة في التعامل مع كل حزب وفق شكل التعاون الذي يتلاءم معه، المهم لنا ان نوجه رسالة للتونسيين بان هنالك ارادة حقيقية للتوحيد. فهذه الرسالة هي الاهم وهي الهدف بقطع النظر عن بعض التفاصيل.
• التوحيد يقوم على قواسم مشتركة، فعلى أية قواسم ستتوحدون؟
سنتوحد على اساس محورين اساسيين. اولهما هو الحوكمة التي نريد ان نرسخها ونبنيها داخل المنظومة التي تجمعنا وهي من ابرز محاور النقاشات بيننا. المحور الثاني هو البرنامج والرؤية وهنا هنالك تقارب كبير بيننا وبين الاحزاب الثلاثة التي نتناقش معها. وان كان الامر يختلف مع المشروع والمبادرة فهذان الحزبان نتشارك معهما اليوم الحكم ونعلم جميعا حقيقة الاوضاع وهذا يمكننا من قراءة موضوعية لها. كما ان تجربة الحكم معا تمكننا من التقارب في القراءات والرؤى على المستوى العملي. وهذا سيمكننا من التقارب وصياغة برامج عملية يمكن الانطلاق في تطبيقها من جانفي 2020.
• ما القصد بالحوكمة التي تشير اليها؟
اعني هنا التصرف صلب الحزب والائتلاف. فنحن اليوم وفي نقاشاتنا معهم المهم بالنسبة لنا ان نصل جميعا الى التوجه متحدين الى التونسيين وان تكون لنا رسالة واضحة للتونسيين مفادها أننا موحدون. ولنا مرشح موحد للرئاسة. وقائمات موحدة في التشريعية ولنا برنامج موحد.
الحوكمة التي نشير اليها تتعلق بآليات العمل في آليات التحالفات فكل منا له تجربة في العمل الائتلافي وله تقييم لها.
• هذا يحيلنا للحديث عن مؤتمركم القادم. وانتم اشرتم الى انكم تعتزمون تركيز 370 مكتب محلي فهل ستلتزمون بهذا ام ستعقدون المؤتمر بما انجز من مكاتب؟.
نحن انتهجنا خيارا ثوريا في عقد مؤتمرنا التأسيسي وهذا فرض علينا تحديات كبرى علي كل الاصعدة ومنها الصعيد اللوجستي والتنظيمي. هذا المؤتمر انتخابي اذ سيتوجه المنخرطون في «تحيا تونس» الى 370 مكتب محلي للتصويت واختيار من يمثلهم على المستوى المحلي والجهوي والوطني على اساس اللوائح الوطنية والتمشي السياسي المقترح من قبل كل قائمة مرشحة.
• هذا يعني ان المؤتمر لن ينعقد دون تحقيق شرط 370 مكتب؟
نحن نعمل على تركيز 370 مكتب محلي قبل المؤتمر ونحن متفائلون بهذا ولكن ان تعذر ذلك فهذا لا يعني اننا لن نعقد مؤتمرنا. وهنا اشير الى اننا قد نواجه صعوبة في تركيز عدد قليل من المكاتب المحلية .
• هل حددت هوية الحزب أم أن المؤتمر سيحددها؟
هوية الحزب السياسية بدقة سيتم تحديدها على ضوء اللوائح التي ستعرض على التصويت في المؤتمر وسنقوم بحوصلة لكل لائحة وفق عدد الاصوات لنصيغ لائحة نهائية تحدد هوية الحزب وخطه بالتفاصيل.
اما عن الهوية بعمومها فنحن اعلنا اننا حزب ينتمي للعائلة الوسطية يهدف الى توحيد العائلة الديمقراطية الدستورية التقدمية الوطنية هذا هو هدفنا وهذا هو تمشينا وخطنا.
• اشرت في حوارات سابقة الى انكم تتبنون الاقتصاد الاخضر وهذا يميز الاحزاب اليسارية الاجتماعية؟
لا يمكن اليوم ممارسة السياسة في تونس دون بعد اجتماعي، هذه قناعتنا وبالنسبة للاقتصاد الاخضر فإننا نراه اليوم احد ابرز الخيارات التي قد تمنحنا حلولا لجملة من المشاكل اولها العجز التجاري الذي له تداعيات على الدينار وعلى الميزان التجاري والقدرة الشرائية.
لهذا فان الاقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة سيكونان من المحاور المهمة في برنامج «تحيا تونس».
• وماذا ايضا؟
من بين برامجنا رقمنة الاقتصاد التونسي وليس فقط الادارة. هذا الخيار نريد من خلاله ان نبرهن للتونسيين بان الرقمنة والاقتصاد الاخضر توفران فرص عمل وفرص استثمار كما انها تدفع بالنمو. تونس اليوم يمكنها ان تجدد في محركات التنمية لنتمكن من المرور من نسبة نمو بـ2.7 % الى نسب نمو في 7 نقاط أو أكثر.
• تشير ضمنيا الي البرنامج الانتخابي، فكيف ستتوجهون للتونسيين لاقناعهم بانتخابكم؟
كل حزب يحترم نفسه يعمل على الفوز باغلبية في المجلس ليتمكن من الحكم وتنزيل برنامجه الذي وعد به. لكن من يمنحك هذه الاغلبية هو الصندوق الذي ايضا يحدد التحالفات. الصندوق سيعبر عما يرغب فيه الشعب التونسي اي ان من له القدرة على اقناع الشعب وله مصداقية ومقترحات يمكنها تحسين الحياة اليومية لهم سيفوز. ونحن لنا برامج واقعية لنا القدرة على تنفيذها.
• الناخب التونسي سينظر اليكم علي انكم امتداد للحكومة وسيطرح عليكم سؤالا ما الذي ستحققونه ولم تحققه حكومة الشاهد؟
هذا صحيح واجابته واضحة وهي ان نظامنا السياسي يجعل من اي طرف لديه كل الرئاسات والولاة والمعتمدين غير قادر على تحقيق اي انجازت او اصلاحات دون دعم سياسي وحزب يدعمها.
والحكومة الحالية لم تجد هذا الدعم لذلك لم تتمكن من القيام بالاصلاحات. ومثال ذلك ان مشاريع قوانين مهمة على غرار قانون الصرف وقانون الطوارئ الاقتصادية وقع تقديمهما الى المجلس منذ سنتين ولم تتمكن الحكومة من تمريرهما لانها لم تجد حزبا او كتلة تدعمها وتمرر المشاريع. لهذا اعتمدنا تمشيا يتضمن تكوين كتلة برلمانية تدعم الحكومة وان كانت غير قادرة بعد على تمرير الاصلاحات الكبرى.
• الانتخابات لا يؤثر فيها مثل هذا الخطاب العقلاني ودون انجازات فعلية ستكونون في مرمى السهام؟
اليوم حركة «تحيا تونس» تدعم رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحكومته ونحن نرى أن الحكومة يمكنها تحقيق انجازات وهي قادرة بدعم الاحزاب المكونة للائتلاف الحكومي على جني ثمار الاستقرار الحكومي ومنها تخفيض التضخم وتوفير فرص عمل وتحقيق النمو وتحسين الحياة اليومية للتونسيين.
ثانيا صحيح ان الخطاب العقلاني لا يؤثر في الانتخابات بقدر ما تؤثر الخطابات الشعبوية والمتشنجة. لكن نحن اخترنا ان نتبع تمشيا لبناء حزب عقلاني لم يؤسس بهدف ان يكون ضد اي حزب او جبهة. بل من اجل تقديم مقترحات وحلول ونرى ان التونسيين بعد 8 سنوات من الثورة بلغوا مستوى من النضج والوعي يسمح لهم بالتفريق بين من هو قادر على تحسين الحياة اليومية وبين من يقدم خطابا شعبويا.
والانتخابات البلدية تضمنت رسائل واضحة من الناخب التونسي للطبقة السياسية وهو ان ما يهمه فعلا هو ان يقدم له المترشح حلولا لمشاكله اليومية ولهذا اتجه الى المستقلين. ورغم الاختلاف بين الانتخابات البلدية والتشريعية الا ان الرسالة واضحة ومهمة وهي ان التونسيين يريدون ان تقدم لهم حلول وان يستعيدوا الثقة في الاحزاب.
وهنا اشير الى نقطة كثيرا ما تثار وهي علاقتنا بحركة النهضة. نحن قلنا من قبل ونعيد ان علاقتنا بالنهضة تقوم على التقائنا حول مسألتين وهي الاستقرار الحكومي واستكمال المؤسسات الدستورية ما عدا هذا نحن خصوم ومتنافسون.
• حزبكم تأسس حول رئيس الحكومة ولكن لا تزال العلاقة بينكم غير واضحة بشكل رسمي؟
علاقتنا برئيس الحكومة واضحة. فهو اليوم منكب على العمل الحكومي وتلبية مشاغل التونسيين لهذا فليس له الوقت ليهتم بحركة «تحيا تونس» او ان يكون له منصب صلبها لكن الزعيم السياسي لحركة «تحيا تونس» هو يوسف الشاهد.