يوسف الشاهد و«تحيا تونس»: ترك كل الأبواب مفتوحة

إن تعلّق الأمر بموقع رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد منهم ومعهم لا كلمة تتكرر على أفواه اللاعبين الأساسيين في

حركة «تحيا تونس» غير «هو حاليا رئيس حكومة» مع التلميح إلى انه قد يكون رئيسا للحركة الوليدة إثر مؤتمرها. المهم دائما في أجوبتهم أن لا يقع قطع الخيط الرابط بينهم وبينه وان لا يقع إبرازه للعلن خشية ان يحرجهم ذلك خاصة وان احد شعاراتهم المرفوعة «هي الأخلاق في العمل السياسي».

قبل أن ترى النور ويحدد لها اسم كانت حركة «تحيا تونس» محّل الجدل ومثاره، فالحركة السياسية التي تأسست حول رئيس الحكومة يوسف الشاهد ينظر اليها على انها محلّ شك لم يدحض بعد رغم خروج المنسق العام للحركة سليم العزابي في ندوة صحفية ليقدم بعض التفاصيل المتعلقة بحركته الوليدة ومسارها التاسيسي.
العزابي كشف عن الاستحقاقات الاساسية للمؤتمر التاسيسي لـ«تحيا تونس» وشعارها واسباب التأسيس واعتماد مقاربة جديدة فيه، لكنه تجنب لاكثر من مرة التحديد وبشكل صريح علاقة حركته برئيس الحكومة يوسف الشاهد وموقعه فيها.

فالعزابي ومن خلفه جل قيادات الحركة ، في الوقت الحالي، يقتصرون في حديثهم عن الحكومة والشاهد على مسألة الدعم، اي ان «تحيا تونس» وكتلتها البرلمانية، الائتلاف الوطني، تدعمان الحكومة ومشاريعها الاصلاحية، وهذا الدعم يقتصر على ما يبدو اليوم في البرلمان والاعلام ، فالحزب وفي انتظار استكماله لكافة عمليات التأسيس لم ينزل بعد الى الشارع.

دعم تقدمه حركة «تحيا تونس» ليوسف الشاهد وحكومته لأن الاخير لم يجده في حزبه السابق، أو غيره من الاحزاب فكان هذا أحد أبرز أسباب تشكيل الحركة الجديدة، التي قال وليد جلاد، عضو مجلس النواب، ان رئيسها سيكون يوسف الشاهد.

قول صدر قبل حوالي الشهرين لم يعد هو المستخدم حاليا، اذ باتت الحركة بعد ان رأت النور في المنستير او في الندوة الصحفية، تعتمد خطابا آخر، والخطاب هو ان ما يجمع الشاهد اليوم بالحركة هو دعم الأخيرة له في مهامه كرئيس حكومة، مع ترك كل الابواب مفتوحة أمام الاحتمالات.

أي أن الشاهد قد يكون رئيس الحركة او لا يكون، هذا سيحدد بعد استكمال المؤتمر ومساره، والشاهد أيضا قد يكون المرشح للانتخابات الرئاسية للحركة، وهذا ايضا يحدد بعد تركيز مؤسسات الحزب. احتمالات يشي إليها العزابي كفرضيات قد تتحقق.

هذا الخطاب الرسمي اليوم من الحركة السياسية الوليدة ان تعلق الأمر بعلاقتها وارتباطها برئيس الحكومة، يهدف إلى تحقيق توازن صعب، فالحركة لا تريد ان تقطع كل الجسور التي تربطها بالشاهد، ولا أن توثق عرى هذه الجسور وتعلنها للعلن. بل هي ترغب في ان تكون «مضمنة» او تلميحات يلتقطها المعنيون.

توازن تريد من خلاله الحركة ان تحمي نفسها نسبيا وتؤمن رئيس الحكومة، زعيمها، خاصة وانه بات محل اتهام وانتقاد من قبل حلفائه قبل خصومه باستغلال أجهزة الدولة لصالح المشروع السياسي.

تهم تريد «تحيا تونس» نفيها ولم تجد أفضل وسيلة للقيام بذلك خيرا من ترك مسألة الشاهد معلقة، فلا هو رسميا زعيمها ولكنه في وجدان وذهن كل المنتسبين إليها كذلك، ثنائية تسوق لنوعين من الجمهور، الأول المتحفظ على ان يشكل الشاهد حزبا بأجهزة الدولة ويخشى ان يوضع الحزب على سكة الفوز في الانتخابات.

اما الصنف الثاني فهو جمهور واسع تستهدفه الحركة سواء للالتحاق بها او لانتخابها، عبر اغرائه بما وصفه رئيس الجمهورية سابقا في حوار له بـ«السلطة» حيث يرى الرئيس وعلى ما يبدو جماعة «تحيا تونس» ان السلطة هي البوابة الرئيسية لتحقيق النجاح في تركيز المشروع والانتخابات.

ثنائية الجمهور فرضت على الحركة مقاربة لغوية وسياسية تقدم لكل طرف ما يرغب به، ولكنها لا تخفي حقيقة الاشياء وهو ان العلاقة بين رئيس الحكومة والحزب الجديد تتجاوز «الدعم» او«التشجيع» و«التثمين» الذي اعرب عنه الشاهد لدى تعليقه على تشكيل الحزب الجديد وهو ينأى بنفسه عن الظهور كزعيم او مؤسس لهذا المشروع.

نأي يعتمده الطرفان وظنهما انه سيكون كافيا الى حين اتضاح الرؤية في باقي المراحل بما يسمح لهما باعلان عن الترابط او الزعامة او «الترشيح للرئاسية».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115