نداء تونس بين تواصل الأزمة والمؤتمر «المنشود»: الهيئة السياسية تتمسك بمواصلة القيادة إلى المؤتمر ومبادرة «لـم الشمل» تعقد اليوم مجلسا وطنيا

يبدو أن الصدام صلب حركة نداء تونس بات على أشده بين القيادة الحالية للحركة التي يتزعمها حافظ قائد السبسي

وبين مبادرة «لم الشمل»، لا سيما بعد رفض القيادة مطلب أصحاب المبادرة بتشكيل هيئة تسييرية جديدة إلى حين انعقاد المؤتمر وشددت على أنها ستواصل قيادتها للحركة في إشارة إلى الهيئة السياسية التي يترأسها قائد السبسي الابن ولكن بالإمكان تكوين لجنة تفكير مشتركة بين الهيئة السياسية وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي السابق لتعميق التفكير حول آليات إعادة إدماج أبناء الحزب ومناضليه من أجل مزيد رصّ صفوف الندائييّن وتمتين ريادة النداء وانتشاره، الأمر الذي رفضته مبادرة «لم الشمل» من منطلق أن النداء لا يحتاج إلى لجنة تفكير بقدر ما يحتاج إلى تغيير في قيادته الحالية وتلوح باتخاذ قرارات جديدة خلال انعقاد المجلس الوطني اليوم الأحد 17 فيفري ولكن هذه القرارات ستكون حسب عدد المشاركين في اجتماع اليوم.

للتشويش على اجتماع اليوم لمبادرة «لم شمل الندائيين» قام عدد من الهيئة السياسية للنداء بتوجيه حوالي 30 ألف إرسالية إلى المنخرطين في الحركة دعوهم فيها إلى عدم حضور المجلس الوطني الذي سيعقد اليوم لأنه غير قانوني ولا صفة له، صدامات وانشقاقات قد تعصف بالمؤتمر الذي يراهن عليه الجميع، وتجعل لجنة إعداد المؤتمر تعمل تحت ضغوطات وصعوبات كبيرة بين عدم احترام جدول الأعمال لا سيما من ناحية توزيع الانخراطات والمؤتمرات الجهوية والمحلية التي مازالت لم تنطلق بعد، حتى أن تاريخ 6 أفريل المقبل بات صعبا لانعقاد مؤتمر النداء ما لم تتوضح الصورة في الأسبوع القادم خاصة بالنسبة للمؤتمرات الجهوية والمؤتمرات المحلية.

رفض تشكيل هيئة تسييرية جديدة
وصف عضو لجنة إعداد المؤتمر لنداء تونس بوجمعة الرميلي في تصريحه لـ«المغرب» مبادرة «لم الشمل» بالايجابية في محاولة لتجميع وتوحيد الندائيين وهي مازالت في بدايتها، مشيرا إلى أنه بالرغم من أنه ليس مشاركا في هذه المبادرة باعتبار أنه عضو في لجنة المؤتمر إلا أنه يتابع عمل هذه المبادرة والتي لئن طالبت بتغيير القيادة الحالية وتشكيل هيئة تسييرية جديدة إلى حين انعقاد المؤتمر فإنها ستجد صعوبات في تحقيق مطالبها. وأضاف الرميلي أن القيادة الحالية رفضت مطلب المبادرة بتشكيل هذه الهيئة وأكدت لهم أنها باقية في مكانها وستواصل القيادة إلى حين انعقاد المؤتمر ولكنها توافق على تشكيل لجنة تفكير وتشاور مشتركة وهذه اللجنة ليست لها أي سلطة وترفض بشدة استبدال القيادة الحالية بقيادة جديدة وبالتالي لا بدّ من تقريب وجهات النظر ومزيد التشاور للوصول إلى حلّ يرضي الجميع.

الإسراع بتنظيم المؤتمرات الجهوية والمحلية
وأضاف بوجمعة الرميلي أن الطرف المقابل أي مبادرة «لم الشمل» رفض بدوره تشكيل هذه اللجنة من منطلق أن المشكل ليس مشكل تفكير بل يكمن في ضرورة تغيير القيادة الحالية بقيادة جديدة تسهر على شؤون الحركة إلى المؤتمر، قيادة متناصفة بين المكتب التنفيذي القديم والهيئة السياسية الحالية، مبينا أن لجنة إعداد المؤتمر بالرغم من هذه التعطيلات والخلافات تواصل تحضيراتها للمؤتمر وتحرص على النجاح في تنظيم مؤتمر ديمقراطي توحيدي مع البقاء على مسافة مما يحصل من خلافات. كما أوضح أن عملية توزيع الانخراطات والاستمارات متواصلة وفي القريب سيتم تنظيم المؤتمرات المحلية، والجهوية، 250 محلي و25 جهوي، فهذه المؤتمرات تنتظم في نفس اليوم إذا كانت كل الأمور جاهزة ومضبوطة من الإشراف إلى المتابعة إلى المراقبة وعلى جميع المستويات القانونية والضمانات الديمقراطية واللجان الجهوية هي التي ستتابع المؤتمرات الجهوية والمحلية بالتنسيق مع القيادة المركزية.

صعوبات قد تحول دون تنظيم المؤتمر في 6 أفريل
وعن توزيع الانخراطات، قال الرميلي إن العملية متواصلة وتوجد جهات استكملت توزيع الـ3 آلاف انخراط المسلمة اليها وتطالب بالمزيد ولكن لا بدّ أن يتم ضبط عملية توزيع الانخراطات نهائيا في الأسبوع المقبل مع تحديد تواريخ المؤتمرات المحلية والجهوية وفي صورة لم يتم ذلك فإن موعد 6 أفريل المقبل قد يصعب الالتزام به ولذلك لا بدّ من التسريع في تنظيم هذه المؤتمرات، وشدد على وجود عدة صعوبات على مستوى توزيع الانخراطات في عدة جهات ويجب توضيح الصورة في أقرب وقت ممكن حتى تتوصل الحركة إلى تنظيم مؤتمرها يوم 6 أفريل المقبل.

قرارات في اجتماع المجلس الوطني اليوم
من جهته أكد عضو مبادرة «لم الشمل « عبد الستار المسعودي لـ«المغرب» أن القيادة الحالية «منتحلة الصفة» وأنه لا مجال لتشكيل لجنة تفكير مثلما ما اقترحته القيادة الحالية بل إن المبادرة تطالب بتشكيل هيئة تسييرية جديدة والوقت ليس وقت تفكير وستعقد مبادرة «لم الشمل» مجلسا وطنيا لاتخاذ القرارات المناسبة في هذا الشأن وهي مرتبطة بعدد المشاركين في الاجتماع من المكتب التنفيذي القديم والمنسقين الجهويين والمنسقين المحليين «المنسيين» من طرف القيادة الحالية طيلة 4 سنوات. وأضاف أن القيادة الحالية قامت بإرسال 30 ألف إرسالية إلى التنسيقيات لإعلامها بأن هذا الاجتماع غير شرعي وليست له أي علاقة بالحزب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115