مبادرة «لم شمل الندائيين» صلب نداء تونس: رفض القيادة الحالية والمطالبة بهيئة تسييرية جديدة مع القطع نهائيا مع حركة النهضة

منذ فترة لا حديث في حركة نداء تونس إلا عن انعقاد مؤتمره القادم والذي مازال لم يتأكد موعده إن كان في شهر مارس كما

أعلنت عنه لجنة إعداد المؤتمر أم تمّ تأجيله إلى أفريل المقبل أو إلى موعد آخر ولكن الأمر المؤكد هو أنه لن يعقد يوم 2 مارس المقبل لعدة أسباب منها عدم احترام الروزنامة التي حددتها لجنة الإعداد من توزيع الانخراطات إلى المؤتمرات الجهوية والمحلية إلى جانب تواصل الصراع صلب الحركة بين عدد من القيادات وخاصة العائدين الجدد والمدير التنفيذي حافظ قائد السبسي، حتى أن هذه القيادات التي شكلت مبادرة «لمّ شمل الندائيين» ليست لها الثقة في القيادة الحالية بتنظيم مؤتمر ديمقراطي باعتبارها ستكون الخصم والحكم في نفس الوقت، وطالبوا بتشكيل هيئة تسييرية جديدة تُكلّف باتخاذ المواقف السياسية للحزب إلى حين انعقاد مؤتمره القادم، وتكون تركيبتها مشتركة ومتوازنة بين الهيئتين التأسيسية والسياسية والمكتب التنفيذي، داعين الرئيس المؤسس للحركة الباجي قائد السبسي إلى اختيار رئيس لها.

انشقاق جديد تعيش على وقعه حركة نداء تونس بالتزامن مع استعدادها لانعقاد مؤتمرها والسبب هو «هاجس القيادة» صلب الحركة، فالكل يسعى إلى إعادة التموقع من جديد والمراهنة على انتخابات 2019، وحسب تصريحات قيادات مبادرة «لمّ شمل الندائيين» فإن هناك شقين في الحركة، شق يريد القيام بمؤتمر حقيقي جامع وعودة المغادرين وآخر يريد إعادة إنتاج القيادة الحالية ولعلّ عملية الانتقاء في توزيع الانخراطات خير دليل على ذلك. هذا ودعا المكتب التنفيذي للحركة خلال اجتماعه مؤخرا إلى تشكيل هيئة تسييرية جديدة تُكلّف باتخاذ المواقف السياسية للحزب إلى حين انعقاد المؤتمر، مشددا على ضرورة تجنّد الندائيين والشخصيّات والكفاءات الوطنية والنشطاء في الحقل المدني وروّاد الرأي، من أجل البحث عن حلولٍ غير مسبوقة لبناء جبهة وطنية واجتماعية، تسندها أغلبية شعبيًّة وبرلمانيًّة لاستكمال مهامّ المرحلة الانتقالية وإرساء الهيئات الدّستورية والظفر بمعركة الإصلاح الشّامل وتطوير الدستور».

الاختصاص الحصري والشفاف للجنة إعداد المؤتمر
كما دعا المكتب التنفيذي، الذي يسعى إلى تنفيذ مبادرته «لمّ شمل الندائيين» إلى اعتماد «ميثاق شرف يؤسّس لنكران الذات والتضامن ونظافة اليد ويحدّد أخلاقيّات وسلوك الانتساب للحركة والترشّح للمسؤولية ضمن هياكلها أو باسمها، يلتزم به ويمضيه، ويؤدّي اليمين على احترامه كل أعضائها من أجل سلامة الشأن العام»، وفق نص البيان، معربا عن مساندته للجنة الوطنية المكلّفة بإعداد مؤتمر الحركة، مشدّدا على ضرورة أن يكون للجنة الاختصاص الحصري والشفاف في كل المسائل التنظيمية من توزيع الانخراطات ولمّ الشّمل وتنظيم الاجتماعات والانتخابات وسلامة الترشحات وتجميع اقتراحات اللوائح والإعداد المادي للمؤتمر وضمان حرية النقاش وشفافية تصويت المؤتمرين ومراقبته . هذا وطالب بالعمل على مصادقة المؤتمر على برنامج للخماسيّة القادمة «يؤمّن الإصلاحات والتوازنات ويعبئ الاستثمار ويخفّض الأسعار ويجدّد المرافق العمومية كالتعليم والصحّة والنقل ويحدث مواطن شغل ويوفّر موارد رزق داخل الجهات ويسمح بالقضاء على الحيف الاجتماعي والتهميش والفقر ويؤسّس لعقد اجتماعي مغاير ويرسّخ السلم الاجتماعية.

عودة كل المغادرين
المكتب التنفيذي دعا إلى تولّى لجنة إعداد المؤتمر تعيين وفد يتمتّع بمصداقية عالية للاتصال بعديد الشخصيّات والكفاءات الوطنية المعتدلة والمستنيرة تطبيقا لخارطة طريق المؤتمر وتعزيزا للمسار والى دعم المنسقين الجهويين للحزب والمحليين الحاليين ورفع التجميد عن الآخرين، وفي هذا الصدد أكد عضو المكتب التنفيذي للنداء منذر بالحاج علي لـ«المغرب» أن مبادرة «لم شمل الندائيين» جاءت بعد إلحاح كبير من القواعد في ظل صعوبة وخطورة الأوضاع التي تعيشها تونس وكذلك الحالة التي تعيش على وقعها الحركة منذ 4 سنوات، مشيرا إلى أننا مازلنا نعاني ذات الإشكاليات الحزبية التي عرفناها سنة 2014 وليس هناك أي حزب بالرغم من العدد الكبير الموجود قادرا على مواجهة حركة النهضة. وأوضح أن دقة وخطورة الوضع أصبح يستدعيان عودة كل المغادرين منه إلى النداء وشدد على أنه بات لا مجال للشك على أن نداء تونس «الموحد» هو الذي يستطيع أن ينتصر مجددا في هذه المرحلة.

38 عضوا في المبادرة
إلحاح القواعد ووضعية البلاد وردة فعل الخصوم كانت وراء أسباب تشكيل هذه المبادرة وفق بالحاج علي الذي أشار أيضا إلى أن هذه المبادرة تضمّ أعضاء من المكتب التنفيذي القديم إلى حدود 21 سبتمبر 2014 على غرار عبد الستار المسعودي والعروسي الميزوري وعز الدين سعيدان ومصطفى التلاتلي والهاشمي الحموري وغيرهم من الأعضاء، مضيفا أن العديد من اللقاءات التشاورية عقدت في الغرض، والى حدّ الآن هناك 38 عضوا من المكتب التنفيذي يساندون هذه المبادرة وكذلك عديد الجهات عبر توحيد العائلة السياسية الوسطية من أجل وضع تصور مشترك وبرنامج موحد لاستكمال مرحلة الانتقال الديمقراطي، قائلا «بالنسبة لنا نحن بصدد التقدم بخطى حثيثة لاستيعاب المعضلتين، معضلة توضيح الموقف الضروري من حركة النهضة ومعضلة التسيير الديمقراطي للحزب ونأمل في عدم حصول انتكاسة، علما وأن عدد المشاركين في المبادرة سيرتفع في غضون الأيام القليلة القادمة».

التسيير الديمقراطي للحزب
كما شدد محدثنا على أهمية أن يتم العمل على دعم لجنة إعداد مؤتمر نداء تونس وتوفير كل الظروف التي تساعدها على انجاز مهمتها بشكل شفاف وديمقراطي منذ عملية توزيع الانخراطات إلى الإعلان عن النتائج وهذه اللجنة لن تقبل بأن تكون شاهد زور، فالنقطتان الخلافيتان داخل الحركة هما العلاقة مع حركة النهضة والتسيير الديمقراطي للحزب والمبادرة جاءت في الوقت المناسب، مبينا أن مؤتمر نداء تونس سيكون ديمقراطيا وحدثا تاريخيا في البلاد ولا بد للوصول إلى ذلك الاتفاق على الآليات واستقلالية عمل اللجنة قبل تحديد أي تاريخ.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115