الأول في افريل القادم، اخر هذه الخلافات دعوة المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس إلى ضرورة تشكيل هيئة تسييرية جديدة وتوجهه للرئيس المؤسس الباجي قائد السبسي بهذه الدعوة، وهذا قد يلقي بظلاله على الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر حتى وان نفى رئيس اللجنة المكلفة ذلك.
مبادرة جديدة تصدر عن أعضاء من المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس، تحت اسم مبادرة «لم الشمل» التي تهدف إلى إعادة المستقلين او المنسحبين من الحركة خلال السنوات الفارطة والتحاقهم بالمؤتمر القادم. مبادرة كسابقاتها تثير جملة من التساؤلات عن مصير مؤتمر الحزب الذي اجل موعده الى 6 من افريل القادم.
تأجيل يدافع عنه رئيس لجنة اعداد المؤتمر رضا شرف الدين ويعتبره «طبيعيا» في ظل حرص لجنته وكل الندائيين على «انجاز المؤتمر في احسن الظروف» وهذا يعني عقد مؤتمر انتخابي ديمقراطي حتى وان اقتضى الامر «تأخيرا في الموعد» الذي يعتبره طبيعيا ايضا.
تاخير يقول رضا شرف الدين انه ناجم عن عقبات موضوعية لا دخل «لطرف» بها كما انها لا تحول دون عقد المؤتمر ولكنه لا ينفي وجود عقبات «مصطنعة» لن تمنع عقد مؤتمر حزبه، طالما ان للجنته كامل الصلاحيات لانجاز المؤتمر.
صلاحيات يقر رضا انها «كاملة على الورق» ولكن لدى تنزيلها على ارض الواقع تواجه لجنته بعض «الصعوبات» ومنها التمرد على اللجنة او رفض قراراتها بشكل صريح او مقنع، على غرار ما واجهته اللجنة في صفاقس وبن عروس، وهذا ايضا يعتبره شرف الدين طبيعيا انطلاقا من ان لكل شخص حساباته الخاصة ولكن هذه الحسابات لن تحول دون انجاز المؤتمر كما يقول.
صعوبات يشدد رئيس لجنة اعداد المؤتمر على انهم في طور تجاوزها، ومن بينها تلك المتعلقة بتوزيع الانخراطات وتفادي العراقيل التي قد تواجه بعض «الندائيين» لدى سعيهم لإيداع مطالب الانخراط، اذ وقع احداث موقع على الواب يوفر خدمة التقدم باستمارة انخراط في الحزب.
صعوبات يكتفي شرف الدين بالاشارة اليها عموما دون تفصيل او تحديد، والامر ذاته ان تعلق الامر بما تقوم به لجنته التي «أكد على انها «تبذل جهودا لتجاوز العقبات» في اطار دورها الذي تلتقي فيه مع الهيئة السياسية والمكتب التنفيذي».، هنا يشدد شرف الدين لدى تعليقه على بيان المكتب التنفيذي الصادر يوم الاثنين الفارط، بان اللجنة تتعامل فقط مع «الهيئة السياسية والمكتب السياسي» كما انها «على نفس المسافة من الجميع».
مسافة واحدة من كل الاطراف في الحزب تخول للجنة وفق رئيسها من ان تكون بمنأى عن اية «ضغوط» تسلط عليها، هذا ان استطاع احد القيام بذلك فشرف الدين متأكد من ان لا أحد يمكنه «الضغط على اللجنة لان لها كافة الصلاحيات» وهذا معناه انها قادرة على التحرك باستقلالية عن الجميع.
تحركات اللجنة تتضمن متابعة سير الاستعدادات في المحليات والجهات لضمان حسن سير المؤتمر في افضل الظروف، وهم حاليا يتابعون سير توزيع الانخراطات، التي تنتهي مرحلتها في 20 من الشهر الجاري، ولاحقا يمرون لباقي المراحل الاخرى.
اذ ان لجنته تشتغل وفق نسق حددته لنفسها، وهي لا تخشى مواجهة اية عقبات داخلية او خارجية، وهنا يشدد رضا شرف الدين لدى سؤاله عن تداعيات تزامن عقد مؤتمره مع مؤتمر «تحيا تونس» على ان حركته لا تخشى الحزب الجديد، «فالمنخرطون في النداء ليسوا هم المنخرطين في الحركة الجديدة».
خشية تزول باعتبار ان الندائيين معلومون بطبعهم ولا يؤثر الحزب الجديد عليهم وفق تلميح شرف الدين الذي اشار ايضا الى ان موقف المكتب التنفيذي ودعوته لتشكيل قيادة جديدة للحزب الى حين انجاز المؤتمر لا يؤثر ايضا، فـ«النداء اعتاد على مثل هذه الخلافات والازمات» وفق قوله، وتعوده يجعله محصنا اذ لا يمكن ان تؤثر الخلافات على سيره لانجاز المؤتمر.
فلجنة الاعداد هي التي تشرف على الامر وهي «على الحياد» كما يشدد، ولا يلزمها اي موقف يصدر عن أي طرف وينسب لرئيسها او احد اعضائها، واللجنة حريصة على ان تتجنب أي تشويش او اقحامها في ازمات جديدة.