وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في زيارته لتونس : تأكيد على دعم الانتقال الديمقراطي التونسي وتطوير العلاقات بين البلدين

حل وزير الشؤون الخارجية لجمهورية روسيا الاتحادية، سرغي لافروف بتونس في زيارة هي الثانية له بعد الثورة وهي المحطة الثالثة

له في خضم جولة مغاربية شملت الجزائر والمغرب ، وتترجم سعي موسكو لتعزيز علاقاتها مع دول شمال افريقيا و المنطقة ..وقد اكد لافروف خلال لقائه بالمسؤولين التونسيين حرص بلاده على دعم مسار تونس الانتقالي مبديا رغبة موسكو في زيادة تطوير العلاقات وزيادة ميزان التبادل التجاري بين البلدين...
يشار الى ان التعاون التونسي الروسي شهد تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية اذ بلغ عدد السياح الروس لبلادنا حوالي 600 الف سائح ..الا ان المعضلة الاهم تتمثل في كيفية معالجة العجز الحاصل في ميزان التبادل التجاري بين البلدين ، وهو من الاهمية بمكان بالنظر الى التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد في مسارها الانتقالي الصعب. فتونس اليوم تحتاج الى دعم حلفائها واصدقائها لتكون دولة صاعدة تحقق انتقالها الديمقراطي السياسي والاقتصادي معا..

دعم العلاقات الثنائية
وقد اكد لافروف في ندوة صحفية جمعته بوزير الخارجية خميس الجهيناوي صباح امس بان ملف التبادل التجاري بين البلدين سيكون من الملفات الاساسية التي ستطرح خلال انعقاد اللجنة المشتركة التونسية الروسية في الفترة القادمة مشيرا الى ان المحادثات مع نظيره التونسي كانت جيدة ومثمرة..واشار الى العلاقات بين تونس وروسيا تشهد تطورا ملحوظا مؤكدا ان بلاده تعمل من اجل زيادة تطوير العلاقات ورفع مستوى التبادل التجاري ..

من جانبه اكد وزير الخارجية خميس الجهيناوي ان زيارة لافروف الى بلادنا تندرج في إطار متابعة نتائج الزيارة التي أداها سابقا إلى موسكو يوم 16 مارس 2016 ..واضاف بالقول :" سعدت باستقبال وزير الخارجية الروسي بعد الزيارة الاخيرة التي اداها سنة 2014 وهي تأتي في اطار التشاور السياسي بين البلدين الصديقين وهناك عديد الملفات التي ننظر فيها جميعا خاصة ملفات تهم الشرق الاوسط وافريقيا والعديد من الملفات الهامة التي كانت محور تشاور بيننا ".

واضاف :" ركزنا بالأساس على كيفية دعم العلاقات الثنائية التونسية الروسية ونحن نشكر روسيا على دعمها للانتقال الديمقراطي الذي عرفته تونس واستعرضنا مختلف التحديات التي تعرفها تونس خاصة في الجانبين الاقتصادي والأمني ووجدنا كل التفهم من الاصدقاء الروس لما تقوم به تونس لارساء نظام سياسي مستقر ديمقراطي وكذلك حتى تكون تونس الدولة الصاعدة التي تنجح في تحولها الاقتصادي. ولفت الجهيناوي الى انه رغم اهمية حجم التبادل التجاري بين البلدين الا ان الميزان التجاري يعرف خللا كبيرا مع روسيا حيث تستورد بلادنا تقريبا مليار و400 مليون دينار وتصدر فقط 61 مليون دينار ..وبين الجيناوي ان روسيا ستقوم كل ما بوسعها لتمكين المنتوجات التونسية من النفاذ الى السوق الروسية واتفقت على دعوة اللجنة المشتركة التونسية الروسية للاجتماع خلال النصف الاول من السنة قبل شهر جوان . وستكون مناسبة للنظر في مختلف الملفات منها الميزان التجاري والاستثمار الروسي في تونس .. واكد ان هناك امكانيات هامة للشركات الروسية خاصة في مجال البنية التحية بالسوق التونسية وقال ان تونس تفتح الباب لهذه الشركات لانشاء المشاريع المدرجة في مخطط التنمية التونسي ". وقال ان العلاقات في المجال التعليمي تشهد تطورا ملحوظا اذ يوجد اكثر من 3000 طالب تونسي في الجامعات الروسية مؤكدا اهمية الاهتمام بهؤلاء الطلبة وعلى رغبة تونس بتعزيز التعاون في البحث العلمي والتعليم العالي مع موسكو.

وفي المجال الثقافي اكد ان تونس تستعد لبرمجة اسبوع ثقافي في روسيا مشيرا الى ضرورة دعم روسيا لتنظيم هذا الاسبوع حتى تكون مناسبة لتونس لابراز الموروث الثقافي الحضاري التونسي .. واشار الى دعم روسيا لتمكين السياح الروس من زيارة تونس مشيرا الى ان هناك حوالي 600 الف سائح روسي زاروا بلادنا خلال العام الماضي مؤكدا على امكانية تطوير السياحة اكثر".

وقال الجيهناوي ان المباحثات مع نظيره الروسي ايضا شملت استعداد تونس للالتحاق بمجلس الامن كعضو غير قار في شهر جوان القادم.. مؤكدا ان هناك مجالات كبيرة للتعاون والتشارك مع الاشقاء الروس لتكون تونس صوت افريقيا والعالم العربي ..موضحا بان التشاور سيستمر بين البلدين وفي مختلف المستويات في الفترة القادمة ...

الملف السوري
وفيما يتعلق بالملف السوري اكد لافروف على ضرورة المساعدة في عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم مع عودة الاستقرار الى سوريا.. في حين قال الجهيناوي في معرض رده على اسئلة الصحفيين بان رجوع سوريا الى الجامعة العربية من عدمه ليس قرارا تونسيا بل يهم بالأساس الجامعة العربية التي ارتأت في سنة 2011 ان تعلق عضوية روسيا في الجامعة العربية وأضاف :"تونس ستحتضن القمة العربية في 31 مارس ووزراء الخارجية العرب سيجتمعون ويقرون ما يريدونه لسوريا . وما يهمنا هو خروج سوريا من الازمة والمحافظة على وحدتها الوطنية ". اما على المستوى الثنائي فاكد ان تونس لها بعثة وسفارتها مفتوحة في سوريا في مستوى قائم بالاعمال يرعى مصالح التونسيين الموجودين في سوريا"..
وقبل قدومه لبلادنا ، كان لوزير الخارجية الروسي جولة شملت الجزائر والمغرب جدد خلالها التزام بلاده بمواصلة مكافحة الإرهاب في سوريا، والمساهمة في الحل المستدام للنزاع في هذا البلد في ظل احترام القانون الدولي، وعلى أساس اللوائح السديدة لمجلس الأمن الأممي. واكد ان بلاده تؤيد تسوية الأزمة السورية على أساس القرار 2254 لمجلس الامن الأممي، ومن أجل احترام سيادة الجمهورية العربية السورية، وسلامة أراضيها واستقلالها".

واكد لافروف، على ضرورة مواصلة "مكافحة فلول الجماعات الإرهابية في سوريا، مع مراعاة الجوانب الإنسانية وإعادة اللاجئين إلى ديارهم وتأمين انتقال سياسي سلس ".
وشدد خلال جولته المغاربية على دور دول المنطقة في تحقيق الاستقرار وفي حل الازمة السورية، مع شركاء آخرين في الأمم المتحدة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115