مشروع الشاهد السياسي: ماذا سيكشف اجتماع المنستير؟

اليوم ستكون مدينة المنستير قبلة انصار المشروع السياسي الجديد، الذي يتزعمه رئيس الحكومة يوسف الشاهد

من خلف الحجاب، وستكون المدينة ايضا محل متابعة من خصوم الشاهد الذين يراهنون على فشل الرجل في اول اختبار جدي له في امتحان فرض نفسه ومشروعه كبدلاء لحركة نداء تونس.
ساعات قبل انعقاد الاجتماع الشعبي الذي دعت اليه المجموعة المحيطة برئيس الحكومة يوسف الشاهد والباحثة عن تاسيس حزب جديد، اعلن سليم العزابي ان اكثر من 10الاف اطار شاركوا في اللقاءات التي نظمتها المجموعة، المتكونة بالاساس من كتلة الائتلاف الوطني ومنشقين عن نداء تونس.

لقاءات شملت جل ولايات الجمهورية، بهدف جس نبض الندائيين وغيرهم من المنتمين لاحزاب وسطية بشأن تشكيل حزب سياسي جديد يخوض الانتخابات القادمة وينافس للفوز بها. ويبدو انها حملت مؤشرات ايجابية لاصحاب المشروع الجديد، فجلها كانت كما يصرحون متخمة بالمشاركين، واخرها لقاء صفاقس امس السبت.
لقاء اراد له منظموه ان يكون «بروفة» اولى عن لقاء اليوم بالمنستير الذي يراد له ان يكون اعلانا رسميا عن ميلاد مشروعهم السياسي الجديد ومعه افتكاك قواعد نداء تونس، سواء من استقال او انسحب او غاضب. ولا يقتصر الامر على قواعد نداء تونس بل يشمل احزابا اخرى بالاساس وسطية.

لكن لقاء امس يظل محدود التاثير، فاليوم سيكون الرهان اهم، فنجاح لقاء «الشاهديين» ونجاح التعبئة سيكون بمثابة حسم جولة اولى في حرب لاتزال اطوارها طويلة، فاليوم ان تمكن المنظمون من حشد وتعبئة الاف المشاركين سينجحون في التذكير بالزخم الاول الذي رافق تاسيس نداء تونس، وخاصة باجتماع المنستير 2012 الذي كان بمثابة قاطرة جرت نجاحات الحزب لاحقا.

لكن النجاح ليس بالامر المضمون خاصة وان كانت المقارنة بين انطلاقة نداء تونس والمشروع السياسي الجديد في غير صالح الاخير او حملت احداث اليوم تطورات سلبية قد تكون ضربة موجعة للمجموعة، التي تدرك ان اجتماع اليوم لن يكون مصيريا لهم فقط بل لحركة نداء تونس ايضا.
فالنداء يراقب الاجتماع وله امل في فشله، امل يعكسه تكرار الاشارة الى ان من انسحب من النداء فشل في كل تصريحات قادة الحركة التي تتجه لعقد مؤتمرها في مارس القادم، ان لم يقع تاجيله. وهذا ان تم فسيكون بمثابة الهدية لمشروع الشاهد الذي يختزل المشروع في اسمه.

اختزال عكسته نتائج سبر الآراء التي منحت الشاهد اكثر من 22 بالمئة من نوايا التصويت في الرئاسية القادمة فيما منحت النداء تقريبا ذات النسبة في التشريعية، وهذا يجعل حظ الحزب الجديد مرتهنا باسم زعيمه وتدحرج شعبية النداء اثر تاسيسه، وهذا مرتبط بالصورة التي سيكون عليها المشروع، والقصد هنا الواجهة.
فالنداء والمشروع الجديد يتنافسان على من يضم الى «واجهته» اسماء رنانة واحزابا، فكلاهما يبحث وبحث خلال الايام الفارطة عن اقناع احزاب او شخصيات بالتحالف معه في المرحلة القادمة، وكلاهما يتجه لذات الاسماء تقريبا، وربما من سيفوز في هذه الجولة سيحقق بعض نقاط اضافية على حساب غريمه في انتظار المعركة النهائية وهي الانتخابات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115