تبعا لتتالي البلاغات التحذيرية لوزارة الفلاحة: كاتب الدولة للموارد المائية عبد الله الرابحي يوضح لـ«المغرب»: ارتفاع منسوب المياه المتأتية من الجزائر والتساقطات المطرية المهمة وراء تحذيراتنا المتواصلة ...

مع تواصل تهاطل كميات مهمة من الأمطارمرفوقة بتساقطات ثلجية ترتفع حالة التأهب في أجهزة الدولة

في بعض الجهات من أجل اخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي حدوث الأضرار ولقد أوصت وزارة الفلاحة والموارد المائية المواطنين بتوخي الحذر خاصة المتواجدين في المناطق المتاخمة لوادي مجردة وروافده بداية من مدينة غار الدماء إلى مستوى سد سيدي سالم.

قال كاتب الدولة للموارد المائية عبدالله الرابحي في تصريح لـ«المغرب» أن كميات الأمطار المسجلة خلال هذه الأيام ستساهم في تحسن المخزون العام للمياه خاصة و أن شهر جانفي لم يشهد تساقطات مطرية مهمة في بدايته. كميات المياه المسجلة منذ بداية الشهر الجاري إلى غاية يوم 24 من الشهر ذاته هي 268 مليون متر مكعب وهي كميات أقل من معدل شهر جانفي المقدر ب343 مليون متر مكعب ،مشيرا إلى أن إيرادات يوم الخميس وصلت إلى 87 مليون متر مكعب.

وأوضح أن كميات الأمطار التي وقع تسجيلها تعد أمطارا مهمة وصلت اقصاهاب24 مم في مناطق الشمال و63 مم في سد بوهرتمة و55 مم في ولاية جندوبة و 63 مم بالكريب من ولاية سليانة و52.5 مم في سد ملاق بالكاف و40 مم في كل من باجة وسبيبة بالقصرين و34 مم بقرمبالية .
أما عن وضعية السدود ، فقد ذكر الرابحي أن المخزون العام للسدود حاليا يقدر بمليار و367 مليون متر مكعب وهو رقم رغم أهميته يبقى بعيدا عن طاقة استيعاب السدود المقدرة ب2 مليار و200 مليون متر مكعب وقد أشار محدثنا إلى إمتلاء جل سدود أقصى الشمال فيما يبقى الأمل في أن تساهم الأمطار الأخيرة في امتلاء سد سيدي سالم التي ماتزال نسبة امتلائه ضعيفة ولا تتعدى 45 في المائة على عكس سد ملاق الذي امتلأ تقريبا .

أما عن إمكانية فيضان واديي ملاق ومجردة، فقد أوضح كاتب الدولة أن دخول وادي مجردة على غار الدماء بولاية جندوبة والذي يأتي من الجزائر ولا يوجد به سد وقبل أن يصل إلى سد سيدي سالم، يمر وجوبا ببوسالم وجندوبة وهو مايجعل من واد مجردة قابلا للفيضان في هذه المناطق لاسيما المنخفضة منها وبين المصدر ذاته انه إلى غاية كتابة الأسطر فإن منسوب المياه في محطة القيس بغار الدماء الحدودية والمتأتي من الجزائر والذي يشهد ارتفاعا متواصلا بلغ 348 متر مكعب في الثانية وأضاف الرابحي انه أمام ارتفاع منسوب الكميات المتأتية من الجزائر،فإن على المواطنين أخذ الحذر خاصة بالنسبة للمتواجدين في المناطق المتاخمة لوادي مجردة وروافده بداية من مدينة غار الدماء إلى مستوى سد سيدي سالم وعدم اقتراب من كل المنشآت المائية على غرار السدود والبحيرات الجبلية ومجاري الأودية وعدم ترك المواشي في الخارج والحرص على وضعها داخل الاسطبلات وإبعادها عن مجاري الأودية وجمع الآلات الفلاحية بالضيعة والتجهيزات ووضعها في مكان أمن وإعادة التثبت من متانة تركيز البيوت المكيفة تحسبا لهبوب رياح قوية.

وبخصوص إمتلاء سد ملاق ، فقد ذكر الرابحي أن وادي مجردة يحتوي على فرعين ، الأول يمر عن الكاف عبر سد ملاق والثاني عن غار الدماء ولا يحتوي على سد وقد بين أن منسوب المياه المسجل على مستوى ملاق و الحدود الجزائرية وتحديدا في محطة قيس k13 وصل 600 متر مكعب في الثانية يوم 24 جانفي الجاري وهي كميات تم حصرها على مستوى سد ملاق الذي وصل إلى حدود كتابة الأسطر 47.1 مليون متر مكعب و قد أكد الرابحي ان السد قد قام بدوره ولولا وجود هذا السد لغمر المنسوب القادم من الجزائر مدينتي بوسالم وغار الدماء.

وأضاف الرابحي أنه سيقع تفريغ كميات من المياه الموجودة في سد ملاق إلى سد سيدي سالم من أجل إعداده لاستقبال أمطار أخرى.أما عن تسجيل أضرار ،فقد قال الرابحي انه لم يقع تسجيل أضرار كبرى فقط وقع قطع المياه في عدة مناطق على خلفية إنقطاع الكهرباء وقد مس انقطاع التزود بالمياه كسرى ومكثر وقرية بولاية سليانة والدهماني وساقية سيدي يوسف والقصور بالكاف و تالة والعيون بالقصرين وقد بين أنه يجري العمل على إرجاع المياه للمواطنين.

وقد شدد الرابحي أن المناطق الأكثر تأثرا بإرتفاع منسوب المياه والأمطار ستكون وادي مجردة على مستوى غار الدماء،داعيا المتساكنين إلى ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة وتوخي الحذر .

وقد أوضح المدير العام للسدود فائز مسلم في الاطار ذاته في تصريح لـ«المغرب» أن وضعية السدود لاتدعو إلى القلق بإعتبار طاقة الاستيعاب التي يتمتع بها عدد من السدود وعلى رأسها سد سيدي سالم وهو ماتشير إليه بيانات المرصد الوطني للفلاحة حول الوضعية المائية المسجلة ليوم 25 جانفي 2019 ،حيث وصلت نسبة إمتلاء سد سيدي سالم إلى 45% ،سد الهوارب 82% ،نسبة إمتلاء ب63% في سدي بوهرتمة وجومين .

وأوضح مسلم أن الإشكال في الوقت الحالي لايرتبط بمسألة السدود إنما في طاقة استيعاب عدد من الأودية خاصة مع تواصل تهاطل الأمطار من جهة وذوبان كميات كبيرة من الثلوج التي ستتحول إلى كميات من المياه فضلا عن تدفق كميات من المياه من القطر الجزائري وهي كميات كبيرة قد لاتسعها الأودية مما يجعلها عرضة للفيضان قبل وصولها إلى السدود .
وفي ما يتعلق بالتساقطات الثلجية المسجلة ،فقدتم تسجيل 21 صم في عين دراهم و2 صم في القلعة الخصبة و 8 صم بالجريصة و 100صم بمكثر و 10 صم بكسرى و 60 صم بتالة و60 صم بالعيون و 60 صم بحيدرة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115