مؤتمر حركة نداء تونس: هل يؤجل إلى ما بعد القمة العربية في 23 مارس القادم؟

يدرك الندائيون ان المؤتمر الانتخابي الخاص بهم، ليس مجرد موعد عادي اثر نهايته تعود الحياة لطبيعتها

في حزبهم بل هو موعد مفصلي سيحدد تاريخهم بما قبل المؤتمر الانتخابي وما بعده، والاهم سيحدد بقاء الحزب ام اندثاره، لذا فهم حريصون على استيفاء كل الشروط لنجاح المؤتمر، وأهمها حسم ملف القيادة وان اضطرهم ذلك لتأجيل موعده مرة أخرى.
يتسارع نسق الأحداث ويتباطأ صلب حركة نداء تونس، وفق مدى توافق القوم على تفاصيل تتعلق بمؤتمرهم الانتخابي الذي سينطلق في 2 من مارس القادم. نسق بدأت معالمه تتضح بعد ان تم «وضع خارطة طريق حددت كل ما يتعلق بالمؤتمر» وفق تصريح عضو لجنة اعداد المؤتمر بوجمعة الرميلي لـ«المغرب».

الرميلي قدم ابرز النقاط التي تضمنتها خارطة الطريق، وهي المواعيد الكبرى في المؤتمر، اولها يتعلق بتوزيع الانخراطات وقد حدد موعدها بنهاية شهر جانفي الجاري وبداية فيفري القادم الذي سيكون نصفه الثاني موعد عقد المؤتمرات الجهوية والنظر في الطعون المقدمة، قبل الذهاب الى المؤتمر في 2 مارس2019.
خارطة الطريق تضمنت ايضا نقاطا عن هيكلة المؤتمر ومن لهم صفة «المؤتمرين»، اذ وقع الاتفاق على تحديد شروط الترشح للفوز بنيابة في المؤتمر القادم سواء على مستوى الترشحات المحلية او الجهوية ولكن لم يتم بعد الاتفاق على شروط الترشح للقيادة الوطنية التي قال الرميلي انهم سيحسمونها بالتزامن مع تقدم الاستعدادات للمؤتمر.

مؤتمر يراهن الندائيون على ان يسمح باستيعاب عدد من الشخصيات الوطنية، في ظل مسعى للانفتاح على هؤلاء، اذ اكد الرميلي انه سيقع الاتصال بشخصيات وكفاءات وطنية لها الرغبة في الاشتراك بمؤتمر حزبهم كما سيقع الاتصال بمن غادر النداء في السنوات الفارطة بهدف اقناعه بالعودة الى الحزب. وهذا التوجه وقع حسمه بعد جدل طويل بين قيادة الحزب ولجنة اعداد المؤتمر، اذ وجد تصوران مختلفان لكيفية عقد المؤتمر واستيعاب شخصيات من خارجه.

اختلافات حسمت بعد وقت وبات الحزب وفق الرميلي في مرحلة التنفيذ، او كما يقول «الطور العملي» لانجاز المؤتمر الذي يشمل تكوين لجان قال انهم في «المرحلة الاولى لتكوينها» وتضم لجنة فكرية واخرى قانونية، و ثالثة للاتصال والاعلام و لجنة الاتصال بالشخصيات الوطنية ولجان اخرى.
الرميلي وهي يقدم الطور الذي بلغته مرحلة الاستعداد للمؤتمر لا ينفك يؤكد ان ما مضى بات من الماضي، في إشارة للخلافات او التعثرات او ما انجز من تقدم، ليشدد اكثر على ان
«القادم هو الاهم»، والمقصود بكلامه كما يشرح هو، هي الخطوات الاساسية لعقد مؤتمر انتخابي، حيث يتمسك الندائيون بان يكون مؤتمرهم كذلك.

وهذا يفرض على النداء وفق الرميلي الوصول لمعادلة تجمع بين «الديمقراطية والوحدة» اي بين ان يكون المؤتمر ديمقراطيا يعبر عن الحزب وبين تمثيل جل الأطياف لضمان «وحدة الحزب» خاصة وان المؤتمر يسبق الانتخابات التشريعية والرئاسية بأشهر قليلة. بمعنى انّ أي تعثر في المؤتمر قد يهدد مصير الحزب وفرص نجاحه في الانتخابات.
ومن التهديدات المحدقة بالمؤتمر ملف «القيادة المستقبلية» الذي يؤكد الرميلي انه لم يطرح بعد على طاولة النقاشات بشكل رسمي وجدي، وذلك لرغبة الجميع في التقدم باستعدادات المؤتمر قبل طرح النقاش وبلوغ توافقات، في ظل «مواعيد رهيبة وضغط» على الحزب الذي يشدد على انه «لم ينطلق في مناقشة مسالة القيادات وكيف يكون شكلها او هيكلتها» اذ انه وفق قوله ترك هذا الحسم الى ما بعد.

مواعيد قال الرميلي انهم يعملون على الالتزام بها واحترامها، أي ان تنطلق اشغال المؤتمر في موعدها المقرر 2 مارس القادم، الذي لايزال الموعد الرسمي للمؤتمر رغم اشارة عضو لجنة الاعداد الى ان هناك امكانية لتأجيله لبضعة أسابيع لا تتجاوز الثلاثة.
فضغط جدول الاستعداد للمؤتمر والتفاصيل التقنية والسياسية تمثل عائقا امام احترام الموعد الرسمي، وهذا يدركه الندائيون ووضعوا له فرضية تأجيل المؤتمر وقع نقاشها مع رئيس الجمهورية في اللقاء الذي جمعهم به يوم الاثنين الفارط.

لقاء قال فيه وفد النداء، وفق مصدر من الرئاسة، ان لديه مخاوف من عدم انجاز كل المحطات الضرورية لنجاح المؤتمر، وان الذهاب للاخير في موعده المحدد دون توفير الشروط الأساسية للنجاح قد يمثل خطرا، لهذا فهم يرون ضرورة تاجيل انعقاده بايام تلي موعد انعقاد القمة العربية في تونس بتاريخ 23 مارس القادم.
نقاش لم ينفه الرميلي، ولكنه شدد على ان الحزب ولجنة اعداد المؤتمر لم تحدد ان كانت ستؤجل المؤتمر، وانها لن تناقش هذه الفرضية الان بل لاحقا اثر تحقيق تقدم في أشغال المؤتمر من توزيع انخراطات وانجاز مؤتمرات جهوية، لاحقا ان وقع التاكد من ان الوقت لا يكفي سيقع «التأجيل».

تأجيل يقر الرميلي بأنه وقع وضع فرضيات تتعلق به، لكن الحزب يشتغل على ان ينجز مؤتمره في موعده و«أن وقع تأخير سيكون بأسبوع او اثنين وقد يكون اثر القمة العربية» ليؤكد انه لا يوجد شخص في النداء له مصلحة في عدم انجاز المؤتمر «فوقوع هذا كارثة وطنية وليست ندائية» وفق قوله.

التأجيل ممكن أما الإلغاء فمستحيل هذا ما يرغب الرميلي بقوله، خاصة وان المؤتمر القادم بات أكثر من ضروري لضمان قبول رئيس الجمهورية بالترشح لعهدة رئاسية ثانية، فالباجي قائد السبسي شدد للوفد الذي زاره من نداء تونس انه قد يقبل الترشح ان وقع مؤتمر ناجح لنداء تونس، والنجاح يتضمن إفراز قيادة وبرنامج أي أن يكون النداء مقنعا وفي ثوب جديد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115