إذ أعلن قادة من نداء تونس ان حركتهم ترشح الباجي قائد السبسي الى الاستحقاقات الرئاسية القادمة، وان هذا الترشيح سيصبح رسميا في اشغال مؤتمرها القادم، إعلان علق عليه الباجي للوفد الذي زاره ان لديه شروطا عليهم تنفيذها ليقبل بالتفكير في الترشح لعهدة ثانية.
خلال الساعات الـ48 الفارط، عاشت حركة نداء تونس على وقع احداث متسارعة.عقب اشغال المؤتمر الجهوي للحزب بنابل. تصريحات طوال اليومين الفارطين، فوفد يلتقي بالرئيس يوم أمس الاثنين، وكل هذا سببه تصريح قيادات من الحزب بأن «الباجي قائد السبسي هو مرشح النداء للانتخابات الرئاسية القادمة».
فنداء تونس الذي ظل يردد خلال السنتين الفارطتين ان الباجي قائد السبسي له الأولية ليكون مرشح الحزب ان رغب هو في ذلك، قبل ان يطل خلال الأسبوع الفارط ويعلن ان الباجي هو مرشحه لخوض الانتخابية الرئاسية نهاية السنة الجارية، وهدفه الفوز بهذه الانتخابات وضمان عهدة ثانية للرئيس.
ومن بين من صدر عنهم تأكيد قاطع بأن النداء سيرشح الباجي قائد السبسي فوزي اللومي الذي شارك في اشغال المؤتمر الجهوي للحزب بنابل واكد أن قائد السبسي الاب هو مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة، لهذا فعلى ابناء الحزب العمل على نجاح المؤتمر في مارس القادم، ومن ثمة الاستعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية.
القطع بأن الرئيس هو المرشح دون «لكن» لا يشاطره رضا بلحاج، المنسّق العام لحركة نداء تونس، مع زميله اللومي، اذ انّ بلحاج يقول «ان الباجي قائد السبسي قد يكون مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة .. إذا كانت له رغبة في ذلك» أي ان الحزب ينتظر قرار مؤسسه بالترشح لخوض الانتخابات من عدمها.
انتظار يتقاسمه جزء هام من قيادات الحركة التي باتت تفكر من داخلها في وسيلة لحث الرئيس او تشجيعه على خوض الانتخابات للفوز بعهدة رئاسية ثانية، ويعتزم قادة الحزب ان يكون مؤتمرهم القادم منصة الإعلان عن دعوته لرئيسه الشرفي للترشح للانتخابات.
تصريحات تتالت خلال اليومين السابقين ليوم لقاء وفد من نداء تونس، يضم نجل الرئيس ورئيس الكتلة والمتحدثة باسم الحزب، ومعه ممثلان عن لجنة اعداد المؤتمر، بوجمعة الرميلي ورضا شرف الدين. لقاء اكد الرميلي انه تعلق باخر الاستعدادات لعقد المؤتمر الوطني لنداء تونس، وان الرئيس شدّد على أهمية إنجاح المؤتمر باعتبار أنّ «النداء ملك لكل التونسيين ونجاحه لتونس وليس لأشخاص».
الرميلي، وهو احد الموثوق بهم من قبل الرئيس، قال ان الباجي قائد السبسي تطرق «لمسألة الترشح للانتخابات الرئاسية 2019 مُعتبرا أنه غير معني حاليا بالترشح»، ولكنه وضع شروطا لقبول الترشح او الترشيح، وفق الرميلي الذي قدم هذه الشروط وهي «نجاح مؤتمر نداء تونس وإيجاد حلول للمشاكل الانية والعاجلة في البلاد، واخيرا ان يتمّ ترشيحه من قبل المؤتمر الوطني لنداء تونس.
شروط اكدت مصادر من الرئاسة انها قدمت ولكن ليس في سياق الترشح للاستحقاق الانتخابي، فالرئيس اكد للوفد الذي زاره انه «غير معني» بالانتخابات الرئاسية وانه ليقبل بالتفكير في الترشح على الحزب ان ينجح في عقد مؤتمره وحل الخلافات الداخلية صلبه، كما ان عليه توحيد طيف واسع من التونسيين، سواء من غادروا الحزب او من لم ينخرطوا من قبل فيه.
الرئيس وهو يعلم الوفد ان الترشح للرئاسية القادمة متوقف على المؤتمر، فانه بهذا يبحث عن ممارسة ضغط مضاعف على قادة الحزب لإنهاء الخلافات التي تشقهم، والتي كانت جزءا من نقاشات اللقاء، وهذا الضغط هدفه تجنب تكرار سيناريو مؤتمر سوسة الذي فاقم أزمة الحزب عوض حلها.
في تصريح الرئيس بانه غير معني الان بالترشح، يفهم منه انه يفكر بجدية في خوض الانتخابات ولكنه ينتظر ان تتوفر ضمانات محددة، أولها حزب قوي يدعمه وثانيها خصوم تنهكهم الازمات وجورها.