وناسه بل ووجوه جديدة كما ان كل الاستعدادات تمضي هنيئا، وان لا خلافات حادة تهدد المؤتمر وعقده او على الاقل لا وجود لتعثرات قد تؤثر على موعد انعقاده. لكن خلف هذا الخطاب المتفائل تكمن حقيقة ان لا شيء تغير في الحزب بعد.
انطلاقا من تاريخ اليوم لم يعد يفصل عن موعد انعقاد المؤتمر الانتخابي لحركة نداء تونس غير 7 أسابيع، لكن الاشغال التحضيرية لم تنطلق بعد، من توزيع الانخرطات واجراء للانتخابات القاعدية لتحديد المؤتمرين، واعداد اللوائح.
استعدادات يقول بوجمعة الرميلي، عضو لجنة الاعداد للمؤتمر، انها في طور الانجاز من ذلك توزيع الانخراطات على الجهات، والانكباب على اعداد مشاريع لوائح. مشددا على ان المؤتمر في طريقه مع الاقرار بان الطريق به «ورود واشواك».
الرميلي يشير الى ان المؤتمر سيشارك فيه ثلاثة اصناف من المؤتمرين، الاول مؤتمرون من الهياكل المحلية، يقع اختيارهم من بين مترشحين يشترط ان يكون لكل متقدم منهم انخراطان، 2018 و2019.
اما الصنف الثاني فهم مؤتمرون من الجهات، وهؤلاء صنفان. الاول مترشحون يشترط ان يكون لهم ثلاثة انخراطات متتالية 2017و2018و2019 او تقلدوا مسؤولية في الحزب. اما الصنف الثاني من مؤتمري الجهات فهم المؤتمرون المعينون، وهنا يعيّن عن كل الهياكل الجهوية، وهي 29، ثلاثة مؤتمرين المنسق العام للحركة وممثل الشباب وممثل المرأة. اما الصنف الثالث فهم المؤتمرون بصفتهم، وهؤلاء يضمون اعضاء مجلس النواب والهياكل المركزية للحزب.
تشديد الرميلي على ان الاستعدادات تتقدم يقابله نفي قاطع من قبل قيادي بنداء تونس طلب عدم الكشف عن هويته. فوفق الاخير مصير المؤتمر على المحك، اذ لم يقع الاتفاق على هوية المؤتمرين، وما وقع الاتفاق حوله مجرد خطوط عريضة لم تشمل التفاصيل، التي يقول انه كلما وقع التطرق اليها اثيرت خلافات ومعارك في الحزب.
خلافات يقر بوجودها الرميلي لكنه يقلل من اهميتها، حتى وان اقر بان بعض الندائيين تعودوا على المواقع والمناصب وباتوا غير قابلين لتركها، في رده على الخلافات المحتدمة بين شق يدعم نجل الرئيس مقابل العائدين والغاضبين في الحزب.
الرميلي وان يقر بأن الامور تتقدم الا انه يشير الى ان مؤتمر حزبه مطالب بالقيام بغربلة لاختيار الافضل، كما أن الخلافات بين لجنة المؤتمر وقيادة الحزب الحالية في طور الحل عبر الحوار والبحث عن حلول افضل.
حلول تساعد على استمرار الحركية التي انطلقت ويطمح الندائيون ان تنتهي بعقد المؤتمر في مارس القادم، وان يشارك فيه الندائيون المنسحبون من الحزب خلال السنوات الفارطة، امل لم يوضح اي قيادي بالحزب كيفية تحقيقه، فقط تصريحات عامة منها قول الرميلي ان المؤتمر فرصة لاعادة النداء والندائيين القدامى، دون ان يحدد هوية المعنيين بالعودة.
لكن هذا الامل يخبو لدى مصادر من نداء تونس، تشير الى ان عملية عودة ندائيين سابقين لم تحقق المرجو منها، وان المؤتمر لن يتمكن من القيام بذلك، الا في صورة ابعاد حافظ قائد السبسي من دفة قيادة الحزب، وهذا قد يشجع عددا من الندائيين القدامى والشخصيات الوطنية على الالتحاق بالحزب. فرضية من اجلها يتجه المؤتمر، وفق المعطيات الاولية، الى ترك ثلث المواقع في الهياكل القيادية خالية، ليقع استيعاب العائدين لاحقا. وهنا يشتد الخلاف بين انصار المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي والاصلاحيين فيه، حيث يلقي كل طرف باللائمة على الاخر في تعطيل اشغال المؤتمر، على غرار التصريح الذي ادلى به رئيس كتلة النداء سفيان طوبال ضد رضا بالحاج، حيث اتهمه بتعطيل المؤتمر، فيما تعلن مصادر من الشق الذي يضم رضا بلحاج ان من يبحث عن منع عقد المؤتمر هو حافظ وانصاره لتجنب إبعادهم من الحزب.