أربع سنوات مرّت على قتل الأمني محمد علي الشرعبي: حكم بالإعدام على المتهمين «سيترجم» كسابقيه إلى مؤبد

في مثل تاريخ 3 جانفي من سنة 2015 عاشت منطقة الغريفات من معتمدية الفحص التابعة لولاية زغوان

على وقع حادثة أليمة تمثلت في امتداد أيادي الإرهاب الغادرة إلى حافظ الأمن محمد علي الشرعبي حيث أقدمت مجموعة على اعتراض طريقه وهو عائد من عمله وذبحه ثم التنكيل بجثّته وتسديد طعنات له على مستوى القلب،اليوم مرّت أربع سنوات على هذه الواقعة التي تعهّد بملفها القطب القضائي لمكافحة الإرهاب وقد تم البتّ فيه على مستوى الطورين الابتدائي والاستئناف.

وللتذكير فإن قوات الحرس الوطني نفذّت اثر الواقعة عمليات تمشيط واسعة النطاق بالمنطقة والتي أسفرت عن إلقاء القبض على المتهم الرئيسي في عملية الذّبح وهو حسام بن زيد وبحوزته السكين أداة الجريمة.

اعترافات
ملف قضية ذبح الأمني محمد علي الشرعبي تعتبر من بين الملفات التي لم يطل نشرها حيث أصدرت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية بتونس المتخصصة في القضايا ذات الصبغة الإرهابية بتاريخ 29 ديسمبر 2015 حكما بالإعدام في قضية الحال ضدّ كلّ من حسام بن زيد،محمد بن زيد ومحمد علي بن زيد وذلك بتهمة القتل العمد مع سابقية القصد والرصد ،هذا وقد قرّرت ذات الدائرة إضافة أحكام بالسجن تتراوح بين 10 و22 سنة للمتهمين الثلاث المتورطين بصفة مباشرة في عملية الاغتيال وذلك بتهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي،وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث الأولية أسفرت عن إيقاف 13 مشتبها بهم في قضية الحال قبل أن يقرّر قلم التحقيق إصدار بطاقات إيداع بالسجن في حق الثلاثة متهمين الذين اعترفوا بارتكابهم لهذه الجريمة البشعة مبيّنين أنهم كانوا يخططون منذ 15 يوما لقتل امني أو جندي.

الإعدام ثانية
الحكم الابتدائي القاضي بإعدام المتهمين الثلاثة من اجل جريمة القتل العمد مع سابقية القصد تم استئنافه ولكن الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الاستئناف بتونس قضت في ماي 2016 بإقرار الحكم الابتدائي أي الإعدام،في هذه الحالة وطبقا لمقتضيات الفصل 223 من مجلة الإجراءات الجزائية فإن الملف يحال فورا إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف إن كان ابتدائيا وإلى وكيل الدولة العام لدى محكمة التعقيب إن كان استئنافيا،لكن وكما هو معلوم فإن آخر حكم بالإعدام تمّ تنفيذه في تونس كان سنة 1991 ضدّ سفاح نابل ومن ذلك الزمن أصبحت أحكام الإعدام تترجم إلى مؤبّد ليصبح المجرمون ينعمون بحياتهم وان كانت داخل السجن وهم من سلبوا أشخاصا أبرياء حياتهم ذنبهم الوحيد أنهم حماة للوطن ،فعن أي حقوق للإنسان نتحدّث في قضايا اقلّ ما يقال عنها أنها بشعة نفّذها أفراد لا يمتون للإنسانية بأية صلة،الحياة حقّ يكفله القانون ولكن هل من المعقول منح حقّ لمن سلبه لغيره دون أي ذنب؟. إيجاد علاقة بين إلغاء عقوبة الإعدام وحقوق الإنسان معادلة جدّ صعبة خاصة في قضايا الإرهاب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115