احتجاجات ليلية في عدد من معتمديات ولايات صفاقس ومنوبة والقصرين: إيقافات متواصلة..أعمال تخريبية وإصابات.. وضبط سيّارة توزع أموالا وبطاقات شحن على المحتجين

لم تعد الاحتجاجات تقتصر على النهار فقط بل يبدو أن الليل بات موعدا للتحركات الاحتجاجية

والمواجهات مع قوات الأمن والتي تضطرهم الى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، حيث تتعمد مجموعات شبابية غلق الأنهج والطرقات وإشعال الإطارات المطاطية ورشق الأعوان بالحجارة وبالزجاجات الحارقة «المولوتوف»، ولئن تعددت أسباب الاحتجاجات في كل من المكناسي وسيدي بوزيد وجبنيانة والقصرين خاصة في حي النور وحي الزهور، فإن نتائجها واحدة، إيقافات وإصابات وأعمال تخريبية، أسباب تجاوزت المطالب القديمة والمعروفة والتي ما فتئت ترفع في عدة الولايات بعد الثورة وهي التنمية والتشغيل، لتصبح وفاة شخص دافعا جديدا للاحتجاجات على غرار ما تمّ في جبنيانة وفي القصرين والتي تنفذ في النهار وفي الليل.
لئن عاد الهدوء نسبيا في الجهات المحتجة، القصرين وسيدي بوزيد وجبنيانة، فسرعان ما تتطور الأوضاع من جديد، حيث تجددت المناوشات بين شباب معتمدية جبنيانة ووحدات الأمن على إثر مسيرة نظمها عدد من أهالي الجهة اثر وفاة الشاب أسامة في حادث انزلاق دراجته النارية يوم الأحد الفارط. نتيجة لمطاردة أمنية وفق تقديرهم. ووفق بلاغ لوزارة الداخلية فإنه خلال مرور مسيرة جابت شوارع معتمدية جبنيانة أمس وعند وصولها إلى مستوى مركز الأمن الوطني بالمكان أقدم أحد الأشخاص على سكب البنزين وإضرام النار في جسده.

فتح تحقيق
وأضافت الوزارة أنه تمّ التدخل من طرف عوني أمن وتمكنا من السيطرة عليه وخلع قميصه لإنقاذ حياته ولم يتعرض إلاّ لحروق بسيطة على مستوى يده كما تدخلت وحدات الحماية المدنية معززة بطاقم طبي أكد عدم خطورة حروقه بعد معاينته لحالته بمركز الأمن وتم نقله إلى المستشفى الجهوي بصفاقس. وعلى إثر ذلك تولت مجموعة من الأشخاص رشق مركز الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة «المولوتوف» وتم التدخل قانونيا لتفريقهم من طرف الوحدات الأمنية. وباستشارة النيابة العمومية بصفاقس، أذنت بفتح تحقيق في الغرض ولا تزال الأبحاث متواصلة. ويذكر أن وزارة الداخلية نفت في وقت سابق أن يكون حادث المرور نتج عن عملية مطاردة أمنية وأنها ستفتح تحقيقا في ملابسات الحادثة.

تعقب كل مخرب
بالعودة إلى الاحتجاجات في القصرين والتي جاءت على خلفية وفاة المصور التلفزي عبد الرزاق الزرقي، فإنه حسب تصريح إعلامي لوزير الداخلية هشام الفراتي تمّ ضبط سيارة معدة للكراء من نوع «سامبول» كانت توزع بطاقات شحن للهواتف الجوالة وأموالا على بعض المحتجين بفوسانة من ولاية القصرين، ووصف الأمر بالخطير . وشدد على أن الأبحاث ستتواصل لمعرفة من يقف وراء هذه الممارسات، قائلا إن «الاحتجاجات السلمية التي تكون في وضح النهار ولا تستهدف الممتلكات العامة والخاصة تؤطرها وزارة الداخلية وتحميها .. إلا أن تحركات اليومين الأخيرين بالقصرين حتى وإن كانت محدودة تسعى إلى المس من الممتلكات العامة والخاصة.. واستهدفت الكاميرات الخاصة بوزارة الداخلية المجعولة لحماية المواطن بالأساس في الأمن العام ومكافحة الإرهاب.. وقد وقع تسجيل إيقافات وسيتم تعقب كل مخرب..» هذا وأعلن الوزير عن إيقاف 13شخصا منذ بداية الاحتجاجات في ولاية القصرين منذ يوم الاثنين. وأقر بوجود إيقافات أخرى في صفوف عدد من المحتجين في طبربة من ولاية منوبة نتيجة الأعمال التخريبية التي قامت بها هذه المجموعات حسب تعبيره.

إيقافات في القصرين ومن بين الموقوفين طفل
هذا ووفق تصريح الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بالقصرين أشرف اليوسفي فإن النيابة العمومية قررت الاحتفاظ ب 27 شخصا منذ بداية الاحتجاجات في ولاية القصرين ، 15 شخصا بمدينة القصرين و5 مظنون فيهم بمعتمدية فوسانة و3 مشتبه بهم بمعتمدية سبيطلة وذلك بتهمة الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة و4 متهمين بتخريب كاميرا مراقبة بحي الزهور. وقد أكدت وزارة الداخلية في بلاغ لها أنه على إثر إقدام مجموعة من الأشخاص يوم الثلاثاء على اقتلاع العمود المركز بحي الزهور بمدينة القصرين والمجهز بكاميرا الحماية وتهشيمها وإتلافها مستغلين أحداث الشغب التي جدت بالمنطقة، فقد أمكن أمس للوحدات الأمنية بإدارة إقليم الأمن الوطني بالقصرين وإدارة الشرطة العدلية إيقاف 05 أشخاص من المشتبه بهم أعمارهم تتراوح بين 14 و31 سنة وبالتحري معهم اعترفوا بما نسب إليهم. وباستشارة النيابة العمومية بالقصرين أذنت بالاحتفاظ ب 04 منهم وإحالة الخامس (طفل، 14 سنة) بحالة تقديم حال استكمال الأبحاث.

05 أشخاص بحوزتهم ألفا دينار و13 بطاقة شحن هاتف
وأوضحت في بلاغ آخر أنه على إثر التحركات الاحتجاجية التي شهدتها معتمدية فوسانة من ولاية القصرين تعمّدت يوم 25 ديسمبر 2018 على الساعة 20.00 مجموعة من الأشخاص رشق مركز الحرس الوطني بالمكان بالحجارة وتهشيم بلور السيارة الإدارية التابعة للمركز المذكور، مما دعا الأعوان إلى التدخل وإيقاف شخصين من بينهم. بالتحري معهما صرحا أن مجموعة من الشبان على متن سيارة بيضاء اللون معدة للكراء كانوا يقومون بتحريض المحتجين على رشق الأعوان والمركز بالحجارة. وبتمشيط المنطقة تم ضبط السيارة المذكورة على متنها 05 أشخاص بحوزتهم مبلغ مالي في حدود ألفي دينار و13 بطاقة شحن هاتف جوال، وتم تقديمهم إلى مقر فرقة الأبحاث والتفتيش بتالة. وبمراجعة النيابة العمومية بالقصرين في شأنهم أذنت بالاحتفاظ بهم جميعا ومباشرة البحث في قضية عدلية موضوعها «تكوين وفاق للاعتداء على الأملاك والأشخاص والاعتداء المدبر على الجولان ورمي مواد صلبة وزجاجات حارقة على المقرات الأمنية»، ولا تزال التحريات متواصلة مع الموقوفين.

اعترافات المتهم
وعن آخر التطورات حول حادثة وفاة المصور التلفزي عبد الرزاق الزرقي وبعد أن تعهدت الإدارة الفرعية للقضايا الإجراميّة بإدارة الشّرطة العدليّة بموجب إنابة من قاضي التحّقيق الأوّل بالمكتب الثالث بالمحكمة الابتدائية بالقصرين، بالبحث في القضيّة التحقيقيّة وبناء على التّحريات والأبحاث، أمكن أول أمس للوحدة المذكورة ضبط المشتبه به في قضيّة الحال (عمره 18 سنة، قاطن في حي الكرمة بالقصرين) والاحتفاظ به بعد التّنسيق مع السّيد قاضي التحقيق المتعهّد، ولا تزال الأبحاث متواصلة مع مجموعة أخرى، وقد تداولت بعض المواقع الالكترونية أن المتهم اعترف بأنه قام بإشعال الولاّعة بالقرب من الزرقي عن غير قصد، لتلتهم النيران الفقيد، إلا أن مصادر أمنية نفت ذلك وأكدت أن اعترافات المتهم مازالت متضاربة، التحقيقات مازالت متواصلة ويمكن أن تكشف عن تطورات جديدة.

احتجاجات في بوحجلة وطبربة
رقعة الاحتجاجات باقية وتتمدد، حيث شملت أمس كامل معتمدية بوحجلة وقد قام عدد من المعطلين عن العمل وأصحاب الشهائد العليا بغلق الطريق الرابطة بين القيروان وبوحجلة على مستوى المدخل الشمالي مع حرق العجلات المطاطية للمطالبة بالتشعيل والتنمية، أما طبربة من ولاية منوبة فقد شهدت مساء أول أمس احتجاجات ليلية وقد عمد مجموعة من الشبان إلى حرق عجلات مطاطية على مستوى المدخل الغربي لطبربة في الطريق المؤدية إلى الشويقي وتعطيل حركة المرور وسط حضور امني مكثف لحماية المؤسسات والمحلات . وحسب وزارة الداخلية فقد تمّ إيقاف 5 أشخاص من المتورطين في أعمال الشغب خلال هذه الاحتجاجات.

الداخلية تحذر
وزارة الدّاخليّة ذكرت في بلاغ لها أنه يتمّ تداول العديد من الأخبار المغلوطة والصّور والفيديوهات القديمة والمنشورات الزائفة التي يتمّ ترويجها على أنها تحرّكات احتجاجية وأعمال شغب بكامل تراب الجمهوريّة بغاية التحريض على الفوضى وزعزعة الأمن العام. ودعت الوزارة وسائل الإعلام إلى التحرّي في صحّة الأخبار المنشورة وإستيقاء المعلومة من مصادرها الرّسميّة. ويشار إلى أنه بالرغم من عودة الهدوء النسبي فإن تعزيزات أمنية مكثفة تتمركز في الجهات المحتجة للسيطرة على الوضع .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115