كلمة/حوار مرتقب ليوسف الشاهد : هل يحسم الشاهد الجدل بشأن مشروعه السياسي وعلاقته بالنهضة ؟

يبدو أن موعد إطلالة رئيس الحكومة يوسف الشاهد على التونسيين بكلمة يقدم فيه اجاباته

عن قضايا تهم الرأي العام ويعلن فيها عما قد يكون ملامح مشروع سياسي جديد سيكون الأسبوع القادم، وفق مقربين منه.

ماذا يخفي الشاهد ؟وماذا يعد؟ وكيف هي علاقته بالفاعلين؟ وما هو تموقعه في المشهد السياسي والحزبي القادم؟...الخ. عشرات الأسئلة تتداول على السنة الفاعلين في الحياة السياسية والنقابية بتونس، ولا اجابات محددة ونهائية عنها، فقط بضع تسريبات وإشارات تصدر من اكثر من موقع ليس من بينها القصبة، مقر المعني المباشر بالرد على التساؤلات.
تساؤلات وجدت ما يشبه الإجابات عنها في تأويلات لاشارات صغيرة او كبيرة، وفي ما يعلن المقربون من الشاهد او أنصار مشروعه السياسي المنتظر، لكن يبدو انها ستلقى اخيرا ردودا من لدن الشاهد نفسه، الذي بات شبه اكيد وفق مصادر من محيطه الضيق.

هذا المصدر اكد ان رئيس الحكومة يوسف الشاهد سيتوجه للتونسيين بكلمة مطلع الأسبوع القادم، وان هذه الكلمة ستخصص للإعلان عن مبادرة سياسية وضرورة إحداث توازن في الساحة قبل حلول الاستحقاقات الانتخابية، مع التطرق لملفات اخرى لم يحددها كما لم يحدد شكل هذه الكلمة، خطاب مباشر او حوار، وموعدها الدقيق.
عدم وضوح الموعد والشكل، يقترن أيضا بعدم حسم مسألة هل يتحدث الشاهد عن مشروعه السياسي بشكل مباشر وصريح ويعلن انه زعيم هذا الكيان الحزبي الجديد ام سيتحدث بشكل عام عن ضرورة وجود كيان سياسي يمثل العائلة الوسطية ويحدث التوازن مع حركة النهضة.

عدم وضوح هذه النقطة سببها عدة اعتبارات، أولها ان الشاهد سيتحدث بصفته رئيس حكومة اي انه سيكون مطالبا ان اعلن عن زعامته للحزب او الحركة الجديدة ان يوضح مسألة بقائه في الحكومة، وهذه نقطة يبحث الشاهد عن عدم فتح الحديث فيها هذه الفترة بالذات. فالرجل لم يمض على آخر تحوير وزاري آجراه أكثر من شهر، من جانب اخر لا يمكنه المزج بين صفتين دون ان يكون تحت نيران حزبه القديم واتحاد الشغل.

مصير الشاهد في الحكومة ليس فقط مجال الضغط عليه، فهناك اعتبار لعدم افصاح الشاهد عن تزعمه لهذا المشروع السياسي الجديد، وهذا يبدو انه ما قد يجعل الرجل يمزج في كلمته المرتقبة بين التلميح المباشر بكونه زعيم المشروع مع ترك مسالة بقائه او مغادرة الحكومة وموعدها في كنف الضبابية.
لكن لا يمكن ان يكون كل ما سيقوله الشاهد تلميحا او فتحا لابواب الغموض والتأويل، فالرجل سيكون مطالبا بان يقدم ملامح هذا المشروع السياسي وتموقعه، وعمّا يدافع وما هي القيم التي يتبناها، اي ان يرسم الاطار الفكري للمشروع السياسي ولا يقتصر على ذكر عموميات كتمثيل العائلة الوسطية.

وتحديد التوجه وما الهدف من تكوين مشروع سياسي جديد في ظل وجود اكثر من 200 حزب، سيمر بالاساس على تقييم سنتين ونصف من حكم الشاهد وكيف سيتعامل مع حصيلة هاتين السنتين والنصف، هل سيتنصل من سلبيتها ويلقي باللائمة على «الاخرين» الذين لم يسمحوا له بالعمل وانجاز «إصلاحاته» ام سيتحمل تبعات ما حقق ويحرص على ابراز الايجابيات.
كيف سيتطرق الشاهد لفترة حكمه سيكون من اهم العناصر المنتظرة في كلمته، فهو سيحدد كيف سيتوجه للتونسيين لاحقا في الانتخابات، وبأي برنامج سيعرضه عليهم وخطته الاتصالية لتمرير هذا.

عنصر اخر لا يقل أهمية وله علاقة هو الاخر بكيف سيتقدم الشاهد ومشروعه للانتخابات، وهو علاقته بحركة النهضة كيف يصنفها ولماذا؟، فالشاهد الذي يدرك انه سيكون مطالبا بتحديد تموقع في ظل احياء عملية الاستقطاب الثنائي بين الباجي قائد السبسي والنهضة، مع ادراك ان الرئيس يتحرك بهدف منع توفر مجال لبروز قوة وسطية غير النداء، ويدرك اكثر ان هذه التحركات هدفها تقليص الفضاء السياسي للشاهد وانصاره.

هدف يدرك الشاهد انه سيتحقق ان لم يشرح بشكل مباشر وجلي كنه علاقته بالنهضة واتخذ منها مسافة وبحث عن التباين معها والتقدم كمنافس وليس كحليف تابع لها كما ينظر اليه اليوم، وهذا بدوره سيجرّ لضرورة الحديث عن الجهاز السري لحركة النهضة، الذي تجاهل الشاهد التطرق اليه منذ بروزه.تجاهل لن يكون مبررا هذه المرة خاصة وان تطرق مرة اخرى

لملف الانقلاب والاتهامات التي اطلقها امين عام حركة نداء تونس سليم الرياحي.

الطرف الاخر الذي ينتظر ان يوضح الشاهد علاقته به وكيف سيتعامل مع الملفات الشائكة بينهما هو اتحاد الشغل، وايضا حركته، حركة نداء تونس التي يبدو ان الشاهد يراهن على احتواء الغاضبين فيها واستقطابهم الى مشروعه السياسي الجديد.
كل هذه الاسئلة سيقع الاجابة عنها بشكل مباشر او غيره، بل حتى بالصمت عن التطرق اليها، في كلمة الشاهد المرتقبة التي يبدو انها ستكون صافرة التحركات الفعلية لانصاره في الجهات لتاسيس هذا الكيان الجديد، دون ان نغفل عن الاجتماعات التي عقدت في سوسة وبنزرت.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115