تطاوين تحتضن أول مشروع في تونس لإنتاج سولفات الصوديوم بكفاءات وتمويلات تونسية

يثير موضوع الاستثمار في الملح اهتمام المواطنين بعد ثورة سنة 2011 باعتباره ملفا غامضا تحتكره جهات استثمار أجنبية في تونس، لكن

شركة ملاحات تطاوين تطرح نفسها كمشروع تونسي بادر بتركيز أول صناعة لسولفات الصوديوم المستخدم في صناعة مواد التنظيف.
وتوفقت هذه الشركة في تركيز مصنعها بداية سنة 2016 بحجم استثمار بلغ 62 مليون دينار، واضعة حجر الأساس لصناعة ظلت لسنوات حكرا على التوريد من الخارج، وفق مديرها العام، خيري بن عمار. وشيدت ملاحات تطاوين مقرها على بعد كيلموترات قليلة من سبخة أم الخيالات بقصر عون في فيافي الصحراء الواسعة حيث يكثر نشاط تربية ورعي الابل المنتشرة في قطعان تظهر أحيانا وتختفي أحيانا أخرى.

وينتشر بمصنع الملاحات بقايا الملح وقد كسى بالبياض الأرضية، وبدت بناية المصنع مشققة من آثار الملوحة بالسبخة، وتمتد على أرضيته قناة من المياه غير الراكدة عائدة الى السبخة بعد أن تم شفطها من الملح في الانتاج، وفق ما فسره مسؤولو الشركة.
ينتشر العملة في وحدة الانتاج، كل حسب اختصاصه، فمنهم من يملأ أكياسا من بقايا الانتاج التي قالوا إنه سيتم اتلافها، في حين يرتب آخرون أكياسا آخرى لملئها باتقان ليتم اثر ذلك نقلها في شاحنات هيئت لنقل الانتاج الى ميناء جرجيس ومن ثمة يتم تصديرها الى الخارج، وفق ما ذكره المدير العام للشركة. وأفاد المدير العام أن الشركة تطمح إلى بلوغ انتاج ب 70 الف طن خلال سنة 2019 مقابل انتاج ناهز ال 30 الف طن خلال سنة 2018، مؤكدا، أن بلوغ التوزان المالي للشركة يمثل أهم رهان لها خلال سنة 2019 بعد تجاوزها لصعوبات مالية في سنتي 2016 و2017. و ترتبط الصعوبات التي عاشتها الشركة، حسب المسؤول، أساسا، بتوقف الانتاج جراء موجة من

التحركات الاحتجاجية شهدتها ولاية تطاوين، وباشكاليات تقنية ترتبط بنقص المادة المركزة في سبخة النخيلات على خلفية تسجيل نقص في الأمطار. وقال بن عمار إن تأخر انطلاق نشاط الشركة لأكثر من عامين منذ 2013 الى غاية سنة 2016 كبد خسارة سنتين امهال لقروض بقيمة 45 مليون دينار من مجموع 62 مليون دينار التي تمثل حجم الاستثمار الجملي للمشروع.

وتخطط ملاحات تطاوين لحفر آبار بهدف إمداد السبخة بالمياه حيث ان ريها وتغذيتها يساهم في الترفيع من وتيرة انتاج الملح، وفق ما أكده المسؤول، مشددا، على أن دراسات جدوى المشروع خلصت الى أن السبخة بامكانها توفير انتاج لأكثر من 50 سنة بطاقة سنوية تبلغ 100 ألف طن.
وتنبع أهمية مشروع ملاحات تطاوين حسب المدير العام للمشروع، من أنه ركز لأول مرة تجربة بكفاءات ورأس مال تونسيين في انتاج الملح، ويوفر المصنع ما يزيد عن 100 موطن شغل، ويصدر عبر ميناء جرجيس الى اسواق اهمها سوريا ومصر، فضلا عن تزويد السوق الداخلية بمادة سولفات الصوديوم التي تشكل30 بالمائة من المساحيق المستخدمة في غسيل الملابس وتستعمل في بعض الصناعات الصيدلانية.
وتستأثر السوق السورية بالمرتبة الأولى في حجم صادرات تونس من انتاج سولفات الصوديوم ب 15 ألف طن سنويا تليها مصر في المرتبة الثانية ب 11 ألف طن .
وتشكو الشركة من ضعف خدمات الكهرباء التي يؤدي انقطاعها أحيانا الى توقف الانتاج، وقد تأخر مد هذا المصنع بخط مباشر بسعة 6 ميغاواط من الشركة التونسية للكهرباء والغاز تطبيقا لاتفاق ابرم بين الطرفين منذ 2012.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115