قد تغير لتعلن أن الشاهد يبقى دائما ابن النداء ولتعبر عن استعدادها للمشاركة في التحوير الوزاري المرتقب شريطة خروج حركة النهضة من الحكومة والتي تمثل الداعم الأبرز لرئيس الحكومة، تكتيك قابل لعديد التأويلات منها أن الحركة تعمل على إسقاط التحوير الحكومي في مجلس نواب الشعب والإعلان عن فشل الشاهد، فالنداء الذي طالما رفع «الفيتو» في وجه رئيس الحكومة وانقطع التواصل تماما بين الطرفين والذي وصل إلى حدّ تجميد عضويته، اليوم يرفع هذا الشعار في وجه النهضة التي باتت اليوم في خلاف مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، حيث قال في حوار له مع قناة DW عربي «نحن من اخترنا يوسف الشاهد ليكون رئيس حكومة ولكننا لم نختره ليكون دمية في يد بعض الأشخاص».
بالرغم من اللقاء الذي جمع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بسليم الرياحي الأمين العام لحركة نداء تونس فإنه وفق تصريح الناطق الرسمي للنهضة عماد الخميري فان اللقاء لم يأت بأية مخرجات، لقاء اعتبره حافظ قائد السبسي في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية لقاءا خاصا وتمّ بطلب من الغنوشي في بيته، مشددا على أنه لم يطلب من سليم الرياحي مقابلة الغنوشي وأنه لم يرسله إليه، مضيفا أنه لم يتصل برئيس حركة النهضة منذ فترة الانتخابات البلدية وذلك حتى تكون الأمور واضحة عند بعض النفوس المكلفة بملف نداء تونس.
إبعاد النهضة من الحكومة
تتسارع الأحداث في الساحة السياسية بشكل غير مسبوق ومع كل يوم نستيقظ على حدث ومتغير جديدين، وتحول اليوم الصراع بين حركة نداء تونس والشاهد إلى صراع بين النداء والنهضة، ووفق تصريح رئيس اللجنة القانونية نبيل السبعي بالديوان السياسي لنداء تونس لـ«المغرب» فإن هذا التحوير طالما فيه النهضة ليست معنية به، فالنداء يقبل المشاركة في أي حكومة لكن دون النهضة، وقد سبق وأن عبر عن ذلك في بيان رسمي له وكذلك في التصريحات الإعلامية لقيادات الحزب، مشيرا إلى أن أي تحوير يكون دون هذا الحزب فهو منفتح عليه. وعن تغير موقف النداء من رفضه للشاهد والمطالبة بتغييره إلى إبعاد النهضة من الحكومة، قال السبعي إن الشاهد ابن النداء والخلاف معه فقط لأنه تمّ استغلاله من طرف النهضة لمصالحها الخاصة وما يمكن التأكيد عليه هو أن شرط النداء للجلوس على طاولة الحوار ومناقشة التحوير الحكومي هو إبعاد النهضة عن الحكومة القادمة.
الشاهد ابن النداء ومطالب بالعودة إلى هياكل الحزب
بالنسبة للنداء فإن النهضة وفق السبعي تستغل الشاهد لضرب الحزب لا أكثر ولا أقل وقد بدأت بكتلته البرلمانية في محاولة إلى تقسيمه وهذا ما يرفضه الحزب، معربا عن أمله في أن يعود رئيس الحكومة إلى رشده ويجلس مع هياكل الحزب والتي يمكنها أن تراجع قرار تجميد عضويته، وأوضح أن الشاهد مازال لم يطلب بعد لقاء النداء وهو في هذه الحالة مطلوب منه أن يخطو هذه الخطوة، فالحزب ليس له أي مشكل معه، فالشاهد قد اختار طريقا آخر وهو مطالب الآن بالعودة إلى هياكل الحزب والابتعاد عن المغالطات، فالشاهد يظلّ ابن الحزب، نفس الشيء بالنسبة لوزراء النداء، فالأبواب مفتوحة لكل القيادات في أي وقت من أجل البحث في الصيغة المناسبة لاحتوائهم من جديد في الحزب الذي اختار اليوم طريقه وبصفة نهائية لا رجعة فيها وهو أن التوافق مع حركة النهضة قد انتهى والعلاقة بينها انتهت والباب مفتوح أيضا للقوى الديمقراطية التقدمية وقد يتوسع هذا الحوار من أجل التفكير في حكومة أخرى دون حركة النهضة.
مشاورات مع أحزاب
انطلق الحزب في مشاورات مع بعض الأحزاب، حسب تعبير رئيس اللجنة القانونية رافضا ذكر هذه الأحزاب واكتفى بالقول إن الحركة متفتحة على كل الأحزاب التقدمية أولها حركة مشروع تونس وآفاق تونس والمسار. من جهة أخرى أكد السبعي أن الديوان السياسي للحزب كان قد اجتمع أمس بالكتلة النيابية، ويعد هذا اللقاء الأول بعد تشكيل الديوان وتمّ التطرق فيه إلى عديد الملفات والمسائل منها علاقة النواب ببعضهم وأولويات عمل الكتلة في علاقة بالقوانين الموجودة في مجلس نواب الشعب وربما انعقاد الأيام البرلمانية في الأيام القادمة، لوجود مواضيع تتطلب دراسات وبحوث، وبعد هذا اللقاء عقد الديوان لقاء مع المنسقين الجهويين، لقاء يندرج في إطار سعي سليم الرياحي للاطلاع على جميع المشاغل والإشكاليات القائمة.