يوسف الشاهد، تصور عبر عن ملامحه في حواره مع القناة الألمانية «دوتشيه فيله عربي»، كشف فيه عن كنه العلاقة بين رأسي السلطة التنفيذية.
عديدة هي الرسائل التي وجهها الباجي قائد السبسي في حواره منذ يومين مع قناة DW عربي، امتد لـ12 دقيقة تقريبا، خصص جزء منها للحديث عن الوضع السياسي التونسي، في ظل أزمة حكم، حيث اعتبر الرئيس انه ليس في علاقة سيئة مع ايّ كان «لا مع الغنوشي ولا مع رئيس الحكومة ولا مع أي كان.. لي علاقات موضوعية مع الجميع وأنا أتصرف من منطلق مسؤولياتي الدستورية ومنصبي» فهو فوق الاحزاب والتجاذبات.
الباجي وفي أجوبته على أسئلة محاورته شدد على انه لم يكن له يوما علاقة بحركة النهضة وانما علاقة مع رئيسها راشد الغنوشي، علاقة قال انها لاتزال قائمة وان بفتور، فالرئيس ابقى على علاقته الشخصية بالغنوشي لان الأخير أعرب عن رغبته في ان لا تنتهي.
كما انه أبقى عليها لتجنب «قطع شعرة معاوية» كما أشار، ففي النهاية مهما كانت اختلافات وجهات النظر لا يجب أن تقطع هذه الشعرة، حتى وان اقترن ذلك بتلميحات حادة عن ان الرئيس لم يعد يرغب بها وانه استجاب لرغبة الغنوشي.
نفي التوافق مع حركة النهضة وجعله توافقا مع رئيسها، لم يكن مجرد استعراض للحقائق وإنما إعادة لكتابة تاريخ التوافق بين الرئاسة والنهضة، فالرئاسة اليوم التي تتبنى خطابا مناقضا للحركة ومبطنا بمعاداتها، تريد أن تمحو التوافق معها وتحلّ محله توافقا مع رئيسها اقتضته المرحلة. مرحلة انتهى زمنها، فنحن اليوم في زمن انتخابي مختلف، تصطف فيه الطبقة السياسية إما مع العدو أو ضده، والعدو هنا هو النهضة وان بمصطلحات تختلف بين الرئاسة والنداء.
المهم هنا في مروية الرئيس عن التوافق ليس جرد الماضي او توصيفها الراهن، بل هو ما يترتب عنها من تبعات، فالرئيس لم يحدد علاقته بالنهضة لمجرد نفي تهمة بل للتمهيد لما هو قادم. وهذا يتحدد في تطرقه للتحوير الوزاري.
تحوير قال انه لا يعلم شيئا عنه بعد، بل انه قد لا يحدث، فمنذ امد والحديث عن التحوير لم يقترن بتقديمه، وهذا يعني لدى رئيس الجمهورية ان التحوير بات محل شك، لكن ان حدث وتم فالرئاسة ستقدم موقفها منه كما أشار.
هنا كشف الرئيس عن موقف جديد، فهو وعلى العكس من نجله، الذي شدد على ضرورة ان ينظر اليه كمسؤول في حزبه وليس نجله، لا يعتبر انه اخطأ حينما اختار الشاهد رئيسا للحكومة، بل ان الشاهد كان ابن زمنه، وأن الذي يحدد استمراره او نهايته هو المجلس ففي الاخير الشاهد ليس صالحا لكل زمان ومكان.الشاهد هنا في حوار الرئيس بات «الابن» الذي وثق الرئيس في انه لن يكون لعبة بيد اي كان، ثقة لمح الرئيس الى انها لاتزال.
رصف كل هذه الرسائل مع بعضها، وقراءتها سويا سيجعل القصد منها واضحا، وهو ان الرئيس لم يكن يوما طرفا في الازمة بل هو حكم تدخل حينما اشتدت التجاذبات، وتدخله ليس ضد الشاهد فهو من اختاره، بل تدخل ضد من يريدون اللعب بالشاهد.
لعب من بين تفاصيله تحوير وزاري، وعند هذا الحد تصبح الرسالة تشكيكا في قدرة الشاهد على القيام به، وان قام فالفضل لا يعود له بل للنهضة التي يختلف معها الرئيس ولايزال.