الحديث عن المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب يعود مرة أخرى: الرباعي الراعي للحوار الوطني يضغط على الصيد للإسراع بعقده في أقرب الآجال

• العباسي لـ«المغرب» .. تنظيم المؤتمر لن يكون من قبل الرباعي ومازالت الخلافات بين الأحزاب مانعة لعقده

عاد الحديث مرة أخرى عن تنظيم المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب رغم أن مسألة طرحه ارتبطت في أغلب الأحيان بوقوع عملية إرهابية، وهذه المرة ليس من طرف الأحزاب السياسية بل من الرباعي الراعي للحوار الوطني عبر الضغط على رئيس الحكومة من أجل التسريع بتنظيمه في أجل لا يتجاوز شهر سبتمبر المقبل بمشاركة جميع الأطراف من الحكومة والأحزاب السياسية والمؤسسات العسكرية والأمنية لضبط استراتيجية واضحة لمحاربة لمقاومة الإرهاب.
بعد غياب عن الساحة لقرابة السنتين، يبحث الرباعي الراعي للحوار الوطني عن العودة وهذه المرة عن طريق المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب الذي لم تتوصل الحكومة إلى تنظيمه إلى اليوم وتمّ تأجيله في مناسبات عديدة، حيث تعذّر إيجاد شخصية وطنية مستقلة في البداية للإشراف عليه ثم رغبة الحكومة في أن يكون مؤتمرا أوسع ذا بعد دولي لكن يبدو أن الخلافات الموجودة بين الأحزاب السياسية وغياب الوحدة الوطنية قد حالا دون عقده ورغم أنه يعدّ ضرورة حتمية بسبب تتالي العمليات الإرهابية واستشهاد عدد من العناصر الأمنية والعسكرية والديوانة ومن المواطنين إلا أنه يبدو أن الرغبة في تنظيمه قد تجاوزها الزمن.

استراتيجية متكاملة لمقاومة الإرهاب والوقاية منه
أكد رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد الستار بن موسى لـ«المغرب» أن الرباعي الراعي للحوار الوطني بصدد الضغط على رئاسة الحكومة للتسريع في انجاز المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب في أقرب الآجال الممكنة بمشاركة القوى السياسية ومؤسسات الدولة في البلاد من السلطة الأمنية إلى العسكرية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وليس مثلما يتداول كون الرباعي يسعى لعقد مؤتمر وطني، مشيرا إلى أن مشاركة كل الأطراف في هذا المؤتمر ستساعد على إيجاد استراتيجية متكاملة لمقاومة الإرهاب والوقاية منه.
وأضاف عبد الستار بن موسى أن الرباعي تطرق إلى هذه المسألة مع رئيس الحكومة وكيف تقع المعالجة الأمنية وإصلاح المنظومة الأمنية وتوفير التجهيزات الأمنية والعسكرية الضرورية والكشف عن الخلايا الإرهابية وما يهم خاصة من كل هذه المسائل هو إيجاد الطرق المناسبة لمقاومة الإرهاب والوقاية منه بالنظر إلى تداعيات كل عملية إرهابية تقع في البلاد سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي، كما يجب أن يتطرق المؤتمر إلى المسائل التربوية والثقافية مثل مسألة تحييد المساجد عن الدعاية الحزبية والسياسية وإيجاد برامج تعليمية تنبذّ العنف والإرهاب وترسخ ثقافة التسامح والحوار، ذلك أن كل هذه الأسباب هي التي تؤدي إلى الإرهاب.

من التوصيات إلى القرارات إلى الإجراءات
الرباعي لن يعقد المؤتمر بل فقط سيكون له دور في التسريع بتنظيمه، وهذه المهمة يجب أن تكون بالتشارك بين الحكومة والقوى السياسية والوطنية، وفق بن موسى، واعتبر أن المؤتمر ستنجر عنه توصيات ستصبح فيما بعد في شكل قرارات وإجراءات عملية وإصلاحات مشددا على ضرورة أن يتم الأخذ بعين الاعتبار كل ما سينبثق عن المؤتمر وألا تلقى التوصيات نفس مصير المؤتمر الأول التي ذهبت في مهب الريح. وأوضح أن الرباعي يضغط ويناقش مع السلطة كي ينعقد هذا المؤتمر، ليس مؤتمرا من أجل المؤتمر بل مؤتمرا جديا عبر الإعداد الجيّد له لإنجاحه والتحضير الجيد للورشات، الأمنية والثقافية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية، علما وأنه سبق أن نظمت بعض الورشات في هذا الشأن لكنها انقطعت فيما بعد، مشددا على أنه في حال تمّ الاتفاق على تنظيم المؤتمر لا بدّ من الانطلاق مباشرة في الورشات كي تكون جاهزة مع بداية السنة أي في شهر سبتمبر المقبل.

العباسي.. على الحكومة إزاحة العراقيل والصعوبات القائمة لتنظيم المؤتمر
حسين العباسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أكد من جهته لـ«المغرب» أن الدعوة لتنظيم المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب هي دعوة قديمة متجددة، وقد دعا الرباعي خلال حكومة الترويكا إلى مؤتمر وطني لمناهضة العنف والذي مازال وقتها لم يتحول إلى إرهاب ولكن بسبب عدة ظروف وملابسات لم يكتب له النجاح، مشددا على أنه بعد تلك الفترة تتالت العمليات الإرهابية وأصبحت مسألة تنظيم مؤتمر ضدّ الإرهاب مسألة تكاد تكون حتمية لمقاومة ظاهرة الإرهاب على كل المستويات، غير أنه في البلاد لا توجد وحدة وطنية، تبرز فقط في المناسبات، للجلوس والخروج بموقف وطني في هذا الشأن ومازالت بعض الخلافات بين الأحزاب مانعة لعقد هذا المؤتمر والذي سيكون بمثابة السند للعمل الأمني والعسكري.
العباسي أكد أن عقد المؤتمر لن يكون من قبل الرباعي بل سيكون طرفا كبقية الأطراف للمساهمة والمشاركة فيه، ولكن الأمر موكول للحكومة التي عليها أن تبحث عن التوافقات لإزاحة العراقيل والصعوبات القائمة بين الأطراف السياسية وتنظيم المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب وما يمكن التأكيد عليه هو أنه ليس الرباعي الذي سيخوض هذا المؤتمر بل الحكومة هي التي عليها أن تبادر بذلك بالاستعانة بعديد الأطراف السياسية والوطنية، فتنظيم الحوار هو رغبة كل القوى الوطنية وليس الرباعي فقط.

10 ورشات
والجدير بالذكر أن الحكومة كانت قد أقرت تكوين 10 ورشات تعنى بمختلف المجلاات التنموية والثقافية والدينية والتربوية لتقديم إستراتيجية كاملة لمقاومة الإرهاب بعد دراسته ثم مناقشتها مع مختلف مكونات المجتمع المدني والأحزاب السياسية ، لكن لم تقدم بعد ذلك أي توضيحات حول عمل الورشات أو تطور عملها لتتحول الرغبة إلى عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115