إنّ كل الأنظار متّجهة اليوم نحو قمّة الفرنكوفونيّة القادمة المزمع تنظيمها سنة 2020 بتونس في دورتها الثامنة عشرة.
وأضاف الغرايري أن تونس حاضرة اليوم في قمة «ايرفان» في دورتها السابعة عشرة، لكن الجميع ينتظر القمّة القادمة التي ستنظّمها تونس، البلد المؤسّس للمنظمة، لأنها ستتزامن مع الذكرى 50 لانبعاث المنظمة الدولية للفرنكوفونية.
ولاحظ أنّ الإحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس المنظمة سيمثّل فرصة للوقوف على حصيلة أعمالها ومناسبة للانطلاق من جديد على أسس جديدة، مبيّنا أنه من المحتمل أن تكون قمّة تونس هي قمّة «إعادة التأسيس»، وذلك في اتجاه نهاية ارتكاز المنظّمة على «الأساس اللغوي»، لا سيما بالنظر إلى وجود عدد كبير من الدول التي تطالب اليوم بالانضمام إلى المنظّمة الفرنكوفونية.
وذكر أنه من المنتظر أن تشهد قمة تونس النظر في ثمانية مطالب انضمام للمنظمة الفرنكوفونية، أحدها لولاية لويزيانا (الولايات المتحدة الأمريكية)، مبيّنا أن ذلك يؤكّد انجذابا للفرنكوفونية كفضاء متعدّد الأطراف له أهمّية.
وأشار إلى أنّ الفرنكوفونية اليوم لم تعد متّوجهة فقط نحو المسائل اللغوية والثقافية والتعليمية، بل أصبح الحديث يدور حول الشباب والمرأة والمجال الرقمي والإقتصاد، أي عن «الفرنكوفونية الإقتصادية»، وفق تعبيره.
وقال إنّ هذه المنظّمة تأسست منذ 50 سنة من قبل رؤساء ثلاث دول إفريقية، من بينهم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، واحتلّت مكانة هامة على الساحة الدولية، وهي تمثل فضاء إضافيا على مستوى العلاقات متعددة الأطراف.
ولفت غازي الغرايري إلى أنّ تونس، البلد المؤسس، لن تترك هذه المنظّمة، مبرزا ضرورة أن تحتل المكان الذي يليق بها كبلد مضيّف، وكذلك كبلد له «سلطة معنوية» للحفاظ على «روح» المنظّمة التي أنشأت من أجلها.