في ندوة صحفية بعنوان «التنظيم الخاص لحركة النهضة بعد الثورة وعلاقته بالاغتيالات السياسية»: «حديث عن سرقة وثائق من ملف قضائي، غرفة سوداء بوزارة الداخلية وعمليات تجسّس واسعة النطاق»

نظمت لجنة الدفاع عن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وحزب التيار الشعبي عن الشهيدين شكري بلعيد

ومحمد البراهمي ندوة صحفية تحت عنوان «التنظيم الخاص لحركة النهضة بعد الثورة وعلاقته بالاغتيالات السياسية» وذلك يوم أمس الثلاثاء 2 اكتوبر الجاري بأحد النزل بالعاصمة،ندوة حضرها عدد كبير من رجال القانون ونواب عن الجبهة الشعبية وغيرهم،وقد تم خلالها عرض جملة من الوثائق التي وصفت بالخطيرة كانت بحوزة المدعو مصطفى خضر الملقب بحجر الزاوية فيما يسمى بالتنظيم الخاص لحركة النهضة وهو الآن في السجن بعد أن حكم عليه بثماني سنوات،هذا وقد كشف المنظمون عن سرقة وثائق هامة بقيت في ما أسموه بالغرفة السوداء داخل وزارة الداخلية لم تفتح إلى اليوم.
من جهة أخرى اعتبر ممثلون عن الجبهة الشعبية والتيار الشعبي وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد عدم تفاعل وزير الداخلية الحالي معهم بمثابة المؤشر الهام في سياسة هذه الحكومة التي تعتبر رهينة لدى حزب حركة النهضة الذي نوجه له الاتهام لأن له جهازا خاصا ضالعا بشكل ما في عملية الاغتيال داعين وزير الداخلية لتحمل مسؤوليته.

محجوز غريب
استعرض رضا الرداوي ممثل عن لجنة الدفاع خلال الندوة الصحفية جملة من المعطيات المتعلقة بالمدعو مصطفى خضر الذي يعتبر عنصرا فاعلا جدّا في حركة النهضة وفق تعبير المنظمين،هذا الأخير كان يملك آلة لحرق الوثائق واتلافها ،وقال الرداوي في هذا الخصوص «بتاريخ 19 ديسمبر 2013 تقدمت السيدة ألفة بن «ب» قيمة و مقيمة بسوسة إلى مركز الأمن الوطني بالمروج الثالث وقدمت معطيات خطيرة مفادها أن مصطفى خضر يملك آلة لحرق الوثائق وإنها لاحظت وجود أربع سيارات إدارية بصدد تحميل أكياس كبيرة الحجم مليئة بالوثائق. وبحضور الفرقة الأمنية على عين المكان وجدت أيضا 14 علبة متوسطة الحجم (كرذونة) تتضمن وثائق مختلفة (تقارير ،تسجيلات،وثائق لوزارة الداخلية) وضمن المحجوز أيضا وجدت معدات غريبة تتمثل في كاميرات حديثة في شكل أقلام ،آلة لقيس الطاقة الكهربائية،آلة نسخ ضوئية،ساعة يدوية في شكل كاميرا،آلة لقراءة البطاقات البنكية،كل هذا المحجوز تم نقله إلى وحدة مكافحة الإرهاب التي سلّمت 4 علب منها إلى وزارة الداخلية دون إحالتها على القضاء مقابل اختفاء بقية العلب» هذا وقال محدثنا أيضا «30 وثيقة نموذج تمت إحالتها على القضاء الذي لم يفتح بعد هذا الملف وبمتابعتنا لمسار السيارات الإدارية التي حمّلت الوثائق تبيّن لنا أن هناك إشكالا على مستوى وزارة الداخلية أين تم إخفاء والمشاركة في سرقة وثائق من قبل المدير العام للمصالح المختصة عاطف العمراني آنذاك».

«الغرفة السوداء»
تحدثت لجنة الدفاع عن غرفة سوداء صلب وزارة الداخلية وهي عبارة عن مكان تم فيه إيداع جملة الوثائق والعلب التي أحالتها وحدة مكافحة الإرهاب على الوزارة والتي رفض مدير الأرشيف تسلّمها دون أي وثيقة تثبت ذلك (محضر أو مكتوب في الغرض) في ظلّ إصرار المدير العام للمصالح المختصة سابقا على أن يتمّ وضع تلك الوثائق في الوزارة دون أي مرجع حتى لا يصعب إتلافها على حدّ تعبير رضا الرداوي الذي قال أيضا «امام هذه الوضعية كان القرار أن توضع تلك العلب المملوءة بالوثائق في غرفة مقفلة إلى أن يتم إيجاد حلّ، تواتر المديرون والتغييرات على إدارة التوثيق بوزارة الداخلية ولكن دون أن تتغير وضعية الغرفة السوداء ،اذ اعتبر المدير الجديد ان تلك الوثائق لا تدخل ضمن حدود مسؤولياته،المدير الذي تلاه تقدّم خطوة اذ اتصل بأعوانه وطلب منهم تقديم تقرير في الوضعية بيّنوا فيه أن تلك الوثائق تمّت سرقتها من ملف قضائي ،تقرير رفع إلى المدير العام للأمن الوطني آنذاك عبد الرحمان الحاج علي الذي اقترح على مدير الأرشيف أن تتم مراسلة وحدة مكافحة الإرهاب لكنها رفضت الاستلام»

مصطفى خضر وعلاقته برضا الباروني
أفاد مصطفى خضر خلال استنطاقه من قبل قلم التحقيق أنه على علاقة برضا الباروني عضو المكتب التنفيذي المكلف بالشؤون الإدارية و المالية بحركة النهضة سابقا و بالتعبئة حاليا، إذ كان يلتقي معه باستمرار ويتلقى منه التعليمات،كما عثر لدى خضر أيضا على سلسلة من الوثائق من بينها قائمة متعلقة بما يعرف بالمجموعة الأمنية لسنة 1987 تسلمها من رضا الباروني،وثيقة مكتوبة بخطّ اليد تتعلق بمتابعة جلسة بين سفير فرنسا ونجيب الشابي وفيها مقترح تصفية عبد الفتاح مورو وعديد الوثائق الأخرى. كما أفاد خضر خلال استنطاقاته انه يتولى الإجابة عن البريد الخاص لعلي العريض عندما كان وزيرا للداخلية،والسؤال هنا ما علاقته بهذا وهو معلّم بمدرسة سياقة؟ وفق لجنة الدفاع التي بيّنت أيضا أن مصطفى خضر يملك قائمة بأسماء منحرفين بتونس الكبرى. هذا واستعرضت لجنة الدفاع أيضا وثيقة تتمثل في متابعة الصحف اليومية والإذاعات إذ يشرف عليها مصطفى خضر بالتنسيق مع رضا الباروني ،كما عثر لديه عن وثيقة تتعلق بملف فتحي دمق كان قد كتبها بيده موجّهة إلى ابنته نبّهها فيها على أن لا يتم ذكر اسم الحبيب اللوز وحقائق أخرى مثيرة وهو ما يثبت أن مصطفى خضر له اتصالات بقيادات عليا في حركة النهضة.

تجسّس
وفق ما كشفته لجنة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي خلال الندوة الصحفية فإن مصطفى خضر كانت له اتصالات بعدد من القيادات العليا بحركة النهضة على غرار رفيق عبد السلام،نورالدين البحيري وراشد الغنوشي عن طريق شرائح أجنبية ووصفته اللجنة بحجر الزاوية فيما أسمته التنظيم الخاص للحركة مبيّنة انه يقوم بعمليات تجسّس على قضاة،إعلاميين،بالإضافة إلى مراقبة قيادات أمنية وعسكرية وله علاقات بالمخابرات الايطالية التي طلبت منه التدخل لدى جبهة النصرة للإفراج عن صحفي ايطالي مخطوف لديها إذ تم إطلاق سراحه في 8 سبتمبر2013 وتسلمه خضر على الحدود التركية السورية وكمكافأة له قدّموا له معطيات تتعلق بالشقيقة الجزائر حول الغاز والبترول. كما يقوم بالتجسس على السفارة الأمريكية بتونس.

من هو مصطفى خضر؟
مصطفى خضر هو عسكري سابق من مجموعة ما عرف بقضية براكة الساحل قضى عقوبة سجنية بأربع سنوات ثم فرضت عليه المراقبة الإدارية في عهد بن علي ليتم تكريمه من قبل منصف المرزوقي عندما كان رئيسا للجمهورية،لديه مدرسة لتعليم السياقة، وهو اليوم يقضي عقوبة سجنية بثماني سنوات.

دورة تكوينية في التنصت وكشف التنصت
كشفت لجنة الدفاع خلال الندوة الصحفية أيضا عن معطيات هامة تبيّن علاقة مصطفى خضر بتنظيم الإخوان في مصر الذي اقترح تكوين لجنة يترأسها راشد الغنوشي ،كما حل بتونس شخصان ينتميان إلى ذلك التنظيم وفق ما جاء على لسان رضا الرداوي قدّما دورة تكوينية في الاستخبارات بعنوان “التنصّت وكشف التنصّت” ولكن ما تم ترويجه أنها دورة تكوينية في الزراعة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115