هذه الدراسة أكّدت، أن حقوق المرأة الريفية في تونس لا تزال منقوصة رغم أن الدورة الاقتصادية لا يمكن أن تتحرّك دون المرأة العاملة في الحقول والمصانع.
تحفيز مشاركة النساء الريفيات وتفعيل دورهن في الحياة السياسية، هدف تنموي تسعى إليه منظمة «أنا يقظ» لتأهيل النساء الريفيات للدخول إلى الحياة السياسية والمدنية، من خلال مشروعها الجديد الذي يهدف إلى تشريكهن في اتخاذ القرار وذلك بتوعيتهن بأهمية المشاركة السياسية، وتعزيز درايتهن بأطوار العملية السياسية، فضلا عن تعزيز النهج التشاركي.
هذا المشروع الجديد الذي يندرج ضمن برنامج مسار» دعم عمليات الحكم الديمقراطي في العالم العربي» بدعم من الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية، يهدف حسب ما أكّدته منسقة المشاريع بمنظمة «أنا يقظ» منال بن عاشور لـ«المغرب» إلى تمكين النساء اللاتي سيتمّ استهدافهن، للانخراط ليس فقط في عمليات المشاركة في أخذ القرار ولكن أيضا لتصبحن صانعات للقرار ما يجعل المجتمع المدني أكثر شفافية وشمولية، عبر تشجيعهن للمشاركة في الانتخابات، أو حتى الترشّح في الانتخابات البلدية ليكنّ فاعلات في المجتمع.
المرحلة الأولى من هذا المشروع تنطلق آخر الشهر الحالي بعملية سبر آراء، تشمل مختلف الولايات التونسية، تحديدا 8 ولايات نسبة الريفيين فيها مرتفعة نسبيا مقارنة بجهات أخرى من مناطق الجمهورية، على غرار سيدي بوزيد حيث أن 73 بالمائة من سكان الجهة يعيشون في مناطق ريفية، جندوبة 69 بالمائة من نسبة الريفيين، القيروان 65 بالمائة، وصفاقس 38 بالمائة، ونابل 32 بالمائة وقابس وتوزر 30 بالمائة لكل منهما، ثمّ سوسة التي فيها 19 بالمائة من نسبة السكان يقطنون بمناطق ريفية.
حول مدى مشاركة النساء الريفيات في اتخاذ القرار، من أجل معرفة مدى وعي النساء الريفيات بالشأن العام، ومعرفة العوائق التي تعترضهن وتمنعهن من المشاركة في الجمعيات أو طرح أفكارهن، وما إذا كن قد شاركن في الانتخابات السابقة أم لا، وهل سيشاركن في الانتخابات البلدية القادمة، وهل لديهن وعي بالسلط المحلية ودورها، وهل لديهن ثقة في الحكومة الحالية، وهل شملتهن الوعود الانتخابية؟ هي مجموعة من الأسئلة التي سيتمّ طرحها خلال عملية سبر الآراء هذه، والتي ستشمل 650 إمرأة ريفية.
وستعلن نتائج عملية سبر الآراء في آخر جوان القادم، لتنطلق إثرها، حسب ما أكّدته منسّقة المشاريع بـ«أنا يقظ» ورشات عمل بهذه المناطق من أجل دعم النساء اللاتي لديهن أفكار مشاريع، أو أفكار تكوين جمعيات للتوعية في تلك المناطق، كما سيتمّ خلال هذه الورشات اختيار 24 سفيرة من أجل إيصال صوت النساء بمنطقتهن ومشاكل الجهة.
النساء الريفيات يحتجن إلى دعم واهتمام للنهوض بهن، سيما أن أهم المشاكل التي تعانيها النساء في الوسط الريفي، عدم حمايتهن قانونيا، إذ أن المرأة الريفية لا تتمتّع بالتغطية الاجتماعية أو الصّحية، فآخر مسح ميداني أنجزته وزارة المرأة حول أوضاع النساء في الريف، أكّد أن 47 بالمائة من النساء الريفيات يرغبن في العمل، لكن دائما ما تعترضهن عراقيل أهمّها الأعباء المنزلية والعائلية، أو يواجهن رفضا من أوليائهن، أو بسبب انخفاض المستوى التعليمي وتفشي ظاهرة الأمية، لذلك تلجأ 15 بالمائة منهن إلى الهجرة الداخلية، أي من الريف إلى المدينة من أجل الحصول على مورد رزق.