العام للمنظمة، لقاء وصفته الحكومة بـ«الإيجابي» وخصص له الاتحاد اجتماعا لمكتبه التنفيذي انتهى الى اعتبار اللقاء لم يحمل اي إضافة او جديد في الازمة المستمرة منذ اشهر.
ساعات عقب انتهاء اللقاء بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد والامين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي، اطل الشاهد وقدم تقييمه للقاء، الذي وصفه بالايجابي والصريح قبل ان يضيف أنّ الحكومة واتحاد الشغل متفقان على مواصلة الحوار لايجاد الحلول لمختلف الملفات، مشددا على أنّ المشاورات ستتواصل بين الطرفين خلال الأيام القادمة.
تقييم الشاهد للقائه بالطبوبي اعلنه خلال انعقاد المنتدى الدولي حول الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ليلقي على سامعيه هذه الكلمات «اللقاء كان ايجابيا تعرضنا فيه بكل صراحة لموقف الحكومة وضغوطات المالية العمومية.. ونور الدين الطبوبي قدّم وجهة نظره.. وتحدثنا عن المشاورات الاجتماعية وقانون المالية والقدرة الشرائية للطبقة المتوسطة والضعيفة.’’ ليواصل في ذات السياق تشديده على ان ‘’التشاور مع الاتحاد مستمر ولا حل لازمة تونس دون حوار وتوافق وهناك استعداد ايجابي من طرف الامين العام لاتحاد الشغل’’.
تقييم رئيس الحكومة عبر عنه أيضا الناطق باسم حكومته إياد الدهماني الذي اعتبر أن اللقاء بين الشاهد والطبوبي «مؤشر إيجابي وعودة للحوار» اذ وقع التطرق خلاله لعدة ملفات. دون ان يشير كما رئيس حكومته الى انتهاء الأزمة كليا بين الحكومة والاتحاد.
إشترك في النسخة الرقمية للمغرب
فالدهماني يعتبر ان مطلب المنظمة الشغيلة بتغيير رئيس الحكومة هو «مطلب سياسي» وهذا لن يؤثر على صفة الاتحاد كـ«شريك اجتماعي في الوطن ولحل المشاكل» كما قال، وطالما الاتحاد يعترف بالحكومة ويتفاوض معها فان موقفه من رحيل الشاهد لا يغير شيئا في العلاقة بين الطرفين».
لكن هذا لم يمر دون التشديد على ان طرح مسالة تغيير الحكومة في الوقت الراهن لا معنى له في ظل المحطات القادمة، وأولها قانون مالية 2019 وحل الازمات الراهنة، محطات لن تكون الحكومة الجديد قادرة على فعل شيء بشانها، بل قد تجد نفسها في ازمات جديدة تنتج عن قطع المفاوضات والاتفاقيات مع المؤسسات المالية الذي قد يحدث بسبب تغيير الحكومة».
موقف الحكومة من لقاء الاثنين الفارط، عبر عنه رئيسها والناطق باسمها، ويختزل في اعتبار اللقاء خطوة في المسار الصحيح، فالحكومة قدمت للطبوبي ما بين يديها وتنتظر عودته اليها بالجواب.
جواب من اجل تحديده عقد المكتب التنفيذي للاتحاد، فصباح أمس اعلن المتحدث باسم الاتحاد وعضو مكتبه التنفيذي سامي الطاهري ان اجتماعا للمكتب التنفيذي سيعقد وسيتناول فحوى اللقاء بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد والأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي. كما انه سينظر في جدول اجتماع الهيئة الإدارية الوطنية التي ستنعقد غدا الخميس وفي ملف المفاوضات الاجتماعية.
لقاء للمكتب التنفيذي يراد له ان يسبق الهيئة الإدارية ليحدد خطوات المنظمة، هل ستصعد تجاه الحكومة ام تتبنى نهجا مختلفا، لقاء دوري اهتم بالمستجدات ومنها تقرير قدمه الامين العام للاعضاء، وتقييم المكتب اقتصر على اعتبار ان رئيس الحكومة اكتفى بتقديم الوضع العام السيء وهذا اعتبروه مدخلا للتملص من الالتزامات في المفاوضات الاجتماعية. مقابل محاولات التملص قدم الاتحاد وفق الطاهري توصيات تتعلق بإجراءات وخطط اصلاح مقابل التوصيات التي يقدمها صندوق النقد الدولي للحكومة.
ازمة سياسية استمرت لاكثر من سبعة اشهر، ويبدو انها ستستمر فالاتحاد يعتبر ان اللقاء لم يحمل أي تغيير في المشهد والحكومة ظلت على حالها تستغل الصعوبات الاقتصادية لتبرر خياراتها في الملف الاجتماعي.
فشل اللقاء من وجهة نظر الاتحاد يقابله تفاؤل من الحكومة، وهذا يبرز ان الطرفين يلاعبان بعضهما البعض في انتظار محطات قادمة.