جديدة بقرار الهيئة السياسية تجميد عضوية رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي ظن قادة النداء انه ينهي الأزمة فإذ به يسرع في وتيرة حسمها لغير صالحهم، وفق ما عبرت عنه سلمى اللومي الرقيق عضو الهيئة السياسية لنداء تونس ومحسن مرزوق الأمين العام لمشروع تونس.
يوم الأحد الفارط تحدث قياديان، كان شق نجل الرئيس بحركة نداء تونس يراهن عليهما في تنزيل خطته لاحتواء الشاهد وإبعاده عن ارض الواقع، قبل ان تتغير المعطيات برمتها وتسقط كامل الخطة بعد تدخل «رجال الرئيس» ووسطائه في الازمة.
وسطاء تدخلوا في مناسبات عدة كل وفق ما كلف به، سواء تقريب وجهات النظر بين الحكومة والاتحاد، او بين شقوق النداء، او بين النداء ومن انشقوا عنه، كل كلف بمهمة والجهة المكلفة باتت معلومة بفضل أسماء الوسطاء.
الجهة المكلفة باتت واضحة وهي رئيس الجمهورية الذي يكشف عن رأيه باصوات غيره، من هؤلاء سلمى اللومي، وزيرة السياحة وعضو الهيئة السياسية للنداء، التي نشرت على صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» رسالة وجهتها الى الندائيين.
هذه الرسالة مفادها دعوة لـ«جميع الندائيين مهما كان موقعهم» إلى الوحدة وتجاوز الخلافات وعدم اعتقاد ان أي طرف بمفرده بيده «الحل»، قبل ان تحذرهم من ان ‘’انقسامنا سيتسبب في هزيمتنا.. لكن وحدتنا ستنقذنا» قبل ان ترسم طريق الحل بقولها «الحل بسيط وممكن وعاجل، أوقفوا هذه الحرب بين الأخوة.. ابدؤوا في الحوار لنبني أرضية تفاهم بيننا، والا فان
«الأخطاء ستتكرّر لدى الأطراف التي تعتقد أنها تملك وحـدها الحل’’.
رسالة اللومي لن تفهم من قبل الندائيين، من مع نجل الرئيس حافظ قائد السبسي او ضده، الا على انها تعبير مباشر عن رغبة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، ورغبته تتضح في كلمات اللومي بالتراجع عن خطوات التصعيد تجاه الشاهد والنواب المستقيلين من الحزب والكتلة وفتح باب الحوار مع كل الروافد في الحزب لتجاوز الازمة.
حوار يبدو ان المراد منه تجنب «كارثة» انتخابية لن تتوقف عند محو النداء من الخارطة السياسية ستكون شبه اكيدة ان استمر الحزب تحت ذات القيادة الحالية التي تختزل صورة المدير التنفيذي ومجموعته التي يبدو انها ستكون ثمن التسوية.
صوت اخر عبر عن إرادة الرئيس، وهذه المرة هو الأمين العام لحركة مشروع تونس، محسن مرزوق، الذي اعن صراحة عن رفض حركته الوقوف مع أي طرف متصارع ضد الاخر، في اشارة الى صراع النداء والشاهد، وهذا يعنى ان المشروع يرفض تحالف كتلته البرلمانية مع كتلة نداء تونس.
قرار يبدو انه رسالة واضحة للمدير التنفيذي ومجموعته مفادها انهم سيكونون بمفردهم ان قرروا الاستمرار في الحرب ضد الشاهد ولم يجنحوا للحوار معه والبحث عن حل، يكون بمقتضاه الشاهد احد اللاعبين الأساسين في النداء او اية كيان يقع اختياره.
تخلى المرزوق عن فكرة تحالفه مع النداء بعد ان كان لاكثر من شهرين يسوق لها ويدافع عنها تكشف ان الرجل الذي شغل قبل ثلاث سنوات خطة مستشار الرئيس واعتبر من ابرز المقربين منه، وعاد ليشغل هذه الميزة، اختار ان يصطف خلف الرئيس وخطته لحل الازمة بشكل نهائي.
خطة لا يعلم بعد ماهي عناصرها، باستثناء الحوار ووحدة النداء او ما يعرف بعودة النداء التاريخي، لكن يبدو انها اغرت الجميع ليضع كل بيضه في سلتها، فاللومي التي تحدثت عن نفسها عبرت ايضا عن ما يجول في بال ثلاث من زميلاتها في الهيئة السياسية للحزب رفضن تجميد الشاهد، والاهم عبرت عن رغبة القصر بشكل صريح.
رغبة لن يغفل الندائيون عن فهمها والسعى لتحقيقها وهذا سيزيد من عزلة المدير التنفيذي ومجموعته في مسار التصعيد الذي انتهجوه، لكن هل تكون كافية للابقاء على النداء الى حين اجل الانتخابات ام لا هذا سيتضح خلال الايام القادمة.