قد يلتقيان بحر الأسبوع القادم وقبل انعقاد الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل: هل يجد محمد الناصر مكانا وسطا بين الشاهد والطبوبي؟

يبدو أن حدة التوتر بين الاتحاد العام التونسي للشغل ورئيس الحكومة يوسف الشاهد في طريقها إلى الانخفاض،

حيث تشير المعطيات إلى أن اللقاءات الأخيرة المعلنة بين يوسف الشاهد ومحمد الناصر وبين الناصر والطبوبي وبين رئيس الجمهورية والشاهد ومحسن مرزوق والطبوبي فضلا عن لقاءات أخرى ثنائية لم يتم الإعلان عنها، لقاءات تصب في خانة واحدة وهي إيجاد مخرج ملائم لكل الأطراف لعودة الهدوء والتخفيف من حدة التصريحات والتوتر، فالأحداث الأخيرة والتموقعات الأخيرة فرضت ذلك باعتبار أنه لم يعد من المجدي المواصلة على نفس وتيرة الأشهر السابقة ، ليعلن الطبوبي صراحة أن وثيقة قرطاج قد انتهت.

تصريح الطبوبي على هامش اللقاء الذي جمعه أمس برئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر الذي كان قد التقى منذ يومين يوسف الشاهد بأن وثيقة قرطاج لم تعد موجودة وأن البرلمان أضحى الإطار الأنسب لإدارة الحوار في المرحلة الحالية يقابله تمسك النهضة بموقفها وتراجع حجم النداء، ليجد الاتحاد نفسه مساندا بطريقة أو بأخرى موقف شق حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي للنداء في حين أن الأخبار تؤكد أن حتى الأطراف التي لم تغادر النداء الآن تتعارض مع موقف المدير التنفيذي وضدّ القرار الأخير للهيئة السياسية أي تجميد عضوية الشاهد وإحالة ملفّه على لجنة النظام وذلك وفقا لأحكام الفصول 59 و67 و69 من النظام الداخلي للحركة.

البرلمان .. الإطار الأنسب لإدارة الحوار
أكد نور الدين الطبوبي أن البرلمان أضحى الإطار الأنسب لإدارة الحوار في المرحلة الحالية وهو الذي يمتلك المسؤولية السياسية والتاريخية، مشددا على ان يدي الاتحاد مفتوحتان للحوار لإيجاد الحلول، شريطة ألا تكون على حساب الطبقة الضعيفة ، معتبرا أن أسعار بعض المواد الاستهلاكية ارتفعت في الفترة الأخيرة بشكل غير مسبوق في تاريخ تونس، ما فاقم تدهور المقدرة الشرائية للمواطنين، ليشدد على أن الاتحاد سيدافع عن منظوريه تجاه تدهور المقدرة الشرائية، بما يخوله له الدستور، قائلا «إذا وجدنا حلولا أهلا وسهلا وإذا لم نجدها ماذا تريدون من الاتحاد أن يفعل، بطبيعة الحال كل طرف سيستعمل حقه الدستوري في الدفاع عن منظوريه وقد أوصى مجمع القطاع العام بالتحرك عبر تنفيذ إضراب عام في القطاع العام، فالمقدرة الشرائية تدهورت أكثر من اللازم بين 40 و60 بالمائة، فعديد المواد الاستهلاكية شهدت أسعارها قفزة لم تعرفها البلاد أبدا في تاريخها، زيادة تراوحت بين 40 و50 بالمائة».

استدعاء « جاف»
وبخصوص مقاطعة الاتحاد للندوة الوطنية حول التوجهات الاقتصادية والاجتماعية لقانون المالية 2019، صرح الطبوبي انه تم توجيه استدعاء «جاف» للمنظمة الشغيلة للحضور قصد « التوظيف الإعلامي»، لافتا إلى انه تم في وقت سابق توظيف حضور الاتحاد كونه وافق على تفاصيل متعلقة بمشاريع قوانين، مشيرا إلى أنه كان من باب المسؤولية إرسال المعطيات المتعلقة بمشروع قانون مالية سنة 2019 لفسح المجال للمنظمة الشغيلة للاستعداد جيدا لمناقشة هذا المشروع في الندوة الوطنية. من جهته أكد محمد الناصر الحرص على التمسك بالحوار المسؤول بين جميع الأطراف والعمل على تضافر الجهود من أجل الوئام والتضامن الوطني .ودعا الناصر إلى وجوب العمل على تلبية احتياجات المواطنين طبقا للإمكانيات المتاحة بما يسهم في بعث الأمل وإعادة الثقة في المستقبل.

برمجة لقاء قبل الهيئة الإدارية الوطنية
وفق بعض المصادر المطلعة فإن اللقاءات التي يقوم بها محمد الناصر لن تقتصر على رئيس الحكومة وأمين عام المنظمة الشغيلة بل ستتواصل وستشمل أطرافا اجتماعية وسياسية أخرى من أجل ايجاد حلول للأزمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية القائمة في البلاد، والأسبوع القادم سيكون للناصر العديد من اللقاءات المهمة بما فيها اللقاء مع اللجنة المشتركة للاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء المقبل ولكن سيسبقه لقاء مع وزير الخارجية خميس الجهيناوي يوم غد الاثنين في علاقة بملف الدبلوماسية وليس له أي علاقة بحركة نداء تونس. هذا وأضافت مصادرنا أن اللقاءات التي قام بها الناصر مع كل من الشاهد والطبوبي تأتي في إطار تقريب وجهات النظر بين الطرفين وعودتهما إلى طاولة الحوار وقد تمكن رئيس البرلمان من ضبط موعد بين الطرفين وسط الأسبوع الجاري وبالتحديد قبل انعقاد الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد المقرر عقدها يوم الخميس 20 سبتمبر الجاري والتي ستنظر في التوصيات المرفوعة لها من قبل مجمعي القطاع العام والوظيفة العمومية بتنفيذ إضراب عام إلى جانب آخر المستجدات في المفاوضات الاجتماعية.
قبول الطرفين الجلوس مرة أخرى إلى طاولة الحوار بصفة رسمية وعلنية وليس بعيدا عن الأعين يعدّ في حدّ ذاته خطوة ايجابية، فالأزمة السياسية قد طالت أكثر من اللازم ولا بدّ من إيجاد حلول قبل موعد الهيئة الإدارية وكذلك قبل اجتماع مجلس إدارة صندوق النقد الدولي المقرر يوم 28 سبتمبر الجاري لصرف قسط آخر من القرض، وفق مصادرنا التي شددت على أن لقاءات الناصر ليست مبادرة في حد ذاتها بل هي مجرد مساع للتخفيف من حدة التوترات في البلاد والعودة للحوار من جديد، فوساطة الناصر هي اجتماعية وسياسية بامتياز وليست خاصة بحركة نداء تونس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115