بحياتهم في تزايد يوما بعد يوم وخاصة خلال فترة الصيف، الا ان الضحية هذه المرة وفق المعطيات الاولية الرسمية هو مركب صيد تونسي وستة بحارة حاولوا انقاذ قرابة 14 مهاجرا تونسيا ارادوا الوصول الى «لامبادوزا» خلال نهاية الاسبوع الماضي ما جعلهم عرضة لتتبعات قضائية والسجن بتهمة تسهيل الهجرة السرية انطلاقا من السواحل الايطالية.
اطلق نشاط من المجتمع المدني حملات من اجل «انقاذ» ستة بحارة موجودين في مراكز الايقاف الايطالية ومهددين بقضاء عدة سنوات في السجن بسبب انقاذهم لمهاجرين غير شرعيين تونسيين، بعدأن وجّهت لهم تهمة تسهيل الهجرة السرية انطلاقا من السواحل الايطالية بالرغم من تاكيد قائد المركب انه اطلق نداء استغاثة وان الهدف كان انقاذ هؤلاء الاشخاص، الان ان السلطات الايطالية شددت على انها لم تتلق هذا النداء وبالتالي فان الغاية لم تكن الانقاذ.
اطوار الحادثة تعود الى الاسبوع الماضي حيث رصدت الاجهزة الامنية الايطالية عبر «الساتيليت» مركبا للصيد تابعا لميناء جرجيس يجر مركبا اخر لعدد من المجتازين للمياه الاقليمية الايطالية خلسة، الاجهزة الامنية الايطالية اعتبرت ان هذه العملية ليست عملية انقاذ بل هي مساعدة على الابحار خلسة بالرغم من تاكيد قائد المركب انه اطلق نداء استغاثة للسلطات الايطالية لكنها لم تستجب ولذلك اضطر الى سحب الـمركب الى السواحل الايطالية التي كانت اقرب من السواحل التونسية، وانه تعامل بطريقة انسانية مع هؤلاء الاشخاص وانها ليست المرة الاولى التي ينقذ فيها اشخاصا في مثل هذه الوضعية، الطرف المقابل تمسك بانه لم يتلق اي نداء وانه كان على مركب الصيد العودة بالمهاجرين غير الشرعيين الى السواحل التونسية لا الايطالية وقام بسجن طاقم المركب ووجه لهم تهمة تسهيل الهجرة السرية.
في هذا الاطار افاد مصدر من وزارة الشؤون الخارجية لـ«المغرب» ان قنصل تونس ببالرمو جلال بن بلقاسم تولى الموضوع في الابان بتكليف من وزير الخارجية، من اجل توفير كل التسهيلات للمحامي الذي يتابع الملف وتحول الى مركز الايقاف للاطمئنان على البحارة وايضا تحول الى مركز ايواء المهاجرين الذين تم انقاذهم علما وانه تم ترحيل 5 اشخاص من بين 14 مهاجرا غير شرعي في حين ما يزال 9 اخرون في مراكز الايواء .
كما اوضح ان الوزارة على اتصال بسفارة ايطاليا بتونس التي ابدت تفاعلا، وانها حريصة على ايجاد حل لهذا الاشكال وحماية حقوق التونسيين الموقوفين مشيرا الى ان الخطوة المقبلة هي انتظار موعد لتحديد جلسة والعودة الى التسجيلات عبر الساتيليت والشريط المصور الذي قدمته الاجهزة الامنية لمعرفة هل ان قائد المركب كان بصدد انقاذ هؤلاء المهاجرين ام لا وهل كان مضطرا للدخول للمياه الاقليمية الايطالية ام لا.
في السياق ذاته افاد المكلف بالاتصال بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ان المنتدى يتابع بدوره هذه القضية و يعمل مع العديد من المنظمات الدولية من اجل اطلاق حملة مناصرة للبحارة وتوفير محامي لهم خاصة وان البحارة مهددون بعقوبات كبيرة وقد سبق وان حاكمت السلطات الايطالية مسؤولين من منظمات دولية، وشدد على ان ربان المركب معروف بانقاذه في مناسبات عديدة لعدد من المهاجرين غير الشرعيين.
وذكر في هذا الصدد ان اعداد المهاجرين غير الشرعيين تتضاعف، حيث بلغ عدد التونسيين الذين وصلوا الى السواحل الايطالية منذ بداية السنة الى غاية نهاية شهر جويلية 3 الاف و811 شخصا، من بين 19 الف و874 مهاجرا غير شرعي، في حين كان العدد خلال نفس الفترة من السنة الماضية 1721 شخصا.
اما عدد المجتازين الذي وقع احباط عمليات ابحارهم خلسة انطلاقا من تونس فقد بلغ 6369 شخصا خلال السبعة اشهر الاولى من السنة الحالية مقابل 3178 شخصا خلال نفس الفترة من السنة الماضية وفق ارقام المنتدى .
مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين اكدت في اخر تقرير لها ان اكثر من 1600 شخص لقوا حتفهم اثناء محاولتهم الوصول الى اوروبا في 2018 .
سفير إيطاليا بتونس يتعهد بالعمل على إيجاد حل لقضية البحارة
تعهد سفير ايطاليا بتونس «لورنزو فانارا» بكتابة تقرير مفصل إلى السلطات الإيطالية حول موضوع طاقم سفينة «بوراسين» الموقوف بايطاليا، من أجل توضيح المسألة والعمل على إيجاد حل في القريب العاجل، وذلك خلال لقاء جمعه أمس الخميس بمساعد رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس مجموعة الصداقة تونس ايطاليا محمد بن صوف بمقر سفارة الجمهورية الايطالية بتونس.
وأفاد محمد بن صوف انه طلب من السفير الإيطالي المساهمة في إطلاق سراح المحتجزين خاصة وأن القوانين الدولية واضحة في هذا المجال وان انقاذ الأرواح البشرية في المجال البحري واجب، مع التأكيد على ان المركب «بوراسين» وقائده شمس الدين بوراسين ساهم في عديد المناسبات في عمليات إنقاذ المهاجرين غير النظاميين في البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف مساعد رئيس مجلس نواب الشعب انه اكد خلال هذا اللقاء متابعته المباشرة للموضوع مع السلطات الايطالية على مستوى وزارة الداخلية والعدل وعلى المستوى القضائي بتكليف محام جديد لطاقم سفينة «بوراسين» المتكون من خمسة بحارة أصيلي مدينة جرجيس، لافتا إلى أن غرض السفينة إنساني بالأساس وقد تحركت بهدف انقاذ مجموعة من المهاجرين غير النظاميين وبأن هذا المركب سبق وأنقذ عشرات الضحايا داخل البحر.
وكان بن صوف التقى عائلات البحارة المحتجين أمام سفارة ايطاليا بتونس الذين نفذوا وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج الفوري عن رئيس الشبكة التونسية للصيد التقليدي المستدام شمس الدين بوراسين المحتجز مع طاقم سفينته (بوراسين) بسيسيليا الايطالية بعد ان تم ايقافهم وهم بصدد انقاذ مهاجرين غير نظاميين تعطل مركبهم على بعد 35 ميل جنوبي لامبادوزا الإيطالية.