فبالكاد افرج عن معطيات تتعلق بموقع العملية والهدف منها، على لسان وزير الدفاع ومن بعده في بيان رسمي عن الوزارة.
قبل يومين أكد وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي، أن «الوضع الأمني في تونس مستقر رغم الاضطرابات الأمنية التي تشهدها ليبيا وتواجد بؤر توتر بالمرتفعات الغربية الجبلية التي يتمركز بها الإرهابيون». ليشدد على أن «الأوضاع الأمنية تحت السيطرة بالتنسيق الوثيق بين المؤسستين العسكرية والأمنية»، مشيرا إلى تواصل عمليات عسكرية التي يشارك فيها جيش البر والطيران بمشاركة الحرس الوطني.
وقد شملت العمليات تمشيط القطاعات بمرتفعات الشمال الغربي ومرتفعات الوسط ووضع كمائن والقيام باستطلاعات جوية وقصف جوي لملاحقة وتضييق الخناق على العناصر الإرهابية.عملية وصفها الزبيدي بـ»كبيرة الحجم» هدفها تعقّب العناصر الإرهابية المتحصنة بالجبال عند الحدود الغربية التونسية، حيث انطلقت العملية بمنطقة عين سلطان من ولاية جندوبة، التي شهدت في جويلية الفارط استشهاد عناصر أمنية اثر عملية ارهابية.
الزبيدي كشف أن عملية تمشيط بلغت جبال القصرين، وانها إمتدت لآلاف الكيلومترات المربعة وأنه سيتم الكشف عن نتائجها للرأي العام لاحقا، اثر 24 ساعة عن تصريحات الوزير، أكدت وزارة الدفاع في بيان يوم أمس انه وقع القضاء على عناصر إرهابية بمرتفعات جبل مغيلة وأصيب آخرون إصابات مباشرة بالقصف الجوي، اثر عملية عسكرية انطلقت منذ 4أيام.
وكشف بيان وزارة الدفاع أن الجيش الوطني استهدف مجموعات إرهابية بالقصف الجوي ودمر مواقع كانت هذه المجموعات تتمركز داخلها، كما نجحت الوحدات العسكرية في إبطال مفعول لغمين غرستهما المجموعات الإرهابية فيما انفجر لغمان آخران أسفرا عن جرح 5 عسكريين، وأشارت الوزارة إلى أنه سيتم لاحقا تقديم مزيد من التفاصيل حول عدد القتلى والجرحى بعد انتهاء العملية التي ما تزال متواصلة.
في انتظار استكمال وزارة الدفاع لكافة تفصيلها وإعلانها عند عدد الإرهابيين الهالكين وعدد الملاجئ التابعة للإرهابيين في الجبال، يتضح أنّ العملية العسكرية والأمنية حققت وفق المعطيات الأولية «نتائجها» مبدئيا. فالوحدات العسكرية والأمنية قامت بتمشيط السلسة الجبلية الغربية بتشكيلات كبرى وقطع حربية اضافة الى الطيران الحربي، وهذا يجعل من عملية التمشيط اكثر دقة بما يمكن من كشف مخابئ الارهابين وتدميرها.
بتدمير المخابئ وتوسيع قاعدة التمشيط يبدو ان الجماعات الإرهابية اتجهت للانسحاب والبحث عن معابر غير آمنة في الجبال لتنسحب من مواقعها مما عرضها لقصف الطيران، او على الاقل فقدت قدرتها على استعمال تلك الملاجئ مرة أخرى وهذا يجعلها مرتبكة وهو ما يكشفه عدم قيامها بمهاجمة الوحدات العسكرية والامنية والاكتفاء بالفرار .
اهمية العملية الاخيرة، في بعدها العسكري تتمثل في استعادة السيطرة على المرتفعات الجبلية التونسية وتضييق الخناق على الجماعات فيها، ويبدو ان هذا سيستمر مع قادم الايام، لكن للعملية أهمية تتجاوز هذا العنصر او عدد الإرهابيين القتلى، الذي تتضارب المعطيات عن عددهم.
اهمية العملية تتمثل في استعادة مناخ «الامن» والثقة في الوحدات الامنية والعسكرية في قدرتها على استكمال الحرب على الارهاب بعمليات استباقية عوضا عن التعرض لكمائن او عمليات فجئية، وهو النسق الذي كانت عليه الحرب على الارهاب منذ جوان2015 واستمر الى حين وقوع عملية عين سلطان بجندوبة.
استعادة العافية للاجهزة العسكرية والامنية واطلاق عملية بهذا الحجم سيكون كافيا لتوجيه ضربة موجعة للجماعات الارهابية التي تمركزت منذ 2012 بالجبال التونسية، كما انه قد يحول دون ان تستعد الجماعات الارهابية خلال الاسابيع والاشهر القادمة للقيام باية عمليات او التخطيط لعمليات في المدن بسبب الخسارة التي سجلتها، والمرجح انها ستكون كبيرة بعد تركها لملاجئها التي عادة ما تخزن بها الاسلحة وبعض الوثائق.