الحكومة حول عدد من القضايا أبرزها الوضع السياسي في تونس وكيفية تطوير العلاقات في شتى القطاعات. الاجتماعات التي عقدها الوفد قد تكون لها انعكاسات ايجابية على المستوى البرلماني خلال المدة القادمة من أجل تطوير العلاقات الديبلوماسية البرلمانية.
استقبل مجلس نواب الشعب صباح أمس وفد لجنة الشراكة بالكونغرس الأمريكي المتكون من «بيل فلوريس» عن الحزب الجمهوري ولاية تكساس، و»جيف فورتن بيري» عن ولاية «نابرسكا». وعن الحزب الديمقراطي كل من «دافيد بريس» عضو لجنة الاعتمادات ونائب رئيس لجنة الشراكة من اجل الديمقراطية عن ولاية شمال كارولينا، «دينا تيتاس» عن شمال فرجينيا، «جاري كونول» عن ولاية فرجينيا، «سوزان دافيس» عن ولاية كاليفورنيا، «غوين مور» عن ولاية ويسكونسن»، وبحضور سفير الولايات المتحدة الامريكية بتونس.
أما الوفد البرلماني التونسي المتكون من محمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب، ومساعدي الرئيس فيصل خليفة المكلف بالعلاقات الخارجية، محمد بن صوف المكلف بالإعلام والاتصال، بدر الدين عبد الكافي المكلف بالعلاقات مع المواطن والمجتمع المدني، شكيب باني المكلف بالتصرف العام، الصحبي عتيق المكلف بشؤون التشريع، نوفل الجمالي رئيس لجنة الحقوق والحريات والعلاقات الخارجية، محمد الناصر جبيرة رئيس لجنة تنظيم الادارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح، عبد اللطيف المكي رئيس لجنة الامن والدفاع.
الاجتماع مع الوفد الأمريكي سبقه اجتماعان اثنان مع كل من رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، ليكون الوفد قد تدارس كافة المسائل منها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مع السلط الثلاث. وتحدث الوفد اساسا عن أهمية العلاقات بين كل من تونس والولايات المتحدة الأمريكية، تطلب أيضا المزيد من العمل بهدف تمتينها وتنويعها على كافة المجالات. كما أوضح الوفد أن زيارتهم إلى تونس تهدف إلى تأكيد حرص الجانب الأمريكي على مواصلة دعم التجربة الديمقراطية والالتزام بالوقوف إلى جانبها من أجل مواصلة تركيز المؤسسات الديمقراطية وكذلك تذليل الصعوبات ومواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، باعتبار المكانة الجغرافية للبلاد التونسية حيث أن دورها المحوري يضمن الاستقرار في المنطقة.
لقاء مع كل من قائد السبسي والشاهد
من جهة أخرى، فإن الوفد الأمريكي لم يخف تخوفاته من انحدار المسار الديمقراطي في تونس في ظل التأخير المبالغ فيه نوعا ما من أجل استكمال تركيز الهيئات الدستورية من بينها المحكمة الدستورية وهيئة حقوق الانسان على سبيل المثال، في وقت تعيش فيه تونس أزمة سياسية خانقة في علاقة بمصير حكومة الشاهد. هذه التخوفات يبدو أنها شغلت الجانب الأمريكي الذي يبدو مهتما بالمسألة بعد الحديث عن إمكانية تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2019 أكثر من غيرها من المسائل الكبرى. وفي هذا الإطار، أكد الوفد البرلماني التونسي على عدم تداول فرضية تأجيل انتخابات 2019، ولم يتم تداولها بالبرلمان الى اليوم على الاقل. هذا وقد شدد الوفد الأمريكي على ضرورة تنظيم الانتخابات سنة 2019 ودعم هيئة الانتخابات باستكمال إنتخاب أعضائها وضمان جاهزيتها للمحطات الانتخابية القادمة. وفي السياق ذاته، أكد وفد الكونغرس الأمريكي دعمه لتونس لإنجاح المسار الديمقراطي ومقاومة للإرهاب.
من جهته، أبرز رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي عراقة علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين داعيا إلى تعميق الشراكة الإستراتيجية بينهما ومواصلة الدعم السياسي والاقتصادي المتميز الذي تحظى به تونس من الولايات المتحدة الأمريكية، معربا عن تطلّع بلادنا إلى مزيد الارتقاء بالتعاون المشترك في كافة المجالات بما يسهم في تحقيق التنمية والاستقرار لتونس وللمنطقة عموما. ويذكر أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد التقى أول أمس بدار الضيافة بقرطاج نفس الوفد عن لجنة الشراكة من أجل الديمقراطية بالكنغرس الأمريكي، حيث تمحور اللقاء حول الاستراتيجية بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية ودعم سبل التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين البلدين.
مجالات تعاون مختلفة
أما اللقاء الذي عقد بقصر باردو، فقد تناول مجالات التعاون بين تونس والولايات المتحدة الامريكية على المستوى الأمني والاقتصادي والحوكمة والديمقراطية، والسعي المتواصل بين الطرفين لمزيد تعزيزه. كما تم التطرّق الى تعزيز التعاون على مستوى برلمانيي البلدين الصديقين من خلال تبادل الخبرات والتجارب.
وأكّد رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر أن نجاح التجربة التونسية تحتاج تثبيت المسار الديمقراطي وتعزيزه، مشيرا الى أن إعادة الأمل الى نفوس الشباب العاطل عن العمل وبالخصوص حاملي الشهائد العليا يعد من أولويات قيادة البلاد في الوقت الراهن. وأضاف الناصر أن ضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي والقضاء على العنف والتطرف مرتبط بتحقيق التنمية وخلق فرص شغل للشباب التونسي عبر الاستثمار والدعم الاقتصادي وهو ما يمثل أبرز مجالات التعاون التي يجب ان تكون عنوانا لدعم أصدقاء تونس في الكونغرس.
من جانبه أكد وفد الكونغرس الأمريكي إعجابه بنجاح الانتقال الديمقراطي في تونس الذي يعد انموذجا يحتذى في المنطقة، معربا عن تقديره للخطوات المنجزة في مسار تثبيت الديمقراطية وبناء المؤسسات واصلاح الاقتصاد والتي تعتبرها واشنطن والعالم نجاحات كبرى في ظل الصعوبات الراهنة. وأضاف أعضاء الوفد أن تونس تعد بمثابة النجم الساطع في منطقة الربيع العربي، معربين عن حرص الكونغرس على مواصلة الوقوف إلى جانب تونس حتى تنجح في انتقالها الاقتصادي والاجتماعي على غرار نجاحها في مسارها الديمقراطي.
«كونكت تقدم مقترحاتها»
وفي سياق آخر، قدمت كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية «كونكت» مقترحاتها بخصوص قانون المالية لسنة 2019 إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ومجلس نواب الشعب، أهمها إعادة تنشيط الاقتصاد الوطني ودفع الاستثمار والتصدير، وإعادة تصنيع البلاد وتشجيع الأنشطة المنتجة في القطاعات الاستراتيجية وبعث مواطن الشغل وتحسين القدرة التنافسية للمؤسسات وللاقتصاد الوطني. وقد تم إعداد المقترحات على أساس مساهمات الهياكل الجهوية والقطاعية للكنفدرالية ومجلسها العلمي وعدد من كبار الخبراء وشركاء المنظمة.