الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة والذكرى 41 لتأسيس إذاعة المنستير، حيث أشرف والي الجهة، أكرم السبري، في روضة آل بورقيبة على موكب لتلاوة الفاتحة على روح الزعيم الراحل، ثم انتظمت بمقر بلدية المنستير ندوة علمية حول المشروع الاجتماعي لبورقيبة.
وبالمناسبة، أوضح الأستاذ الباحث في التاريخ، عادل بن يوسف، أنّ بورقيبة كان صاحب مشروع اجتماعي متكامل ينم عن تشخيص سليم لواقع تونس في فترة الحماية ومطلع الاستقلال، وقد اتخذ إجراءات لدعمه، حيث تمثلت مفاتيح تحقيق نجاحه الثلاثة في إصدار مجلة الأحوال الشخصية التي كانت بمثابة الثورة في المجال التشريعي، وبناء مجتمع تونسي جديد قائم على الوحدة القومية ومقاومة العروشية، ووضع تونس في محيطها العربي الإسلامي والأمة التونسية التي لخصها بورقيبة في التوْنَسَة.
واعتبر بن يوسف أن العراقيل التي واجهت المشروع البورقيبي الاجتماعي تمثلت في ما عبّر عنه بالردة من الوسط الزيتوني ومن بعض المحافظين، موضحا أنّ المشروع الاجتماعي للزعيم الراحل بورقيبة متنام وأفرز مجتمعا تونسيا منفتحا ومتنوعا.
ورغم معارضة العديد لبورقيبة لم يكن هناك تشكيك في مشروعه الاجتماعي الذي أصبح اليوم مهددا من قبل رموز الظلامية وايديولوجيات صيغت خارج حدود الوطن تريد تدمير الوحدة القومية التونسية بأفكار ظلامية وافدة من الخارج، حسب ذات المصدر الذي أكد أنّه لابّد من التوحد لحماية المشروع التونسي ولتفادي وقوع حروب أهلية، وفق تعبيره.
من جانبه، ذهب الباحث خليفة الشاطر إلى أنّ تونس عرفت منذ فترة الاستقلال ثورة اجتماعية إلى جانب الثورة السياسية، معتبرا أنه لابّد من مواصلة كتابة التاريخ حول الفترة البورقيبة التي قدّر أنّ دراستها مازالت منقوصة، وفق تصوّره.
وتطرق مدير إذاعة المنستير، ياسين قرب، إلى سياسة الاتصال المباشر التي كان يعتمدها بورقيبة وعلاقته الوطيدة بالإعلام لتبليغ توجهاته المستقبلية ولبناء الانسان والدولة الحديثة في فترة معركة الاستقلال وبعدها.
وقدم الوزير السابق الدكتور عمر الشاذلي شهادة حيّة حول الزعيم الراحل كما عرفه، وكانت للشاعر الشعبي البشير بكار قراءات شعرية حول الزعيم بورقيبة.